“شلالات نارية” تكشف لغز “كهف الجارة”.. التفاصيل مدهشة
تعد مصر من أغنى بلدان العالم القاطبة بالآثار، بل لا يكاد يخلو ركن فى ذلك العالم الشاسع إلا وتحتله قطعة فنية مصرية أو على الأقل طافت به يوما في المعارض الدولية، أما أن تحتوي مصر كهوفا بهذه الروعة فهو الجمال المدفون الذي تحتفظ به.
“الجارة” هي تلك المغارات الموجودة على عمق 50 مترا في باطن الأرض بين الوادي وأسيوط، اكتشفه الألماني جيرهارد رولفز عام 1873 أثناء رحلته إلى واحة الكفرة الليبية، الطبيعة السحرية للكهف لا زالت لغزا محير لعلماء الجيولوجي، وتكوين الكهف بفعل ترسيبات الماء النقي ومناخ الصحراء الجاف، كان إحدى الأسباب التي جعلت منه سببًا محيراً أخر للعلماء، والرسوم الجدارية تؤكد أن الكف كان مأهولا بالسكان منذ آلاف السنين.
كهف “الجارة” عبارة عن مجموعة مغارات على عمق أكثر من 50 مترا نزولا في باطن الأرض في قلب الصحراء الغربية بين الواحات البحرية ومحافظة أسيوط بمنتصف صحراء الفرافرة بالقرب من وادي محرق بعد محمية الصحراء البيضاء بحوالي 7 كيلومترات شرقاً باتجاه أسيوط.
واكتشفه الألماني جيرهارد رولفز عام 1873 وذلك أثناء رحلته في صحراء الفرافرة للوصول إلي واحة الكفرة الليبية، ولكنه مكث بجوار تلك الكهوف للتعرف علي طبيعتها السحرية والتي تعد مجهولة حتي الآن ومازالت لغزاً محيراً لعلماء الجولوجيا حتي وقتنا هذا
تعتبر صحراء الفرافرة من أغنى الصحروات في مصر بل والعالم، وذلك لغناها بالمناطق الأثرية والمعالم السياحية بل لا يكاد يخلو ركن منها إلا ويوجد به قطعة فنية من وحي الطبيعة، فضلاً عن المعالم والكهوف التي تحتفظ بها الصحراء لنفسها منذ القدم ليكون شاهدًا تاريخيًا علي مر العصور والحقب التاريخية.
“الناري” لماذا عرف كهف الجارة بهذا الوصف؟
كما أن كهف الجارة ذو أبعاد سحرية نشأ كنتيجة طبيعية للماء النقي ومناخ الصحراء الجاف خلال ملايين من السنين، وهو يخالف كل كهوف المنطقة فى تكويناته وشكل ترسيباته الرائعة، حيث تبدو الأشكال الرسوبية الهابطة والصاعدة أشبه ما تكون بشلالات نارية.
وهي نتيجة لملايين من الأمتار المكعبة من المياه الأرضية التي تسربت خلال رمال الصحراء منذ ملايين من السنين وخلقت هذا الكهف الأرضي ثم جرى ترسيبها وتكثيفها بفعل الحرارة الشديدة وتصل ارتفاعات التكوينات الرسوبية حسب وصف رولفز إلى ثلاثة أو أربعة أقدام.
كما يوجد على جدران كهف الجارة رسوم جدارية تمثل الأنشطة التي كان يعتادها الإنسان القديم والتي كانت توحي بأن تلك الكهوف كانت مأهولة منذ القدم وشهدت العديد من مظاهر الحياة القديمة بها.
وفي عام 1989 أعاد كارلو بيرجمان، أحد مغرمي الصحراء الجدد، اكتشاف الكهف محاولاً إلقاء الضوء على المخربشات البدائية التي تميز حوائطه و مدخله، وقد تم أول مسح أثري على أسس علمية للرسوم الموجودة بالكهف في العام 1990 على يد مجموعه من رائعة من المتخصصين فى هذا المجال من كولونيا وبرلين والقاهرة، وبداية من العام 1999 وحتى العام 2002 تمت دراسة الرسوم والزخارف بصورة مكثفة ضمن مشروع علمي متكامل.
وصف الكهف:
يقع مدخل الكهف على هيئة فتحة صغيرة في مستوى سطح هضبة الحجر الجيري التي يقع بها الكهف تعطي انطباعاً للزائر بالهبوط في حوض صغير من الحجر الجيري يؤدي إلى ممر صغير ضيق يشكل مهبطاً مليئاً بالرمال التي تزحف بفعل الرياح من خارج الكهف إلى داخله بسبب هبوط مستوى الكهف فى الداخل عن السطح في الكهف.
وفي مدخل كهف الجارة تطالعك إحدى الحجريات النابتة في أرضية الكهف على هيئة صواعد والتي تجملها الرسوم الشهيرة، ومن المدخل إلى ساحة الكهف الرئيسية والوحيدة والتي تغطي مسطحاً هائلاً من التجويف الصخري الملئ بالهوابط الحجرية الرائعة المنظر والبديعة والتي يرسلها الكهف من سقفه نزولاً حتى تلتحم بأرضيته. وتمثل الساحة الأساسية للكهف فى مجملها مسطحاً من 30 متراً مربعاً بارتفاع من خمسة إلى ستة أمتار.
بالرغم من أن كهف الجارة يقع في منطقة من الحجر الجيري إلا أن التحاليل الجيولوجية قد أثبتت أن رسوبيات الصواعد والهوابط تتكون فقط من الحجر الرملي، ما قد يلقى الضوء علميا على التاريخ الجيولوجي للمنطقة، ويُفضل عند زيارة كهف الجارة استخدام إنارة لرؤية التكوينات الرسوبية.
اقرأ أيضًا: “قنطرة المجذوب بأسيوط”.. الأقدم في تاريخ مصر الحديث