حوارات

كلمتنا تحاور الكاتبة والروائية «نور عبد المجيد»

تُتوج مصر بنخبة فريدة من الكاتبات اللاتي استطعن تغيير وجهة نظر العالم العربي تجاه الحياة وقضاياها، فناقش قلمهن خبايا المجتمع المصري والعربي، وسعين طويلًا لإبراز مكانة المرأة وتعزيزها.

لعل من أبرز تلك الكاتبات هي الروائية «نور عبد المجيد» التي اشتهرت رواياتها بالرومانسية، وإلقاء الضوء على الواقع المجتمعي العربي، حتى تربعت على عرش قلوب القراء ببراعة، ولامست أرواحهم بخفة لأنهم في الحقيقة أبطال حكايتها.

في إطار ذلك كان لمنصة «كلمتنا» حوار ممتع مع الكاتبة والروائية نور عبد المجيد، تسرده لكم في السطور التالية..

• لماذا تتخذ روايتك قالب الدراما الاجتماعية وتبرز القضايا المصرية والعربية؟

نحن في الحقيقة نغمض أعيننا عن مشاكل كثيرة جدًا تحدث في المجتمع، وتعاني منها السيدات والرجال، لذلك أشعر أنني مهمومة بالانسان، فإذا تم نقاش هذه القضايا والتوصل فيها إلى حلول أو تم الإدراك بها، قطعًا ستصبح الحياة أفضل.

• لماذا تركز كتاباتك بشكل كبير على المرأة.. هل هي بحاجة إلى من يعبر عنها وعن مشاعرها وقضاياها؟

أنا أحب السيدات، وأشعر أنهن يستحقين إلقاء الضوء عليهن بصورة أكبر، لأن معاناتهن ومشاكلهن في الحقيقة أكبر، فنحن مازلنا في مجتمعات ذكورية بحتة، لذلك مازلت أرى أن المرأة لديها قضايا كثيرة للغاية تستحق الحديث عنها.

• هل رواياتك هي حكايات حقيقية.. أم قصص مستوحاة من خبرتك في الحياة؟

جميع رواياتي تجمع بين الواقع والخبرة، فقد تستوقفني قصة صغيرة أو ربما موقف صغير وأحيانًا كلمة قد تقال تثير في رأسي جدل يستدعي أن أكتب عنه رواية كاملة.

• حدثينا عن تجربة تحويل رواياتك إلى أعمال درامية؟

هذه التجربة ناجحة ومثمرة جدًا، فيكفي أن تجربة تحويل الروايات إلى أعمال درامية، جعلت الأشخاص الذي لا يقرأون يتجهون إلى قراءة العمل الأدبي بعد مشاهدة العمل التلفزيوني.

فمن خلال هذه التجربة ينضم إلى عالم القراءة، شريحة جديدة لم تكن تستهويها القراءة، فهذا مكسب كبير، وحتى إذا لم ينضموا إلى عالم القراءة يكفي أن تصل رسالة هذا العمل إلى من لا يقرأ.

• من وجهة نظرك كيف يمكننا تشجيع الشباب أكثر على القراءة وتنمية وعيهم الثقافي؟

في الآونة الأخيرة وبدون شك، أصبح هناك إقبال على القراءة بشكل أفضل، ولكن هناك كُتاب أكثر من القراء في الحقيقة، ولكن هذا ليس شيئًا خاطئًا لأن من يكتب هو بالطبع يقرأ أولًا.

فعن طريق الدراما وبيوتنا وسلوكنا نستطيع جذب الشباب للقراءة، فإذا حرصوا على القراءة أثناء الطريق في المواصلات العامة، وإذا تم معاملة الكتاب معاملة قيمة في المنزل، ونعلم أطفالنا أن الكتاب لا يقل أهمية عن اللعبة أو قطعة الحلوى، سيكبر الطفل وهو يشعر أن هذا الشيء له أهمية وله دور.

• لمن يمتلك موهبة الكتابة ويرغب أن يصبح كاتبًا.. كيف يبدأ مشواره الأدبي؟

إذا كنت ترغب أن تصبح كاتبًا عليك بالصبر والثبات، والاستمرار والقراءة لأنها تؤدي إلى الكتابة، فهي عملية متواصلة لدرجة أنه لا يمكن الفصل بينهما، فلا يمكن أن تكتب دون أن تقرأ، ولا يمكن أن تقرأ دون أن تكون على وعي كامل بأهمية هذا العمل العظيم.

• ما هي نصيحة نور عبد المجيد إلى الشباب؟

الشباب هم القادمة القادمين، فهم المسؤولين عن المجتمع وهم الأمل، ولكن من خلال خبرتي وأعوام طويلة قضيتها في مراقبة نفسي ومراقبة الغير، أود أن أخبر الشباب أن أول وأهم خطوة في الحياة هي أن تقرأ وأن تؤمن بما تفعل، فلا تتخلى عن أحلامك أيًا كانت.

نور عبد المجيد

نور عبد المجيد هي روائية مصرية سعودية، حصلت من جامعة أم القرى على ليسانس الآداب، فضلًا عن حصولها على دبلوم في التربية وعلم النفس وذلك من جامعة عين شمس في القاهرة.

شغلت عبد المجيد منصب مسؤول تحرير مجلة «مدى» السعودية وذلك لمدة عامين، وكذلك منصب مساعد رئيس تحرير مجلة «روتانا» لمدة عام واحد فقط.

أول مؤلفاتها هو ديوان «وعادت سندريلا حافية القدمين» الذي كتب الشاعر فاروق جويدة مقدمته، لتحلق نور عبد المجيد في سماء النجاح وتصبح من أهم وأشهر الكاتبات العربيات، وذلك بصدور أولى رواياتها «الحرمان الكبير».

بعد مرور عامًا واحدًا على نجاح روايتها الأولى، خرجت روايتها الثانية للنور وهي «نساء ولكن»، ثم رواية «رغم الفراق»، وتبعها رواية «أريد رجلًا» والتي تم تحويلها إلى مسلسل، فضلًا عن رواية أنا شهيرة، أنا الخائن، ومن أعمالها أيضًا رواية أحلام ممنوعة، وصولو وأنت مني، أما الرواية الأخيرة فحملت عنوان «كان» وصدرت عام 2022.

اقرأ أيضًا: الروائية ريم بسيوني في حوارها مع كلمتنا: “علينا تقديم أعمال تحمل الصدق والجمال للشباب”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى