خروجتنا

مسجد “الحاكم بأمر الله”.. الجامعة الرابعة في مصر

مصر مليئة بالمساجد التي تم تشيدها على يد حكامها على مدار العصور، ومن بين هذه المساجد، مسجد الحاكم بأمر الله، الذي يعتبر جوهرة إسلامية، حيث يعود المسجد إلى العصر الفاطمي، في القاهرة، ويعد من أهم المعالم الأثرية الإسلامية الموجودة بمصر، وذلك لأنه ذات تصميم راقي جدا، بجانب الفن المعماري العتيق الذي يعكس على الجامع روح الهدوء.

يقع مسجد الحاكم بأمر الله في شارع المعز لدين الله الفاطمي، ملاصقا لباب الفتوح بقسم الجمالية، ويوجد على الجهه الشمالية من المسجد سور القاهرة الشمالي القديم، أما من الاتجاه الشرقي فتجد وكالة قايتباني وباب النصر ويطل من الغرب على شارع المعز.

هنا تتناول منصة “كلمتنا” معلومات عن جامع الحاكم بأمر الله منذ نشأته على يد الفاطمين.

تاريخ تشييد المسجد:

تم تشيد المسجد بأمر من الخليفة الفاطمي “العزيز بالله” في أواخر القرن التاسع الميلادي الثالث الهجري، وكانت مصر في تلك الفترة تحت حكم الفاطميين، وبدأ بناءه الخليفة العزيز بالله خارج باب الفتوح القديم سنة 380هـ/ 990م، وسماه جامع الخطبة وكان يرغب أن يتم تشييد أكبر مسجد في القاهرة لكي يستطيع أن يتحمل أكبر عدد من المسلمين ثم توقف العمل فيه وذلك لأنه توفي قبل إتمام البناء.

وخلف الخليفة الفاطمي العزيز بالله ابنه الخليفة الحاكم بأمر الله وأراد أن يكمل بناء أبيه، وبالفعل أكمل الحاكم بأمر الله بناء المسجد سنة 393هـ/1003م، ولكن أطلق على المسجد اسم جامع الحاكم بأمر الله، وبذلك استغرق تشييد المسجد ما يقرب من 14 عام وافتتح رسمياً للصلاة في سنة 403هـ/ 1012م، وأعاد الوزير بدر الجمالي بناء سور القاهرة الشمالي في أيام المستنصر وأدخل الجامع في نطاق السور.

الوصف المعماري لمسجد الحاكم بأمر الله:

يبلغ طول الجامع من الداخل 120.5 مترا، وعرضه 113مترا، ويتوسط الجامع صحن كبير متسع ومكشوف تحيط به أربعة أروقة ترتكز عقودها على دعائم من الآجر وذلك في أركانها حيث يوجد أعمدة مدمجة، والتصميم يشبه جامع ابن طولون من حيث استخدام “الآجر” في البناء.

يتكون المسجد من 5 أروقة بكل رواق 17 عقدا، والأيوانات الأخرى كل منها يتكون من 3 أروقة، ويغطى الأروقة سقف من الخشب، أما عن المذن: المآذن فهي من الحجر، وتوجد مئذنتان يحيط بكل منهما قاعدة مربعة ضخمة على شكل هرم ناقص.

وتتركب كل قاعدة من مكعبين يعلو أحدهما الآخر، المكعب الأسفل يرجع إلى عصر إنشاء الجامع، أما المكعب العلوي فيرجع إلى أعمال التجديد والإصلاح التي نفذها بيبرس الجاشنكير سنة 1303م، وتبرز من فوق كل مكعب علوي مئذنة.

كوارث تعرض لها المسجد:

قد تأثر الجامع بالزلزال الذي حدث سنة 702هـ (1303م) فتهدمت كثير من العقود والأكتاف الحاملة لها، وسقط السقف، وسقط معه قمتا المئذنتين، وكان السلطان الناصر محمد في ولايته الثانية فقد أمر أحد امرائه، بيبرس الجاشنكير، فور وقوع الزلزال بإصلاح الجامع وإعادة بناء ما تهدم منه وتدعيم المئذنتين، فتم ذلك سنة 1303م، كما تم تحديده فى عهد السلطان حسن سنة 1359م.

مر على الجامع الكثير من الأحداث التي غيرت من وضعه داخل أروقة الدولة الفاطمية، بدايتها كانت مع تعليمات من الخليفة “الحاكم بأمر الله” بالموافقة على التدريس في الجامع، والسماح لعلماء الأزهر بالتدريس والالتحاق به، وبذلك القرار أصبح “الجامعة الرابعة فى مصر” بعد جامع عمرو بن العاص وجامع أحمد بن طولون وجامع الأزهر.

أما عن آخر التغيرات التي جاءت تلازمًا مع تجديد الخليفة “المستنصر” لسور القاهرة الشمالي وضم الجامع داخله، وبالتالي أصبح جزءا هاما داخل قاهرة المعز.

اقرأ أيضًا: متحف “أم كلثوم”.. صرح فني ثقافي يأخذك برحلة عبر الزمن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى