سياسات التكيف والتعايش مع تأثيرات التغيرات المناخية.. بمؤتمر «البحث العلمي»
استعداداً لقمة المناخ COP 27، وتحت رعاية الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي افتتح الدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا والسيدة إليزابيث وايت، مديرة المجلس الثقافي البريطاني فعاليات مؤتمر استعراض ورقة السياسات “الصحة والغذاء وتغيير المناخ” في قصر محمد علي بالمنيل.
بحضور مقرري المجالس النوعية بالأكاديمية وعلى رأسهم الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء السابق مقرر مجلس البحوث الهندسية، والدكتور عبد المجيد بن عمارة، أمين عام اتحاد مجالس البحث العلمي العربية، والدكتور محمود المتيني، رئيس جامعة عين شمس وغيرهم من قيادات البحث العلمي وصناع القرار والمؤلفين المشاركين من الجانبين المصري والبريطاني.
وقام بتنظيم الفعاليات أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بالشراكة مع المجلس الثقافي البريطاني وشبكة المناخ لجامعات المملكة المتحدة COP26، وبدأت الفاعليات بكلمة السيدة شيماء البنا، منسق الفاعلية حيث أوضحت أن الهدف من المؤتمر هو استعراض أهم مخرجات ورقة سياسات الصحة والمناخ، وأيضاً استعراض ورقة سياسات الغذاء والزراعة والمناخ واللتان تم إعدادهما من خلال تضافر جهود أكثر من 40 عالم من العلماء البريطانيين والمصريين.
مجابهة التغيرات المناخية
في كلمته، أوضح الدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمي أهمية التعاون والتنسيق المستمر والدائم بين الجهات الدولية والحكومات المعنية في كافة المبادرات والبرامج الخاصة باستضافة الدورة الـ27 لمؤتمر المناخ «COP 27»، لافتاً أن بريطانيا كانت الدولة المضيفة لقمة المناخ في العام الماضي ومصر هي الدولة المضيفة لعام 2022.
مؤكداً أن الأكاديمية تسخر كل جهودها بالتعاون مع الجامعات المصرية الحكومية والخاصة والمراكز البحثية وهيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار وكل الجهات المعنية في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارات الدول الأخرى؛ للتعامل مع قضايا تغير المناخ كونها أحد أهداف خطة التنمية المُستدامة للدولة، وأيضًا دعم بحث علمي تطبيقي لإيجاد حلول عملية ومُبتكرة لمواجهة ما يتبع تغير المناخ من تأثيرات ومخاطر وتهديدات وهو ما يهدف له المؤتمر، مشيرًا إلى أن مؤتمر المناخ COP 27 يعُد من الأحداث الدولية التي تحظى باهتمام كبير من الدولة المصرية، والمُنظمات الدولية ومختلف دول العالم.
وأضاف صقر أن ورقتي السياسات تمثلان توافق بين علماء الشمال والجنوب وتعرضان حلول وتوصيات لواضعي السياسات وتعززان تبادل المعرفة لمجابهة التغيرات المناخية اعتماداً على النهج الشمولي الذى تتبناه الرئاسة المصرية، وذلك تمهيداً لإعلانها على مجتمع البحث العلمي العالمي في قمة المناخ COP 27، ويأتي المؤتمر كجزء من الاستعدادات وتنسيق الجهود والأبحاث المُشتركة بين أصحاب المصلحة، كنوع من المُشاركة العلمية لأعمال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، حيث ستستضيف مصر أعمال القمة رقم 27 خلال نوفمبر القادم في مدينة شرم الشيخ.
فرصة عالمية
في سياق متصل قالت اليزابيث وايت، مديرة المجلس الثقافي البريطاني بمصر: “يسعدنا أن نواصل تعاوننا المثمر مع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في هذه المبادرة الهامة، نحن في المجلس الثقافي البريطاني ملتزمون بالعمل مع البحث العلمي كحل قائم على الأدلة لمعالجة تغير المناخ، يساعد العمل مع شركاء مثل أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، والجمعية الملكية البريطانية، وشبكات المناخ الخاصة بمؤسسات التعليم العالي في كل من مصر والمملكة المتحدة، على تحقيق الأفكار وتطوير حلول عالمية مشتركة لمعالجة حالات الطوارئ المناخية”.
وأشارت وايت إلى أن عام 2022 هو عام تاريخي لمصر حيث ستستضيف COP27، هذه فرصة عالمية لجمع الأصوات المتنوعة معًا للتواصل والعمل لإنقاذ كوكبنا والتصدي لتغير المناخ ويفخر المجلس الثقافي البريطاني بكونه جزءًا من هذا النهج الشامل.
أهم التوصيات
كانت أهم توصيات ورقة الصحة والتي عرضتها الدكتورة جينا الفقى، المشرف على قطاع العلاقات العلمية والثقافية وأحد مؤلفي ورقة السياسات هي التركيز على ضرورة اعتبار التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية على الصحة حالة طوارئ عظمى لما تمثله من أخطار كبيرة خاصة علي الحالات الأكثر عُرضى مثل مرضي القلب والصدر وغيرهم.
كما ركزت التوصيات على ضرورة أن يكون التكيف الفعال وبناء القدرات على الصمود مع المخاطر الصحية التي يشكلها تغير المناخ مُصممة لتناسب الظروف والقدرات المحلية للدول، وكذلك أوضحت الورقة أن معالجة التفاعلات المعقدة بين الصحة وتغير المناخ تتطلب نهجًا وسياسات متعددة القطاعات وأنظمة كاملة، بالإضافة إلى ضرورة الحد من المخاطر الصحية الناجمة عن انتشار الأمراض في الحيوانات والمحاصيل، فضلاً عن المخاطر التي تهدد الأمن الغذائي وندرة المياه والتغذية التي يمكن أن تلحق الضرر بصحة السكان والاستدامة الاقتصادية.
وأدار النقاش من الجانب المصري الدكتور محمود المتينى، رئيس جامعة عين شمس وأحد مؤلفي ورقة السياسات ومن الجانب البريطاني الدكتورة إليسا جيلبرت، رئيس شبكة الجامعات البريطانية.
كما أوصت ورقة السياسات الخاصة بتحقيق الأمن الغذائي في ظل تحديات المناخ والتي استعرض ملخصها الدكتور أحمد مجدى جبر، المشرف على قطاع المجالس النوعية بأكاديمية البحث العلمي وأحد المؤلفين بضرورة الالتزام بالنهج الشمولي في العمل المناخي ودعم جهود التكيف في الدول الأكثر تضرراً وتوظيف الطرق الآمنة في التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية في تحسين تحمل محاصيل الغذاء للظروف البيئة المعاكسة وضرورة تبادل المعلومات بخصوص قضايا وبحوث المناخ بين الدول وتعبئة الموارد والنفاذ العادل للموارد الإحيائية والمصادر الوراثية وتشارك المنافع.
وأدار النقاش من الجانب المصري رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا الدكتور محمود صقر بصفته مؤلفاً مشاركاً ومن الجانب البريطاني الدكتورة روث كوكس، نائب مدير المجلس الثقافي البريطاني.