كيف تحمي أبنائك من مصيدة وسائل التواصل الاجتماعي؟ خبراء النفس وعلم الاجتماع يجيبون
تشكل شبكة الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي خطرًا على الأطفال والمراهقين، بداية من مخاطر التحرش إلكترونيًا ووصولًا إلى المنشورات والإعلانات التي تحمل تلميحات ومضمون غير مباشر لذهن الطفل والمراهق أشبه بدس السم في العسل، ويتسائل كل أب وأن كيف نحمي أطفالنا وأبنائنا من مخاطر هذه الشبكة المخيفة؟ وفي التقرير التالي تجيب منصة كلمتنا عن هذا التساؤل.
مخاطر “السوشيال ميديا”
ويواجه المراهقين والأطفال في العصر الحالي نوعًا جديدًا من المجرمين، وأصبح المتحرشون والمغتصبون يستخدمون التطبيقات الشائعة على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي للإيقاع بضحاياهم، كما تم مؤخرا تصميم رموز في بعض الألعاب الالكترونية تحمل مضمون معين لدسها في عقل الأطفال والمراهقين بعيدًا عن أعين الأهل مما يجعلهم يقعون في دائرة الخطر ويتم استمالتهم واستقطابهم دون أن يكونوا على وعي تام بذلك.
علم النفس
ويقول الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية أن “السوشيال ميديا” تسببت في آثار سلبية كثيرة على المواطنين في المجتمع العربي ومنها ضعف البصر وتشوه البنية الجسمية، إضافة إلى الشعور الدائم بالإرهاق والخمول والأرق وآلام الظهر، ومع الوقت تزداد خطورة السوشيال ميديا وخاصة مع وضعها لشعارات ومضمون معين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الالكترونية، والتي تعد الطفل والمراهق لتقبل بعض الأمور الخطيرة والمرفوضة في مجتمعاتنا مثل دس السم في العسل، إضافة إلى التحريض على الأفعال والجرائم مثل الاغتصاب.
ويضيف أنه لتفادي مخاطر “السوشيال ميديا” لابد من مناقشة الأطفال والمراهقين وفتح حوار مستمر معهم والإطلاع على المواقع الإلكترونية والألعاب التي يشاركون فيها، مع توفير مساحة للنشاط الواقعي وتوفير بديل على أرض الواقع مثل الكشافة والأنشطة الموسيقية والنوادي الاجتماعية ليصبح هناك مجالا لقيام الأطفال والمراهقين بنشاط فعلي بديلا عن الواقع الافتراضي وما يحمله من مساوئ، مع ضرورة وجود رقابة من الأهل والحفاظ على وجبة واحدة يوميًا تتناولها الأسرة سويًا، ولابد من عودة دور الأب في الرقابة والتلاحم والتفتيش على الأبناء كرب الأسرة وإستغلال فترة الإجازة الصيفية في القيام بنشاط مع العائلة والسفر والتنزه، وأهم من منع الأطفال من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو الإلعاب الالكترونية هو إيجاد بديل آمن لهم وشغل تفكيرهم ووجدانهم ببدائل حقيقية في العالم الواقعي.
وأكد ضرورة الرقابة الأسرية، ومتابعة الأبناء من جانب رب الأسرة، والاقتراب من العائلة خلال الإجازة الصيفية، ومعرفة ما يتابعونه، مضيفا أن علينا إيجاد البدائل الآمنة للألعاب الإليكترونية، بدلا من منعهم، وكذلك شغل تفكيرهم.
علم الاجتماع
ويقول الدكتور رفعت عبد الباسط أستاذ علم الاجتماع أنه لابد من متابعة الأطفال والمراهقين بشكل مستمر، كما لابد أن يكون الأبناء والأمهات ملمين بتطور وسائل التواصل الاجتماعي والبرامج والألعاب الالكترونية، ولابد أن يكونوا على وعي بدورهم ويقوموا بمتابعة البرامج التي تحذف المواقع والتطبيقات والألعاب الضارة من هواتف أبنائهم.
وقال أنه لا يمكن المنع التام، وأن الأسر عليها مواكبة ما يحدث من تطورات، ليكونوا على وعي بسبل حماية أبنائهم.
وأضاف أن للإعلام والصحافة دورًا هاما في إعادة إنتاج برامج وأعمدة في الصحف والمجلات لتوعية الأهل بمخاطر وسائل التواصل الاجتماعي وكيفية حماية أبنائهم وصحة الأسرة لأن المنع التام لايمكن القيام به، وإطلاع الأسر على الجديد في الشبكات الإلكترونية ليكونوا على وعي بسبل حماية أبنائهم.
اقرأ ايضاً: “التجمعات العائلية” كيف يمكن أن تكون حلاً لكافة المشكلات الاجتماعية؟