كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| الأمل في الله

لازم نعرف أن مافيش حياة للإنسان من غير أمل، ماهو الأمل زي الهواء والمية تقدر تعيش من غيرهم؟، لا طبعا من غيرهم هتموت.

احنا نقدر نعيش من غير بصر أو سمع لكن من غير أمل هندبل ونموت، فلازم نخلي دايما عندنا يقين بأن اللي ماقدرناش عليه امبارح أو مكنش لينا فيه نصيب فيه، فبالأمل والإصرار والعزيمة هيجي يوم ونقدر نفوز بيه..

مش معنى أن امبارح خلص يبقى ضاع، لأ لسه انهاردة بين ايديك وحتر لو ماحصلش انهاردة فعندنا بكرة وبعد بكرة والعمر كله ادامنا المهم حاسبوا من اليأس..

بتحضرني مقولة جميلة لدكتور إبراهيم الفقي بيقول فيها: “أحياناً بيغلق الله سبحانه وتعالى أدامنا باب عشان يفتح لنا باب تاني أجمل وأفضل منه ميت مرة، ولكن للأسف معظم الناس بتبقي مركزة وقتها وطاقتها في النظر للباب اللي أتقفل بدل من باب الأمل اللي مفتوح دايما أدامه على مصراعيه”.

ازاي مايبقاش عندنا أمل وربنا وعدنا أنه يجعل لنا له بعد كل عسر يسر ويجعل لنا من كل ضيق مخرج، وعشان كدا لازم نفهم أن آخرة الصبر هي الخير والسعادة، ف الثقة بالله أجمل وأقوى أمل والتوكل عليه.

لكن خدوا بالكم أن التوكل غير التواكل، لأن فيه فرق كبير بينهم، ف عشان الأمل يكبر ويتحقق لازم له عمل مش هنقعد ونستنى السما تمطر علينا دهب.

فاكرين الحدوتة اللي كانوا بيحكوهالنا واحنا صغيرين بتاعة الارنب والسلحفاة والسباق؟
الاتنين كانوا عندهم أمل في الفوز بالسباق، لكن السلحفاة كان عندها اللي بيدعم الأمل وهو العمل والإصرار والإرادة، صحيح كانت بتمشيء ببطءٍ شديد لكنها تابعت المشي وما وقفتش أبدا لحد ماوصلت لنهاية السباق وفازت، بعكس الأرنب اللي اتغر بسرعته ونام في بداية السباق وفضل نايم ولما صحي من نومه لقى السلحفاة كسبته، دي حدوته صح لكن فيه حقيقة الكل عارفها..

عايزكم ترجعوا بالذاكرة شوية وتفتكروا اليابان وبدايتها من تحت الصفر لحد ما وصلت لمكانتها انهاردة، بدأت من تحت الصفر من دمار كامل وشامل لتقدم تكنولوجي وإنساني، ودا بيقولنا أن التخلف مش قدر مكتوب وعلينا نستحمله لكن بالأمل والعمل نقدر نغير كل دا.

طيب فاكرين لما أسقطت القوات الأمريكية قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما ودا كان قبل نهاية أغسطس 1945 وقبل نهاية الحرب العالمية الثانية، وقتها مات عشرات الآلاف، واتحولت هيروشيما لمدينة أشباح وأجمع معظم العلماء وقتها أن ادامها 70 سنة على الأقل عشان تصلح للعيش أو الزراعة، لكن من الأرض الميتة نمت أعشاب برية على عكس التوقعات أزهرت أشجار الدفلى في الصيف اللي بعده وأنبتت أشجار الكافور اللي كانت ميتة واللي كان عمرها مئات السنين فروع جديدة.

وبظهور الأزهار والنباتات دي اتولد معاهم الأمل في مشاعر اليابانيين اللي ابتدوا يجوا من كل مكان ويساعدوا ماديا المساعدات كانت بداية من السيارات عشان تعيد مظاهر الحياة للمدينة، وحتى الأشجار لزراعتها في الأراضي اللي خلت منها النباتات.

وفي سنة 1947 اتقدم عمدة هيروشيما بنموذج ملهم بالشكل اللي هتكون فيه هيروشيما من بعده وقال وقتها: “لازم التكاتف عشان يتم القضاء على أهوال الحروب وبناء سلام حقيقي”.

وفعلا ماكنش الهدف قانون إنشاء مدينة هيروشيما أو بالأصح إعادة بناء المدينة فحسب إنما هو بناء مدينة جديدة تماما كرمز للسلام والأمل والعمل لتجسيد الأمل والسلام، واتحولت زهرة الدفلى وشجرة الكافور بعد كدا عشان يبقوا الرمزين الرسميين للأمل ويقين أهلها بأهمية الأمل والعمل، دي حقيقة الكل عارفها مش مجرد حكاية.

خدوها نصيحة إياكم تحاولوا تدوروا عن حلم خذلكم، وحاولوا دايما أن تعملوا من حالة الانكسار بداية حلم جديد، ولازم تكونوا متأكدين إن الغروب دلوقتي مش معناه النهاية لكن معناه أن فيه شروق..
اصبروا وثقوا ف الله
مش كدا ولا اييييييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى