كاتب ومقال

دار في خاطري| لماذا نخاف؟

بقلم: ريم السباعي

ريم السباعي

هل تعاني دائما من الخوف والقلق؟ أم أن الخوف لديك طبيعي لا يصنف مرضا؟ هل تتذكر الأشياء التي كانت تخيفك في أيام طفولتك؟ هل كنت تخاف أكثر في أيام الطفولة عن اليوم؟ من الممكن أن تتغير الأشياء التي تخيفك في كل مرحلة عمرية؟ تعتقد أنه من الممكن القضاء نهائيا على الخوف؟ هل من الممكن أن تقوم بإجراء عملية جراحية لتتخلص من الخوف الزائد لديك؟ أم أن خوفك سيمنعك من إجرائها؟

الخوف هو شعور فسيولوجي ونفسي يؤثر على جميع الكائنات الحية، فالإنسان والحيوان والطير يشعر به، وليس باستطاعة أي كائن حي التخلص منه، ولا أحد معصوم من الخوف، حتى الأخيار من البشر وهم الرسل والأنبياء، قال الله تعالى مخاطبا سيدنا موسى حين أمره أن يلقي عصاه فتحولت إلى حية تسعى “قَالَ خُذۡهَا وَلَا تَخَفۡۖ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا ٱلۡأُولَىٰ” (سورة طه الآية ٢١)، وأيضا قال الله تعالى في سورة يوسف “قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ” (الآية ١٣).

إذن فكلنا يخاف ولكن يختلف الخوف من شخص لآخر من حيث نوع الخوف وشدته، ومن ناحية أخرى يؤثر عمر الإنسان في مخاوفه، فما يخيف الطفل الصغير لا يخيف الرجل البالغ، وهنا نتساءل هل الخوف شعور محسوس فقط؟ أم هناك عضو من أعضاء الجسد مسئول عنه وهل هذا الخوف يؤثر سلبا على صحة الإنسان؟ نعم! إن الخوف يؤثر على صحة الإنسان.

فعندما يشعر الإنسان بالخوف تزداد ضربات قلبه وتتسارع، ويتصبب عرقا، ويشعر بضيق في الصدر، وصعوبة في التنفس، بالإضافة إلى الإرهاق، والإجهاد، وفقدان القدرة على التركيز، إن الخوف مسئول عنه جزء في المخ يسمى اللوزة الدماغية، فإذا تم استئصال ذلك الجزء فقد الإنسان شعوره بالخوف، وعندها يصبح الشخص متبلدا، فاقدا للمشاعر مما يؤثر على انفعالاته، وإدراكه للأمور، ولما لا! وقد حدث تغير في الطبيعة التي خلق الله تعالى الإنسان عليها.

وتتعدد أنواع الخوف، فهناك من يخاف الأماكن المغلقة، وهناك من يخاف الأماكن المرتفعة، ومن الناس من يخاف الأماكن المظلمة، وغيرها الكثير، ولكن هل جلست تفكر يوما فيما تخاف؟ هل مضيت تفكر فيما يخيفك منذ طفولتك إلى اليوم؟ لابد أن الأشياء قد تغيرت ولكن هل شدة الخوف تغيرت؟ أيعني عندما يكون الإنسان صغيرا يكون شديد الخوف، أم عندما يصير كبيرا يزداد خوفه، أيخاف الإنسان من المجهول لأنه لا يعلمه؟! أم أنه يخاف مما يعلم لأنه يدرك ما به من خطر؟!

عندما يركض الطفل ليحتمي بوالديه من شيء ما يخيفه فيشعراه بالأمان، فماذا إذا كان والداه خائفين؟! أيستطيعا إخفاء خوفهما لإدخال الطمأنينة إلى قلب طفلهما؟! وماذا إذا شعر الطفل بخوفهما؟! أيفقد الأمان؟! أيستطيع المرء أن ينزع من قلبه كل خوف إلا الخوف من الله؟! وماذا إذا ملأ الإيمان قلوب البشر؟ هل يكون ذلك هو العلاج الوحيد والفعال للقضاء نهائيا على الخوف؟ في رأيي نعم! فعندما فوض سيدنا يعقوب أمره لله، رد له الله ما فقده عند الخوف، فعاد له سيدنا يوسف، وعاد له بصره، فليتنا نستطيع.

 

نبذة عن الكاتبة:

ريم السباعي

أحد الكتاب الشباب لمنصة كلمتنا

حاصلة على ليسانس آداب في التاريخ من جامعة عين شمس عام 2005

صدر لها مجموعة قصصية بعنوان: رحالة في جزر العجائب

صدر لها رواية بعنوان: ويعود ليلقاها

للتواصل:

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى