كتب: محمد عرجاوي
اذا كنت من مواليد التسعينيات أو بعدها ، فالأرجح أنه فاتك الكثير من الأعمال الفنية الرائعة سواءً كانت هذه الأعمال سينمائية أو درامية أو حتى مسلسلات كارتونية. لذا إليك قائمة ترشيحات لبعض هذه الأعمال أنصحك بمشاهدتها.
ربما يكون (سيلفر) هو أشهر شخصية لقرصان في تاريخ الأدب ، وذلك كان قبل ظهور(جاك سبارو) طبعاً. سيلفر في الثمانينيات كان النجم الساطع و خصوصاً أن مدبلجه الفنان وحيد جلال كان يشبهه فعلا. مسلسل (جزيرة الكنز) الكرتوني من بطولة صبي اسمه (جيم) يقرر أن يصحب نبيلين إنجليزيين في رحلة طويلة للبحث عن كنز مخبأ في جزيرة غامضة. المسلسل أقل ما يوصف به أنه رائع و مليئ بالترقب و المفاجاءات والإلتواءات.
مسلسل رسوم متحركة كوميدي بطله نمر وردي ظريف، يجمع بين الذكاء والبرود والغباء أحياناً. حلقات المسلسل منفصلة بمعنى ان كل حلقة لها قصة قائمة بذاتها. المسلسل صامت و الموسيقى التصويرية رائعة وهي التي تقوم بعمل الحوار فعلا بطريقة عبقرية. باختصار نحن نتحدث عن تشارلي تشابلن آخر.
- الكيف :
من العجيب أن تكون قد شاهدت مسلسل Breaking Bad الشهير ولم تشاهد العمل الأصلي المأخوذ منه هذا المسلسل. نعم هذه حقيقة، فالمسلسل العالمي مأخوذ (ربما عن غير قصد) عن رائعة الكاتب المصري محمود أبو زيد (الكيف). فيلم الكيف من الأفلام العبقرية التي جمعت الكوميديا العابثة مع التراجيديا الصارخة مع الفلسفة العميقة التي تقرأها بين سطور أغاني (مزجنجي) التافهة. ويعتبر (مزجنجي) هو أحد أعظم الأدوار التي جسدها الساحر محمود عبد العزيز، وكان هذا الدور عن شخصية مركبة لشابٍ يبدو تافهاً ولكنه في الحقيقة أعمق مما تصور. كما جسد شخصية الدكتور (صلاح) العبقري يحيى الفخراني بأداء خرافي، ويكفيني أن أقول لك أن هذه الشخصية هي الإرهاص الأول لشخصية والتر وايت الشهيرة. وجدير بالذكر أن (البهظ) كان هو الإرهاص الأول لشخصية (عبد الملك زرزور) الشهيرة، ولقد جسد جميل راتب دور (البهظ) لدرجة أنك يستحيل أن تصدق أن هذا الممثل في حقيقته كان إنساناً راقياً ويجيد الفرنسية بطلاقة.
لعشاق مازنجر و جريندايزر، ثمة مسلسل رائع و يصلح لكل الأعمار هو مسلسل (الرجل الحديدي). وهو مزيج رائع بين الماكيتات المعمارية لمدن كاملة وبين الرسوم المتحركة، وهي طريقة اخراجية نادرة جداً ومبهرة. والمسلسل تدور أحداثه حول أربعة من الأبطال اللذين يتصدون لغزو من الديناصورات بعد أن ظهروا فجأة بتنظيم غامض و بقيادة الديناصور القائد أولولو، والذي ستكتشف لاحقاً أنه كان القائد الميداني فقط وأن هناك CEO كان يديره في الخفاء سيظهر لاحقاً.
كثيرون يعتبرون 4-2-4 أعظم فيلم مقاولات في تاريخ السينما المصرية. الفيلم الذي وصل لسقف الكوميديا الرياضية المصرية وظل على قمة هذا التصنيف حتى لحظة كتابة هذه السطور. الفيلم مليئ بالنجوم ولكن أبرزهم في هذا الفيلم كان العملاق سمير غانم في دور السمسار الرياضي والنصاب الأسطوري (مصطفى الحلواني) الذي ينصب على (منصور) – يونس شلبي– بعد توليه رئاسة أحد الأندية المحلية. حيث أن الحلواني يقوم بشراء لاعبي النادي كلهم بنصباية ولا أروع، ليبدأ رحلة تكوين فريق جديد من الحرفيين و رواد المقاهي، و يرشح الحلواني (جاليليو) كمدرب أجنبي والذي قام بدوره وحيد سيف بعبقرية. الفيلم عبثي جداً ومع ذلك فقد تنبأ بالكثير من الأحداث الرياضية العبثية التي حدثت ولا زالت تحدث في زماننا الحالي.
