كاتب ومقال

دار في خاطري| عطر الياسمين

بقلم: ريم السباعي

هل سرت يوما بين أشجار الياسمين؟! ورأيت الشمس تلوح وتغادر السماء؟! والليل يقبل رويدا رويدا؟! والبدر يقبل فينقشع الظلام؟! فيفوح عطر الياسمين ويملأ أريجه الفضاء؟!

ما أجمل زهرة الياسمين! تلك الزهرة الهادئة الرقيقة، ذات الشذى القوي الزكي، تمنح السعادة للناظر إليها، ولمن يستنشق عبيرها، فهي تنشر السعادة بين الداني والقاصي.

رائعة تلك الزهرة الصغيرة، فعلى الرغم من صغر حجمها إلا أنها كبيرة في ما تقدمه من سعادة وشفاء للبشر، ولكن تلك الزهرة المزدهرة طوال العام تحتاج إلى الرعاية والعناية لكي تبقى مزهرة، لكي تستمر في العطاء، لكي تبقى يانعة، فإن الإهمال يذبلها، وشح الماء يفقدها نضارتها، ولكن مهما أصابها من ذبول تبقى محتفظة بعطرها المميز.

فهكذا يكون بعض البشر، يشبهون الياسمين، يخرجون أجمل ما فيهم عندما تنطفئ الأنوار ويحل الظلام، تجدهم بجانبك كبارقة أمل في غياهب الزمان.

ينشرون السعادة أينما حلّوا، ويزهرون في كل الفصول، لا يأبهون بعواصف الشتاء، ولا للهيب الصيف، تجد دائماً عندهم الراحة، والسعادة، والشفاء.

ولكن عليك أن تحذر فمثل هؤلاء البشر يحتاجون إلى الاهتمام، فهو لهم كالماء والهواء، لابد منه لبقائهم، واعلم أنهم مهما أصابهم من حزن أو ألم سوف يعطون، فالعطاء من سماتهم، فتجد أيديهم مبسوطة بالخير دائما، فيقدمون العون والمساعدة لكل قريب وغريب دون كلل أو ملل مهما أصابهم ذلك بألم ودائما تسرع إليهم في الصعاب والشدائد، فتجد لديهم الدواء.

حقا إن هؤلاء البشر يشبهون الياسمين، فإذا صادفت يوما أحدا منهم فلا تدعه يفارقك، فلا تهمله، واعطه من اهتمامك ما يستحق، فهو كنز باقي مدى الحياة، كشجر الياسمين إذا زرعته فاعتن به، فتسعد بعطره حتى تقرر انت الاستغناء عنه فتهمله، ولكن يبقى عطر الياسمين حاضرا في الذاكرة حين يذكر اسمه “عطر الياسمين”.

اقرأ أيضًا: دار في خاطري| إلى أين نحن ذاهبون؟!

نبذة عن الكاتبة

ريم السباعي

أحد الكتاب الشباب لمنصة كلمتنا

حاصلة على ليسانس آداب في التاريخ من جامعة عين شمس عام 2005

صدر لها مجموعة قصصية بعنوان: رحالة في جزر العجائب

صدر لها رواية بعنوان: ويعود ليلقاها

للتواصل:

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى