مستشارون بأكاديمية ناصر يناقشون “الولاء والانتماء وتحديات المستقبل”
استضافت قاعة ضيف الشرف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ53، ندوة بعنوان «الولاء والانتماء وتحديات المستقبل»، وتحدث خلالها اللواء أركان حرب ناجي شهود مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، اللواء أركان حرب هشام الحلبي، وأدارها اللواء أركان حرب محمد الهمشري
بدأت الندوة بكلمة اللواء أركان حرب محمد الهمشري قائلًا: “إن تأصيل قيم الولاء والانتماء في وطننا الغالي الحبيب ضرورة، ورسالة أكاديمية ناصر العسكرية العليا في حرصها على تنمية هذه القيم من خلال دوراتها التثقيفية وندوات التوعية لتوحيد المفاهيم، لتعزيز قيم الولاء والانتماء، فمصر قادرة على الاحتواء الحضاري وغير قابلة أن يحتويها أحد حضاريًا، فالبناء المستقبلي للإنسان بناء الهوية والشخصية والعقل والرؤية هم أساس بناء المجتمع والدول وهم الحاجة الماسة لحركة بناء وتنمية المجتمع والدول، ونحن بإذن الله في عبور جديد نحو الجمهورية الجديدة.
وقال اللواء أركان حرب ناجي شهود لكي نتحدث عن الولاء والانتماء وتحديات المستقبل للإنسان المصري، لابد أن نعلم كيف يفكر المصري ويجتاز كل مراحل حياته، فشغلنا الشاغل هو ما يحدث ببلدنا وما يحدث في المنطقة بداية من نهاية القرن الماضي ونهايات القرن الحل، فالعالم كله يرصد المصريين من خمس نقاط رئيسية ومحطات ومراكز البحث والدراسة في كل العالم تتبع تلك النقاط أيضًا.
أولها الدين، ثم فترة محمد علي الذي اكتشف أن الإنسان المصري فريد ليس له علاقة بالعالم، فقرر ان يقيم مصر العظمى بسواعد المصريين ومجهودهم، والثالثة هي فترة الاحتلال العثماني وأعقبه الإنجليزي، ثم الإسرائيلي ، ثم حاولوا السيطرة على المصريين بالإخوان ولكن قهرت تلك المخططات بجهود الدولة الشاملة الخمسة.
وطالب اللواء أ.ح ناجي شهود من الحضور لا تنساقوا لما يدسه لكم الغرب عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، فليس كل ما يصلك هدفه واضح وظاهر، ولكن لابد أن تدقق وتتأكد في نقل المعلومات خصوصًا المتعلقة بالعقائد، والتاريخ، فأحيانًا تصلك رسائل بشعار الدال على الخير كفاعله، ولكن قبل أن تدخل على ذلك الخير يجب أن تتأكد أنه غير محرف.
فمن يقومون بالتحريف يدسون السم في العسل فعلى سبيل المثال تصلك رسالة لآية من القرأن أو الإنجيل، ولن يتم تحريفها بالكامل ولكن سيحرف التشكيل أو يتغير وضع الهمزة لتفقد الكلمة معناها وتتحرف معاني النصوص، فنختلف جميعًا في التفسيرات ونندفع وراء فتن طائفية.
كما شدد على ضرورة تربية الأبناء على زرع القيم النبيلة وعدم تركهم عرضة للتضليل وطمس الهوية، مؤكدًا أن الهوية المصرية رغم كل شئ لا يمكن طمسها ومصر المذكورة في القرآن والإنجيل لا يمكن أن تنهار أبدًا، وعليكم أن تعلموا أبناءكم وتربوهم جيدًا ولا تخافوا على هذا البلد.
ومن جانبه تحدث اللواء أركان حرب طيار دكتور هشام الحلبي مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، عن الحرب الافتراضية والتحدي القادم للأمن القومي، مؤكدًا أن هناك تغيرات أدت إلى ظهور الحرب الافتراضية وهي مجالات التطبيق والموقف في مصر.
قائلًا: “إن الالتحام بين عناصر التكنولوجيا وهي الحاسب الآلي والشبكات والإنترنت، من أهم وسائل الحرب الافتراضية، والتي تعتبر من المصطلحات المتفرعة عن من مصطلح الواقع الافتراضي ويقصد بها البيئة الاصطناعية التي تنشأ عبر الكمبيوتر والشبكات وأجهزة تكنولوجيا المعلومات الأخرى وأدواته، وتتيح هذه التكنولوجيا التفاعل مع المستخدم ويمس هذا التفاعل الحواس البشرية مثل الرؤية والسمع واللمس وحتى الشم.
وأضاف الحلبي إن الحرب الافتراضية تعتمد على التطور في علوم الإلكترونيات والكمبيوتر، والاتصالات والشبكات، نظم االمعلومات والبرمجيات، الذكاء الاصطناعي، النظم الخبيرة، مشيرًا إلى الفرق بين السلاح التقليدي والافتراضي موضحًا إن السلاح التقليدي غالبا يستهدف المجال العسكري والسلاح الرقمي أو الافتراضي يستهدف كل مجالات الأمن القومي.
لذلك أصبحت الحرب الافتراضية هي الجيل الخامس للحروب، لذلك فإن الهوية الافتراضية تؤثر على هويتنا الأصلية خاصة الأفراد الأصغر سنًا والأقل خبرة، فبعض العلاقات الاجتماعية الافتراضية هي تجمعات مجهولة والفرد يخفي نفسه تحت مسميات مختلفة أو ينفصل من هويته الأصلية ، فيتفاعل الفرد من خلال أراءه وأفكاره وتصوراته الشخصية ويتحرر من أي تبعية دينية واجتماعية وقيمية.