ماذا لو قلت لك أن هناك فيلماً قد جمعوا له كل جميلات السينما وصوروا حياتهم اليومية بملابس البيت. طبعاً ستتصور أنها ستكون مباراة إغراء بين الجميلات، لكن للثنائي (شهيرة وبهيرة) رأيٌ آخر. فرغم جمال الطالبات اللاتي سكنن فيلا (حمدي) الذئب البشري الذي أعد لهن مصيدة، إلا أن الظهور المفاجئ لطالبين ريفيين هما (حسونة و زغلول) وتنكرهما في صورة طالبتين بإسم (شهيرة وبهيرة) أفسد خطة حمدي بمواقف وإفيهات كوميدية رائعة. لن تلاحظ وجود أي اغراء في الفيلم لأنك ستنتظر باستمرار (الإفيه) القادم من الثنائي الكوميدي الذي جسده ببراعة العبقريان عادل إمام و سمير غانم. الفيلم مأخوذ كفكرة أساسية فقط عن رائعة مارلين مونرو (Some like it hot). ولكن كويديا الكاتب الكبير يوسف عوف تخطت كل التأليف الهوليودي. الفيلم كوميدي عبثي مليئ بالضحك الهستيري لذا أنصحك بأن تشاهده داخل غرفة عازلة للصوت حتى لا يتصور جيرانك أنك جننت.
مسرحية بالأبيض و الأسود للكاتب الكبير توفيق الحكيم. بطولة مدحت مرسي و سهير الباروني. المسرحية كوميدية تنتمي لتصنيف الفانتازيا والخيال. ورغم كمية الضحك التي بها، إلا انها تحتوى على فلسفة عميقة تجعلك تغير نظرتك للحياة. فإستنساخ الأرواح في هذه المسرحية يأخذك لعوالم وأماكن وأزمنة مختلفة وكل مرة تبدأ رحلة جديدة وتجد نفسك أمام قضية فلسفية جديدة.
أتحدث هنا عن رائعة سعد الدين وهبة، مسرحية بالأبيض والأسود والتي تعد واحدة من أعظم المسرحيات في تاريخ المسرح المصري. تجمع المسرحية بين الكوميديا والعبث والفلسفة والرواية المشوقة. المسرحية من بطولة سميحة أيوب وعبد المنعم إبراهيم وتوفيق الدقن وغيرهم من نجوم المسرح المصري. وتبدأ الأحداث بتعطل أوتوبيس على طريق سفر ليكتشف الركاب أنهم ضلوا الطريق وضاعوا في الصحراء. وتكتشف أنت أن مجموعة الركاب تمثل أغلب شرائح المجتمع المصري، حيث تكشف صراعاتهم وعيوبهم عن مشاكل مجتمعية لازلنا نعاني منها إلى يومنا هذا. المسرحية تصلح لكل زمان ومكان لدرجة أن الفنان محمد صبحي أعاد تقديمها بإسم (سكة السلامة 2000) بعد أن أعاد صياغتها وغير مكان الأحداث من الصحراء الغربية إلى سيناء. المسرحيتان رائعتان وجديرتان بالمشاهدة لأكثر من مرة.
اذا كنت قد درست في مدارس لغات وتعاني دائماً عند تعاملك مع اللغة العربية، فأنصحك بمشاهدة المسلسل الكرتوني (حكايات عالمية). ليس فقط لتحسن لغتك العربية ولكن لتتثقف أيضاً، فالمسلسل يعرض الحكايات العالمية المشهورة من كل أنحاء الدنيا بشكل مبسط يصلح للأطفال والكبار. ولهذا فلا تندهش حين تكتشف أن المسلسل يسمي أشياء بغير اسمها، فمثلاً، ستجد الشيطان في حكاية فاوست يسمى بالرجل الشرير، وذلك لأن الهدف من المسلسل هو تثقيف وتسلية الأطفال لا إرعابهم أو الدخول في معتقداتهم.
- ليدي:
للبنات عشاق قصص الكفاح، مسلسل كارتون طويل عن قصة لأبنة أحد النبلاء الإنجليز وهي (لين) التي تواجه مصاعب في حياتها بسبب إفلاس والدها واضطراره لخطبة بارونة غنية شريرة. المسلسل يوضح تفاصيل الحياة داخل قصور النبلاء والآداب التي تتمتع بها هذه الطبقة التي أصبحت فقيرة فجأة وجاءت فئة (الشبع بعد جوع) لتسيطر على هذه القصور وتحتل مكانة في المجتمع لا تستحقها. المسلسل أيضاً لعشاق رياضة الفروسية لأن (لين) ستكبر لتصبح فارسة وبطلة في هذه الرياضة والتي تعد ممارستها واحدة من أهم تقاليد الأسر النبيلة في إنجلترا.
حقيقي مقال رائع رجعنا لذكريات حلوة ❤