معالم القاهرة الفاطمية| الباب المحروق وانتقام أمراء المماليك ردًا على مقتل أقطاي
تعد الأسوار والأبواب أهم ما ميز القاهرة خلال العصر الفاطمي، وكان للقائد العسكري جوهر الصقلي نظرة ثاقبة وتفكير استراتيجي لذا وجد في أبواب القاهرة حصناً منيعاً لتأمين الدولة المصرية من أي اعتداء خارجي، وتصحبكم اليوم منصة كلمتنا في تقرير عن الباب المحروق ضمن سلسلة أبواب القاهرة.
الباب المحروق هو أحد أبواب القاهرة، وكان يقع بالضلع الشرقي من سور القاهرة، تحديداً نهاية درب المحروق بمنطقة الجمالية، وكان يعرف باسم باب القراطين حتى تم حرقه على يد الأمراء المماليك ردًا على مقتل قائدهم عز الدين أقطاي عام 652 هجريًا، والذي قتل في القلعة.
ذكر المقريزي أن حوالي 700 من أمراء المماليك ومن بينهم بيبرس وقلاوون وبدر الدين بليسرى عند اختلافهم مع السلطان عز الدين أيبك، وقيامه بقتل زعيمهم الأمير فارس الدين أقطاى داخل القلعة عام 652 هجرياً، تجمعوا خارج أسوار القلعة فرمى لهم عز الدين أيبك رأس زعيمهم، فعزموا على الهرب إلى الشام، وفي الليل تركوا منازلهم وتقدموا نحو باب القراطين فوجدوه مغلقاً كما كانت العادة في ذلك الوقت من غلق أبواب المدينة ليلاً، وعند تيقنهم من حجزهم قاموا باشعال النار في الباب حتى سقط تماما بعد احتراقه وهربوا منه إلى الشام، وعُرف الباب بعد هذه الواقعة باسم الباب المحروق.
قام صلاح الدين الأيوبي بإعادة بناء الباب مرة أخرى عام 1176م، وهو غير موجود الآن.
وينسب اسم باب القراطين إلى سوق القراطين الذي كان موقعه خارج هذا الباب، وفى ذلك الوقت كان يباع القرط أو البرسيم لتغذية الحيوانات والطيور والدواجن المنزلية.
اقرأ ايضاً: معالم القاهرة الفاطمية| باب زويلة صرح تاريخي شاهد على إنتهاء الدولة المملوكية