«كباش».. معرض جديد لأعمال الفنان أحمد قرعلي
تستضيف قاعة آزاد للفنون في الفترة من 9 إلى 21 أكتوبر معرضاً لأعمال الفنان أحمد قرعلي، يقام المعرض تحت عنوان “كِباش” ويضم مجموعة متنوعة من أعمال الفنان النحتية الحديثة.
معرض كباش يمثل حلقة في سلسلة ممتدة من الأعمال النحتية التي أنجزها الفنان أحمد قرعلي، والتي يستلهم ملامحها من فنون العمارة الإسلامية، في هذا المعرض يتعامل قرعلي مع رأس الكبش، وهو عنصر عضوي لكائن حي، متتبعاً العديد من الاحتمالات البصرية لتشكيله، ومستنداً في الوقت نفسه إلى عناصر العمارة الإسلامية التي طالما وظفها في أعماله السابقة كوحدات بناء.
إن تجربة الفنان أحمد قرعلي هي واحدة من التجارب الملُهمة في مجال النحت المعُاصر، نظراً لخصوصيتها، وقدرتها على إعادة صوغ الموروث البصري للعمارة الإسلامية في معالجات نحتية معاصرة وفريدة التكوين.
يتعامل قرعلي مع عناصر العمارة الإسلامية كإطار عام لمشروعه النحتي الممتد، في اعتماده الكامل على العناصر الرئيسية التي تشكل بنية هذه العمارة وتضفي عليها طابعها المميز، يحدد الفنان مصدر افتتانه هنا بعنصري المقرنصات والأقواس أو العقود، وهما العنصرين الذين يعتمد عليهما في تشكيلاته النحتية المصنوعة في الغالب من الخامات نفسها التي شُكّلت من طريقها تلك العناصر.
رؤوس الكباش المقدمة المعمارية، وهي الخشب والأحجار في هذا العرض هي سياق بحثه وظفّ قرعلي بالطبع في تشكيلاته النحتية خامات أخرى خلافاً للأحجار والأخشاب، غير أن ذلك ليس نهاية المطاف، فالفنان المولع بالعمارة الإسلامية لم يُفتتن بتلك الفنون من باب التقليد أو المحاكاة، بل وضع لنفسه منهاجاً ورؤية تحددان مسار مشروعه شيء.
ينطلق قرعلي في استلهامه للعمارة الإسلامية من حيث انتهى هؤلاء البنائون والمصممون العظام، ليرسم لنفسه مساراً ممتداً وزاخراً بالإلهام والخيال، في هذه المساحة الرحبة بين الماضي والحاضر يرسم قرعلي ملامح واضحة لتصوراته حول تطور هذه الفنون وانتقالها من الماضي إلى الحاضر، بل والمستقبل، هو ينشىء مُدناً خيالية ويشكل عناصرها من وحي هذه العناصر، تضم هذه المدن التي يشكلها قرعلي مساجد وبيوت ومنحوتات ميدانية، وصروحاً ضخمة، تستعير جمالياتها من خيوط الضوء وانكساره وليونة المساحات والعناصر وتداخلاتها وعلاقتها بالفراغ من حولها.
تخرج الفنان أحمد قرعلي في قسم النحت بكلية الفنون الجميلة عام 1994 وشارك في العديد من العروض والأنشطة الجماعية محلياً ودولياً، كما أقام عدداً من المعارض الفردية وحاز عدد من الجوائز خلال مسيرته الفنية منذ تخرجه في الفنون الجميلة.