خروجتنا

الأزهر الشريف.. أقدم جامع وجامعة لنشر القيم الإسلامية في العالم

من منطقة القاهرة القديمة التي تضم واحدة من أقدم منارة لنشر تعاليم الدين الإسلامي في مختلف ربوع العالم، وتحديداً من داخل الجامع الأزهر الشريف، تصطحبكم منصة «كلمتنا»، خلال هذه السطور، في جولة للتعرف على تاريخ الجامع الأزهر، الذي كان ولا يزال أكبر مرجعية دينية للعالم الإسلامي، للتعريف بصحيح أمور الدين، وكثير من أمور الدنيا.

يٌعتبر الجامع الأزهر أقدم جامعة عالمية متكاملة، ومن أهم المساجد الجامعة في مصر وأشهرها في العالم الإسلامي، احتضنت أروقته الملايين من طلاب العلم ومعلميه، حتى أصبح قِبلة العلم لكل المسلمين، ومنهل الوسطية، ومنارة الإسلام الشامخة، وقد تجاوز عمره الألف سنة، متحملًا مسؤوليته العلمية والدينية والوطنية والحضارية تجاه الشعب والأمة الإسلامية كلها، فكان لها رمزاً حضارياً، ومرجعاً علمياً رئيساً، ومنبراً دعوياً صادقاً.

نشأة الجامع الأزهر

تم إنشاء الجامع الأزهر على يد جوهر الصقلي، قائد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله، في 24 جمادى الأولى 359 هجرية، الموافق 4 أبريل 970 ميلادية، أي بعد عام من تأسيس مدينة القاهرة، واستغرق بناؤه ما يقرب من 27 شهراً، حيث افتُتِح للصلاة في يوم الجمعة 7 رمضان 361 هجرة، الموافق 21 يونيو 972 من الميلاد.

ما لبث أن تحول إلى جامعة علمية، وأُطلق عليه اسم الجامع الأزهر، نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء، ابنة النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وزوجة الإمام علي بن أبي طالب ــ رضي الله عنه ــ التي ينتسب إليها الفاطميون على أرجح الأقوال.

اقرأ أيضًا: «مجمع قلاوون».. كلمتنا تأخذك في رحلة إلى دولة المماليك

تطور الجامع الأزهر

بعد زوال دولة الفاطميين على يد السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي، في الثالث من المحرم 567 هجرية، الموافق 11 سبتمبر1171 ميلادية، عطَّل صلاة الجمعة في هذا الجامع، وأنشأ عدة مدارس سُنِيَّة لتنافسه في رسالته العلمية، للقضاء على المذهب الشيعي في مصر، واستطاع بهذه الخطوة أن يعيد مصر إلى المذهب السُني، فانتهت بذلك علاقة الجامع الأزهر بالمذهب الشيعي.

عمارة الجامع الأزهر

حظي الجامع الأزهر على مرّ العصور، منذ نشأته وحتى وقتنا الحاضر، باهتمام الخلفاء والسلاطين والأمراء والحكام الذين كانوا يحرصون على عمارته، من حيث التوسعة والإنشاءات والترميم، لاسيما في العصر المملوكي، وكان آخرها أعمال الترميم الشاملة التي انتهت في عام 1439 هجرية/ 2018 ميلادية، والتي استمرت ثلاث سنوات تقريبًا، لتبلغ مساحة المسجد 12 ألف متر مربع تقريباً.

العلوم الدراسية

كانت العلوم التى تُدرَّس في الجامع الأزهر تربو على عشرين علماً، مثل: الفقه، وأصول الفقه، والتفسير، والحديث رواية ودراية، ومصطلح الحديث، والتوحيد، والحكمة الفلسفية، والتصوف، والنحو والصرف، والمنطق، والمعاني، والبيان، والبديع، والحساب، والجبر والمقابلة، والفلك، واللغة، والوضع، والعروض، والقوافي، والهيئة.

النظام اليومي للدراسة

كانت الدراسة في الجامع الأزهر تبدأ بعد صلاة الفجر، وتستمر على مدار اليوم حتى صلاة العشاء.

الأزهر منبع الوطنية

في أروقة الجامع الأزهر، وحول أعمدته، ظهرت الحركات التى طالبت بالحريات والحقوق العامة، وناضلت في سبيل رفع المظالم وترسيخ قواعد العدل، وفيها ولدت الثورات الشعبية والانتفاضات التي واجهت السلطات والأحزاب الحاكمة الجائرة والحملات الاستعمارية، وفيها نشأ علماء أفذاذ تألفت منهم جبهة سياسية معارضة، جعلت دستورها الأخلاق والآداب القرآنية.

وقد نجحت هذه الجبهة نجاحاً كبيراً، وكان من مظاهر هذا النجاح، إسقاط بعض الحكومات العثمانية الجائرة فى مصر إبَّان الحكم العثماني، وفي القضاء على بعض الأحزاب المملوكية الحاكمة المُتسلِّطة، التي عانت المجتمعات فى مصر من ظلمها وطغيانها.

اقرأ أيضًا: «كلمتنا» تصحبك في جولة رمضانية بشارع المعز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى