الأرشيف والمكتبة الوطنية يستعد لعقد ندوته الخامسة في موسمه الثقافي 2022
يستعد الأرشيف والمكتبة الوطنية لعقد ندوته الخامسة في موسمه الثقافي 2022 تحت شعار “إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن” بمقره في 22 يونيو الجاري، بحضور الجمهور مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية.
وتسلط الندوة الضوء على العلاقة الوثيقة بين الأدب والتاريخ والتوثيق، فالأدب يلعب دائماً دوراً مهماً في التاريخ؛ إذ يعتمد عليه المؤرخون كمصدر أساسي من مصادر التعرّف على فترة تاريخية معينة، نظراً لما يرصده الأديب من أحوال عصره؛ ما جعل للأدب دوره الكبير في رصد وتوثيق ملامح أهم الأحداث التي تمر بها الشعوب والدول.
وتركز الندوة في الدور الذي أداه الأدب شعراً ونثراً في التوثيق للإنسان والمكان على أرض الإمارات، والذي تحفظه بعض الإصدارات التاريخية والأدبية، وهذا ما يزيدها أهمية إذ تبرز الدور الريادي لدولة الإمارات العربية المتحدة وأبنائها في المشهد الثقافي وتخلّده للأجيال القادمة من أجل ربطهم بموروثهم وتقاليدهم العريقة.
ويأتي اهتمام الأرشيف والمكتبة الوطنية بموضوع هذه الندوة انطلاقاً من دوره الحالي في توثيق ذاكرة الوطن، والذي سيتعزز في المرحلة المقبلة التي ستشهد تأسيس المكتبة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي سيحفظ فيها تاريخ الإمارات وتراثها الأدبي والثقافي والفكري، وذلك إيماناً من الأرشيف والمكتبة الوطنية بأن الأدب الذي يروي تاريخ الشعوب هو الذي يستحق الخلود والبقاء؛ إذ يعدّ جزءاً مهماً من ذاكرة الوطن ومن نبض هويته.
وقد وجد الكثير من الشعوب تاريخهم في الفضاء الأدبي، وأعجبهم ذلك لما يضفيه الطابع الأدبي من سحر على المادة الجديرة بالحفظ لتبقى كالمرآة التي تعكس الماضي بتفاصيله التي تلامس وجدان القارئ.
هذا وقد وثقت الكثير من إصدارات الأرشيف والمكتبة الوطنية الأماكن والوقائع والمجريات التاريخية من حيث حدوثها زمانياً ومكانياً، وأيد المؤرخون والباحثون ما جاء في كتبهم بالشواهد الأدبية، فكان للمكان أو للحدث وصنّاعه أو للزمان بُعدُه الأدبي الذي أضفاه الحسّ الوطني ممزوجاً بالأحاسيس الإنسانية الصادقة.
يشارك في الندوة الجديدة خبراء ومختصون لهم مؤلفاتهم وبحوثهم الإبداعية والمبتكرة، ولهم مكانتهم الأدبية، ومن أبرزهم: الدكتور عبد العزيز مسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، والمدير الإقليمي للمنظمة الدولية للفن الشعبي، وعضو فريق المشروع الثقافي لصاحب السمو حاكم الشارقة، وقد برع سعادته كشاعر نبطي، ثم توجه إلى الأعمال الميدانية لجمع التراث الإماراتي وتوثيقه، وله أكثر من ثلاثين إصداراً، إضافة إلى مشاركاته في الدوريات والمجلات، وهو رئيس تحرير مجلة (الموروث) ورئيس تحرير مجلة (مراود)، وقد تُرجمت بعض أعماله إلى عدة لغات.
والباحث والمؤلف علي أحمد الكندي المرر الذي أصدر الكثير من الكتب في الشعر والأدب والتاريخ، وأسهم في توثيق تاريخ إمارة أبوظبي، معتمداً على المصادر القديمة، والوثائق والمخطوطات، والروايات الشفهية من كبار السن، والبحث الميداني، وقد احتفى الأرشيف والمكتبة الوطنية بتوقيع ثلاثة كتب أصدرها له عن تاريخ الظفرة وتراثها في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في مايو الماضي.
والباحث والمؤلف عبد الله محمد المهيري الذي صدرت له كتب كثيرة في تاريخ الإمارات وتراثها وسيَر قادتها، وقد سلطت مؤلفاته الأدبية الضوء على ذاكرة الوطن، وقد تمّ توقيع كتابين له أصدرهما الأرشيف والمكتبة الوطنية في الدورة الماضية من معرض أبوظبي الدولي للكتاب.
والشاعرة شيخة الجابري المستشار الإعلامي بمؤسسة التنمية الأسرية في أبوظبي، وكاتبة في صحيفة الاتحاد، ولها العديد من الإصدارات في الشعر والتراث الإماراتي، وقد شغلت مناصب كثيرة، وكانت لها إسهاماتها في جامعة الإمارات العربية المتحدة، ومركز زايد للتراث والتاريخ، ومؤسسة التنمية الأسرية…وغيرها، ويدير الندوة الدكتور هزاع النقبي رئيس قسم الأرشيفات الحكومية في الأرشيف والمكتبة الوطنية.
وقد حفل الأدب الإماراتي بتوثيق محطات مهمة من تاريخ الوطن الذي يدعو للفخر، إذ وجد فيه المبدعون الذين عاصروه منهلاً عذباً استمدوا منهم إبداعاتهم، وعلى جسور تحولات الواقع وتسارع وتيرة تطوره عبرت الكثير من الأعمال الأدبية التي لا يمكن حصرها، وتلقتها الأوساط الثقافية والمكتبات لكي تقدم لروادها والباحثين جوانب مهمة من تاريخ الوطن وتراثه.
وتجدر الإشارة إلى أن الأرشيف الوطني سيعقد الندوة في قاعة الشيخ خليفة بن زايد بمقره في أبوظبي في تمام الساعة 12:00 ظهر يوم الأربعاء 22 يونيو الجاري، وسيبثها عبر منصة زووم، ويمكن متابعتها عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالأرشيف والمكتبة الوطنية.