ريم السباعي
عندما يلملم الشتاء أذياله، ويعد عدته استعدادا للرحيل، فيودعنا وهو يسير بخطوات متباطئة، فيتسلل الربيع ليحل محله بهدوء؟ فلقد انتهى موعد الشتاء وأتى الربيع ليأخذ دوره بين الفصول، فتبدل الأرض ثوبها الابيض الذى كساها به الشتاء، لترتدي ثوبها الأخضر الزاهي.
نعم! فلقد أتى الربيع ليوقظ الأرض من سباتها، فتخضر الأشجار، وتثمر الحقول، وتتفتح الأزهار، وتتبدد الغيوم، فتسطع الشمس ويملأ نورها الذهبي الكون، فهل هناك جمالا في الكون مثل جمال الربيع؟! أجل! فإن في اليوم الأول من فصل الربيع نحتفل بالأم.
فلقد تم اختيار هذا اليوم ليكون عيدا للأم لأنها مثل الربيع، بل أنها تضاهي الربيع في إشراقها وإزهارها، وإن كان للربيع أشهر ثلاث في كل عام، فالأم لها طوال العام، فلفضلها البقاء الأبدي السرمدي منذ بدء الخليقة وحتى فناء الكون.
إن الأم هي مصدر الأمان، والحب والحنان، والسكينة والاطمئنان، وهي أول مدرسة، وأول معلمة، وهي العين الساهرة، والعقل المدبر، والقلب الرحيم، والعطاء الذي لا ينتهي، والتضحية التي لا مثيل لها، وهي نبع الحب الذي لن ينضب أبدا.
فلها خصص أول الربيع، يوما واحدا في العام، أهو كاف؟! بالتأكيد لا! ولكنه رمز لتكريمها، وتذكرة لمن ينسى، فلقد كرم الله عز وجل ورسوله الأم، لفضلها الكبير، ألا يكفي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “الجنة تحت أقدام الأمهات”؟! فذلك شرفا وتكريما لها.
فيا من تقول بأن هذا اليوم يوما للأسرة، فلا تنكر فضل أمك، إنه يوم للأم، وإن كنت تعني يوم الأسرة لأن الأم أساس الأسرة، وأنه اليوم الذي تجتمع فيه الأسرة لتحتفل بالأم، فهنا انت محق، ولكن لابد أن يظل اسمه “عيد الأم” تكريما لها.
إن الأمهات هن ورود الحياة ورياحينها، هن الشذى العطري الذي يملأ الكون، هن النور الذي يهتدى به في الظلمات، فعند الحديث عن الأمهات ينضب المداد، وتنتهي الكلمات، فلا يسعني غير أن أقول: سلام لكن في عيدكن، أدامكن الله بخير، وصحة، وسعادة، وهناء، فأنتن حقا أجمل زهرات الربيع.
اقرأ أيضًا: دار في خاطري| مارس زهرة البنفسج
نبذة عن الكاتبة:
ريم السباعي
أحد الكتاب الشباب لمنصة كلمتنا
حاصلة على ليسانس آداب في التاريخ من جامعة عين شمس عام 2005
صدر لها مجموعة قصصية بعنوان: رحالة في جزر العجائب
صدر لها رواية بعنوان: ويعود ليلقاها
للتواصل: