ساعة الإفطار في رمضان.. مشاهد من داخل القطار
رضا الشويخي:
السفر في نهار رمضان أمر شاق، ولكن لو صادفت وقت الإفطار وأنت مسافر ستتحول المشقة إلى بهجة ومتعة وستتذكر النكتة التي تقول “الشراقوة عزموا القطر” لأن ستعلم أن الشراقوة ليسوا وحدهم، فجينات الكرم تسري في شرايين المصريين.
على المحطة:
قررت السفر فجأة، كعادتي، ورغم ذلك لم أنزعج من سؤال أمي: “جهزت لك حاجة تفطر بيها ولا لأ؟”، لأنني خبرة 15 سنة سفر بصوت عادل إمام، ولكن في حياتي لم أسافر في وقت الإفطار في رمضان، والتجربة ممتعة وتبعث السرور والسعادة بأن “فيها حاجة حلوة”.. بداية من استقلال القطار حتى متابعة طوابير الشباب الذين تراصوا على المحطة ليقدموا للصائمين ما يفطروا به حتى يرجعوا لأهلهم.
مصر روحها في رمضان:
مصر في رمضان أشبه بعروس تزينت لعرسها؛ زينة الشوارع بألوانها المزركشة تعيدنا إلى ذكريات الطفولة وصوت “وحوي يا وحوي”.
غابت الشياطين مع الشهر الكريم ولكن عفاريت الشوارع من الأطفال الصغيرة لم يغيبوا، وصاروا أبطال المشهد بصوت محمد فوزي “هاتوا الفوانيس يا ولاد” ورائعة محمد عبد المطلب “رمضان جانا” قصة لن تشعر بجمالها إلا في شوارع وحواري مصر.
رَغم أنف كورونا:
نتشارك اللقمة في أحلى الأوقات وأحلكها، هكذا نحن في مصر.. يأتي العام شديدا على الكثيرين ولكن الروح هي هي، محبة تجعلنا نتقاسم الطعام مع من حولنا وكأنما نجلس على مائدة الطعام في بيتنا لا في قطار مزدحم بأصناف البشر وألوان الطعام التي يتبادلها الناس فيما بينهم.. وتبقى الجملة الثابتة كل سنة وأنت طيب.