حكاية شارع| «الغورية» سر عشق السلطان قانصوه الغوري للعمارة
حي الغورية من أشهر أحياء وشوارع القاهرة القديمة، يقع في منطقة الجمالية، قديمًا كان يسمى بحي «الشرابشيين»، وكان يضم محلات صناعة وخياطة الملابس الخاصة بالسلطان، وتعد منطقة الغورية أكبر مجمع للآثار الإسلامية التي تعود للعصر الفاطمي والأيوبي والمملوكي، ومنها باب الفتوح، وتكية السلحدار، ووكالة الغوري.
في السطور التالية، تأخذكم منصة «كلمتنا» في رحلة عبر الزمن، لمعرفة تاريخ حي الغورية، والسر وراء تسميته بهذا الاسم.
سبب التسمية:
سميت منطقة الغورية بهذا الاسم نسبة إلى السلطان قانصوه الغوري، الذي حكم الدولة المملوكية بمصر والشام في الفترة من عام 1501 وحتى عام 1516، وكان معروفاً بحبه لفن العمارة، وترك ثروة فنية معمارية في كل من مصر وحلب والحجاز.
السلطان الغوري:
أجمع أمراء المماليك على تولية قنصوه الغوري حكم مصر في عام 1501، واستمر في السلطنة لمدة 15 سنة و9 أشهر و25 يوماً، وخلال توليه الحكم أظهر حنكة كبيرة في إدارة شئون البلاد التي كانت تعاني من انخفاض حاد في الإيرادات، بسبب اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح، وكان ينفق كثيراً على الجيش والإصلاحات والمباني العامة التي ملأ بها شوارع المحروسة.
أعماله بشارع الغورية:
تُعد المجموعة المعمارية التي تقع على رأس تقاطع شارع الغورية مع شارع الأزهر، من أجمل ما تركه لنا السلطان قانصوه الغوري، ولهذه المجموعة واجهتان رائعتان، إحداهما غربية تطل على شارع الغورية، والثانية بحرية على شارع الأزهر، وشيد السلطان الغوري هذه المجموعة بين عامي 1503 و1504، ويقابل هذه المجموعة مسجد الغوري، الذي شيده عام 1504 على الطراز المتعامد.
مقتل السلطان المملوكي:
كان السلطان العثماني سليم الأول يخطط للاستيلاء على مصر، وضمها للدولة العثمانية، وقرر أن يبدأ بالشام، وجهز جيشاً كبيراً في ربيع عام 1516، لم يكن السلطان الغوري مستعداً، وفوجئ بالزحف العثماني، فخرج من القاهرة على رأس جيش كبير، تاركاً الحكم لطومان باي الثاني، والتقى مع الجيش العثماني في شمال حلب في معركة «مرج دابق»، ورغم قتال المماليك ببسالة وتقهقر جيش سليم الأول، إلا أن تفوق العثمانيين عدداً وعتاداً، ووقوع خيانة بين صفوف جيش الغوري أدت لمقتله في المعركة، وانتصار العثمانيين في النهاية.
اقرأ ايضاً: “شارع المعز”.. أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في قلب القاهرة