كيف أجبرت سعاد حسني «أحمد بدرخان» على ترك سرير المرض وما علاقته بطلعت حرب؟
يعد رائداً من رواد السينما المصرية، فهو أحد رموز زمن الفن الجميل، فقد تعامل مع أشهر عمالقة الغناء في القرن الماضي، ليترك إرثاً فنياً كبيراً وأعمالاً خالدة في السينما المصرية، إنه رائد الإخراج السينمائي المخرج المصري أحمد بدرخان.
وفي ذكرى وفاته تستعرض منصة «كلمتنا» أبرز المحطات في حياته وصولاً إلى تركه فراش المرض من أجل سعاد حسني.
رائد الفيلم الغنائي
أصبح أحمد بدرخان رائداً من رواد إخراج الفيلم الغنائي، فقد تخصص في ذلك النوع من الأفلام، الذي استطاع من خلالها الإخراج وتقديم أعمال ناجحة لعدد كبير ومهم من عمالقة الغناء، ولعل أبرزهم أم كلثوم، وأسمهان، وفريد الأطرش، ونجاة الصغيرة، ومحمد عبد المطلب، ومحمد فوزى.
أخرج بدرخان العديد من الأعمال التي يقترب عددها من 40 عملاً، وتنوعت أعماله ما بين أعمال اجتماعية وعاطفية وسياسية، ولكنه تميز بالأسلوب الرومانسي في إخراجه، وظهر ذلك عندما قدم عام 1936 فيلم “وداد”، والذي كان بطولة أم كلثوم، ولكنه لم يكمل إخراج الفيلم؛ نتيجة خلاف شخصي مع مدير التصوير، لتختاره كوكب الشرق فيما بعد ليخرج لها فيلم “نشيد الأمل”، حتى أخرج بعد ذلك جميع أفلامها عدا فيلم “سلامة”.
وحرص بدرخان خلال مشواره على إخراج جيل كبير من العاملين فى المجال السينمائى، وذلك من خلال مشروعه “ستوديو مصر”، بعدما أقنع الاقتصادي المصري طلعت حرب بضرورة إقامته.
عشق العمل
كان من المعروف عن المخرج أحمد بدرخان تفانيه في جميع أعماله وعشقه للعمل، ذلك الأمر الذي ظهر عند إصابته بنوبة قلبية، وأمره الأطباء بعدم مغادرة الفراش لمدة أسبوعين، ولكنه لم ينفذ أوامر الأطباء من أجل سعاد حسني، التي كانت تصور وقتها فيلم “نادية”، وبالفعل ترك فراش المرض ثاني يوم وذهب إلى الاستوديو ليضع اللمسات الأخيرة للفيلم، ثم عاد إلى منزله ليتلقى جلسات الأكسجين.
وخلال ذروة نجاحه وانتظار عرض آخر أعماله “نادية” مع سعاد حسني، رحل المخرج الكبير أحمد بدرخان عن عالمنا في الـ 23 من أغسطس عام 1969، تاركاً خلفه إرثاً فنياً يقترب من 40 عملاً.
وحصل بدرخان على العديد من الجوائز أبرزها جائزة الدولة التقديرية عام 1954، ووسام الفنون عام 1962، كما أنه عين نقيباّ للسينمائيين وكان أول رئيس لاتحاد النقابات الفني.