في ذكرى أسامة أنور عكاشة.. تعرف على أشهر كلاسيكيات الدراما التليفزيونية
واحد من رواد ومؤلفي الدراما التليفزيونية، قدم العديد من المسلسلات الناجحة التي ارتبط وجدان الجمهور بها، وأصبحت مسلسلاته كلاسيكيات لا يمكن نسيانها، فعندما يتم عرضها كل مرة تحصل على مشاهدة عالية، لتصبح علامة تاريخية، إنه المؤلف الكبير أسامة أنور عكاشة الذي طور في طريقة كتابة المسلسلات التليفزيونية من خلال استخدامه لموهبته الروائية.
واستطاع بواسطة تلك الموهبة تحويل الدراما لروايات حية على أرض الواقع، لتصبح مسلسلاته تحظى بجماهيرية عالية مهما تعددت أجزائها أو عرضت على مدى سنوات متباعدة، لتصبح بعده المسلسلات تعرف بمؤلفيها ليس فقط ممثليها، بعد أن قدم إسهامات هامة في تاريخ السينما المصرية والعربية.
وفي ذكرى وفاته تعرض لكم منصة «كلمتنا» أشهر كلاسيكيات دراما «أسامة أنور عكاشة»..
1. مسلسل ليالي الحلمية
يعد ذلك المسلسل من أبرز المسلسلات في مسيرة أسامة أنور عكاشة الفنية، ويتكون من خمسة أجزاء، كما شارك فيه عدد كبير من الممثلين يصل إلى 300 ممثل، وأخرج أجزائه العديد من نجوم الدراما، بالإضافة إلى تترات المسلسل التي ظلت في الأذهان حتى الآن.
وتقدم أحداث المسلسل مصر منذ حكم الملكية وعصر الباشوات والهوانم وحتى بداية التسعينات، وذلك من خلال مجموعة كبيرة من الشخصيات المختلفة التي استطاع الكاتب أن يحكم السيطرة على حياة كل منهم فتأخذ منعطفات قد تكون حادة ولكن دوماً مبررة.
ولقد تم عرض الجزء الأول عام 1987، والثاني عام 1988، ثم الثالث عام 1989، والجزء الرابع عام 1992، ثم الجزء الخامس عام 1995.
2. مسلسل أرابيسك
استعرض أسامة أنور عكاشة في هذا المسلسل روح مصر التي تتميز بالتنوع، وذلك نتيجة التيارات المختلفة التي مرت بها في تاريخها وسنوات الاحتلال الطويلة، ولقد تم عرض المسلسل عام 1994، ومن بطولة صلاح السعدني وهدى سلطان وهالة صدقي، بالإضافة إلى عدد كبير من ممثلي مسلسل ليالي الحلمية.
3. مسلسل الشهد والدموع
حقق ذلك المسلسل نجاحاً جماهيرياً كبيراً، وهو يعتبر العمل الذي دشن اسم أسامة أنور عكاشة ككاتب مهم في مجال الدراما العربية لتتوالى عليه الأعمال بعد ذلك.
وهو مسلسل من جزئين، تدور أحداثه حول الظلم الذي جسده يوسف شعبان الذي أخذ حق أخيه في الميراث ما تسبب في موته من الحسرة، ولكن قررت زوجة أخيه أن تنتقم وأن تربي أبناءها ليكونوا على أفضل حال.
4. مسلسل ضمير أبلة حكمت
بالرغم من المسيرة السينمائية الطويلة للفنانة فاتن حمامة إلا إنها لم تقدم سوى مسلسل تلفزيوني واحد فقط، ولقد اختارت أن يكون ذلك المسلسل من تأليف أسامة أنور عكاشة، ومن إخراج إنعام محمد علي، وتم إنتاجه عام 1991.
وكان المسلسل اجتماعي بحت، تناول خلاله العديد من القضايا الهامة مثل التعليم والأسرة ومشاكل الفتيات المراهقات وغيرها، كل ذلك من خلال شخصية أبلة حكمت ناظرة مدرسة البنات، وشارك فيه العديد من الممثلين أبرزهم النجم أحمد مظهر، كما كانت شارة البداية موسيقى من تأليف عمر خيرت.
إنجازات أخرى
لم تقتصر أعمال أسامة أنور عكاشة على تلك المسلسلسلات فقط فلقد قدم العديد أيضًا أبرزهم:
- رحلة السيد أبو العلا البشري
- أنا وأنت وبابا في المشمش
- الراية البيضاء
- زيزينيا
- أميرة في عابدين
- إمرأة من زمن الحب
- كناريا وشركاه
- المصراوية
- على أبواب المدينة
- لما التعلب فات
- وقال البحر
- الحب وأشياء أخرى
كما كانت له العديد المقالات في صحيفة الأهرام، وله مجموعات قصصية وأعمال روائية آخرها “سوناتا” صدرت عام 2010، إلى جانب أنه بعد وفاته تم تحويل روايته “منخفض الهند الموسمي” لمسلسل تلفزيوني باسم “موجة حارة” عام 2013.
نجاح أدبي
ولد السيناريست أسامة أنور عكاشة 27 يوليو عام 1941، وحصل على ليسانس الآداب قسم الدراسات النفسية والاجتماعية بجامعة عين شمس، بعد أن تخرج تنقل في العديد من الوظائف، وقد عمل أخصائياً اجتماعياً بإحدى دور رعاية الأحداث، ثم عمل بالعلاقات العامة بجامعة الأزهر.
ولكنه لم يجد نفسه في الوظيفة الروتينية، ليقرر الاستقالة منها والتفرغ للعمل في الكتابة والأدب، لتبدأ مسيرته التليفزيونية عندما قابل الأديبان كرم النجار وسليمان فياض، وعندما قرءا مجموعته القصصية الأولى التي تسمى “خراج الدنيا” وصدرت عام 1967 اتفقا على تحويل قصة منها إلى سهرة تليفزيونية بعنوان “الإنسان والسراب”.
لتتوالى بعدها نجاحاته وتحصد مسلسلاته نجاحاً جماهيرياً عالياً، وانتشاراً واسعاً على المستوى النقدي والجماهيري، فقد قدم خلال مشواره الفني، ما يتجاوز الـ 70 عملاً فنياً، بين السينما والدراما الإذاعية والتلفزيونية، وتعاون خلال مشواره مع كبار المخرجين والنجوم.
كما أنه أصبح صاحب أطول المسلسلات العربية، فلقد بلغ عدد حلقات مسلسله “ليالي الحلمية” 180 حلقة واستمر عرضه طوال 5 أجزاء، وقد تميزت كتاباته بالنزعة الاجتماعية الممزوجة بالبعد السياسي وأهم الأحداث السياسية في المنطقة العربية.
وبالرغم من كتابته عدة أفلام سينمائية إلا إنه لم ينجح في هذا المجال بقدر ما نجح في الدراما التلفزيونية، فقد قدم خمسة أفلام فقط، أشهرهم كتيبة إعدام، ودماء على الأسفلت.
تاريخ كلاسيكي
حصل أسامة أنور عكاشة على العديد من الجوائز أبرزها جائزة الدولة للتفوق والفنون من وزارة الثقافة المصرية عام 2002، بالإضافة إلى جائزة الدولة التقديرية عام 2008، وجائزة نجيب محفوظ للتأليف الدرامي في مهرجان الإعلام العربي.
وفي الـ 28 من مايو عام 2010 توفي الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة في مستشفى وادي النيل بالمهندسين بعد إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية، تاركاً خلفه تاريخ طويل ومميز من كلاسيكيات الأعمال الدرامية التي لها علامة مهمة في الدراما العربية والمصرية.