همسة السيد:
لم يكن محمد علي حاكمًا عاديًا، لم يمر مرور الكرام هكذا، بل ما فعله محمد علي خلال فترة حكمه يجعلنا نقول أن محمد علي هو من صنع تاريخ مصر الحديثة.
ينسب محمد علي إلى أبناء مدينة قولة اليونانية، ومن يتصفح تاريخ هذا الرجل يجد أن أسباب نجاحه في الأمور الصغرى قبل رحيله إلى مصر، هي هي نفس المزايا التي مكنته من التغلب على ما اعترضه من العقبات في معترك السياسة، ودفعته الى القيام بجلائل الأعمال.
رحلته إلى مصر:
جاء الى مصر ضابطا صغيرا في الحملة العثمانية التي جردتها تركيا لاخراج الفرنسيين من البلاد، ولكنه لمح في الشعب المصري الدافع للحرية فلم يستسلم، فماشاها في ميولها وسايرها في آمالها.
الحملة الفرنسية ونزولها إلى مصر:
نزلت الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت 1798، فكان الغرض الحقيقي للحملة هو استغلال القطر المصري للتوسع، وجعل البحر المتوسط بحيرة فرنسية.
فاتفقتا الحكومة الإنجليزية والعثمانية على خروج الفرنسيين من مصر، وكان محمد علي أحد رجال الحملة الفرنسية، قاد الفرقة العسكرية محمد علي وابنه علي آغا.
استمر النزاع مع الفرنسيين حتى توصلوا إلى عقد إتفاق يقضي بجلائهم عن مصر 1801.
المماليك عدوان لمحمد علي:
عندما تتطلع محمد علي لتولي سلطة مصر كان ينتظره عدو آخر وهم المماليك، كما كانت حكومة الاستانة تسعى لأن تصبح صاحبة الكلمة العليا والمتحكمة في القرارات.
ثم كانت امامه عقبة اخرى وهي سلطة الجند الارناؤود والدلاة وغيرهم من اخلاط الدولة العثمانية، واستطاع أن يهزم ويضرب كل سلطة بالآخرى ويشق لنفسه طريق النجاح.
دخلت مصر إلى عهد الدولة العثمانية في عهد سليم الأول، ووجد محمد علي أنها فرصة لنجاح مصر وخلق لها أسلوب حكم يميزها عن النظام العثماني بشرط أن تبقي مصر تحت قيادتهم.
حكمه على مصر:
بعد سقوط دولة المماليك عُين عمر خورشيد واليًا على مصر، وبقي محمد علي في صف الشعب يدافع عنهم ويطالب بمطالبهم، إلى أن ثار عليه الشعب وخلعه عن الحكم.
واستطاع بذكائه وسعة حيائه أن يحطم ويهزم الإنجليز وكل من يعترض طريقه، وبدأ في تعليم القراءة والكتابة في سن الأربعين، اتسم بالشجاعة وعلو الهمة، فكانت من اكبر مميزاته بعد الذكاء وحسن التدبير.
محمد علي ومصر الحديثة:
ينظر المؤرخون إلى محمد علي أنه باني مصر الحيثة، فقد أنشأ جيشًا نظاميًا حديثًا، أنشأ المدارس الحديثة، وأوفدالبعثات العلمية لأوروبا، وغير نمط الملكية الزراعية، وأسس قاعدة صناعية لمصر خاصة في الصناعات العسكرية، واهتم بالزراعة والتجارة، وأنشأ دولة بيروقراطية مركزية قوية.
الوفاة:
توفي محمد علي في الإسكندرية 2 أغسطس 1849ودفن في الجامع الذي بناه في القلعة في القاهرة.
