افتتاح “ملتقى كامل كيلاني الأول لأدب الطفل” بالمجلس الأعلى للثقافة
تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، وبأمانة هشام عزمي، والكاتب المسرحي محمد عبد الحافظ رئيس المركز القومي لثقافة الطفل؛ افتتح صباح اليوم بالمجلس الأعلى للثقافة “ملتقى كامل كيلاني الأول لأدب الطفل”، وقد بدأ الملتقى بافتتاح معرض لكتب أدب الأطفال وأعمال كامل الكيلاني ببهو المجلس الأعلى للثقافة.
ثم بدأ الملتقى بكلمة المهندس أمين الكيلاني نجل الأديب الراحل كامل الكيلاني، وبدأها بالتعبير عن سعادته بهذا التكريم من قبل وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة، وأضاف أن هناك مفكرين على مر العصور سكنوا الذاكرة والوجدان، فهم شخصيات تركت في النفس أثرا عميقا لأن الفكر الإنسانى هو بصيص من النور الإلهي لذلك كانت مكانتهم بقدر جميلهم تجاه الإنسانية.
وتابع أن كامل الكيلانى أثري الحياة الأدبية في مصر والعالم العربي، لأنه قد التفت بأدب الطفل في الوقت الذي لم ينتبه إليه أحد وقدم مكتبة ثرية وغنية بدأت مع الطفل من مراحلة الأولى وحتى سن الشباب، وأضاف أن حياة كامل الكيلاني تعد نموذج يحتذى به لكثير من الشباب فكان مثال لمبتكر ورائد سعى طوال مسيرته الإبداعية لتذليل كافة الصعوبات التي واجهته.
كما واجهت كثير من مبدعي تلك الفترة ولكنه استمر في الوصول إلى هدفه الذي كان من أولوياته تعليم الأطفال مبادى اللغة العربية بطريقة سهلة ميسرة من خلال ما قدمه من إبداع فتعلم على يده أجيال وأجيال وأصبحت مكتبته التي تركها على مدار ثلاثون عاما تحمل بين طياتها كثيرا من العادات الإيجابية والاجتماعية من الخلق السليم، لذا أطلق عليه أنيس منصور (بابا كل العرب)، وأشار أن الكيلاني أول من كتب عن أدب الرحلات في عدد من الكتب حكى فيها عن زياراته للشام، كذلك كانت اجادته لعدة لغات أجنبية سبب في تعدد مصادره وثقافته والبحور التي ينهم منها.
وقد مدحه الشاعر محمد التهامي بقصيدة يثنى فيها عليه لهدفه النبيل وهو تعليم الأطفال فنون اللغة بشكل بسيط، وأخيرا يذكر للكيلانى أنه كان مصدر حيره للنقاد والمثقفين هل هو مجدد أم قديم؟ هل هو كاتب أم مترجم؟فهو كان بحق مبدع شامل غني.
ثم تحدث الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف رئيس المركز القومي لثقافة الطفل قائلا: حين كان الأدباء والشعراء والكتاب يتدثرون باحلامهم فى بدايات القرن العشرين كان الأستاذ كامل كيلاني رائد أدب الطفل في عشرينيات القرن الماضي يتدثر بأحلام أطفالنا وقلوبنا التى تمشى على الأرض وينشئ لهم أول مكتبة لكتب الطفل فى مصر فى القاهرة، ويكتب لهم أيضا أول قصة رشيقة ولطيفة وهى أبو خربوش سلطان القرود وتوالت بعدها مئات القصص التي اختصت لنفسها سمة وأسلوبا متفردًا وقتها، وكانت تؤكد الرؤية الفنية والجمالية والتربوية فى الوقت نفسه.
وأضاف أن القصة الرقمية التى شاهدتموها منذ قليل أبو خربوش سلطان القرود عبرت عن القيمة الجمالية والرؤية التربوية والحلم الكبير بوجود تعليم متنوع في شتى مناحي الحياة، لا شك أنها كانت قصة مهمة جدا؛ لأنها لم تكن ترسل رسالة مهمة إلى ولى الأمر وقتها فقط، لكنها كانت تضع أطفالنا على عتبات التقدم وتفتح أعينهم على المستقبل الذى لن يكون إلا بالتعليم.
وأشار أن الأحلام في تلك القصة هى أحلام الوطن كله، والسؤال من سيكون القادر على تحقيقها في المستقبل القريب إلا الأطفال والنشء القادم بقوة.
وتابع حين كان الزملاء في وزارة الثقافة يبحثون عن الطفرات الفنية والثقافية في عشرينيات القرن الماض لعمل مؤتمر عشرينيات القرن العشرين، كنا في المركز القومي لثقافة الطفل نبحث عن رموز الوطن في ثقافة الطفل وفنونه في هذا الوقت وسعدنا جدا حين وجدنا أن رائدنا في أدب الطفل كان موجودا في تلك الفترة المتميزة فنيا وثقافيا وحضاريا.
فوضعنا تصورا للاحتفاء بالرائد الكبير من خلال العدد رقم ٥١ لمجلد ثقافة الطفل عن كامل كيلانى وتم تكليف الدكتورة صفية إسماعيل والباحث أحمد عبد العليم بالعمل كمسئولين عن المجلد، فشارك فيه مجموعة متميزة من الكتاب والأدباء والفنانين المتميزين مثل هجرة الصاوى ونجلاء علام واحمد طوسون وأحمد قرني وعبده الزراع والدكتورة إنجي مدثر وأسهم في خروج المجلد للنور الفنانون مريم فريد ود مها إبراهيم ومحمد مختار وحنان شوقي، واستعنا ببليوجرافيا صدرت من المركز من قبل عن كامل كيلاني للشاعر الكبير سمير عبد الباقى وكذا بعض مقالات للأستاذ كامل كيلاني نفسه، والجدير بالذكر أنه لم تكن تلك المرة الأولى الذى يحتفى به من قبل المركز بالأستاذ كامل كيلاني ولكن تم الاحتفاء به عام ٩٧ رئاسة الدكتور حمدى الجابري للمركز.
ولم يكتف المركز بذلك فقمنا بأول عمل قصة رقمية من قصصه وهى أبو خربوش تحريك ورسوم رشا منير كما قام الفنان فؤاد سيد من فناني المركز بعمل تمثال جديد من الفخار لكامل كيلاني سوف نضعه في مكتبة كامل كيلاني بالحديقة الثقافية في السيدة زينب مكان التمثال القديم، وفى السياق الاهتمام برموز العشرينيات، قمنا كذلك بنشر كتاب عن أحد رموز العشرينيات فى الرياضة للغطاس فريد سميكة الحاصل على ميدليتين فى الغطس من دورة طوكيو الأوليمبية للسيناريست وليد كمال.
وأضاف أن المجلس الأعلى للثقافة لم يكتف بذلك بل قام بعمل جائزة كامل كيلاني لأدب الطفل ورسومه وهى أكبر جائزة لأدب الطفل ورسومه فى مصر الآن وهى تقارب جائزة الدولة للتفوق من حيث أهميتها وقيمتها المادية وقد فاز بها هذا العام الكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول في الأدب عن مجمل أعمالها في الكتابة وثقافة الطفل وفنونه، كما فازت بها أيضا الفنانة سمر صلاح الدين عن مجمل أعمالها لرسوم الأطفال.