كاتب ومقال

دار في خاطري| هدايا سانتا كلوز

بقلم: ريم السباعي

جلس الجد الطيب الحنون يكتب رسائل إلى أحفاده على بطاقات ملونة يدعوهم فيها للمجيء إليه في ليلة رأس السنة، وراح يختار لكل طفل منهم بطاقة باللون الذي يفضله، ويكتب له بعض الكلمات الرقيقة، ثم يزينها بالرسوم والنقوش الجميلة.

وفي صباح يوم الواحد والثلاثين من شهر ديسمبر جلس الجد يغلف الهدايا التي ابتاعها لأحفاده بالورق الملون وشرائط الزينة، فيضع لكل واحد منهم الهدية التي يحلم بها داخل علبة جميلة ويغلفها باللون الذي يفضله.

أما الجدة فقد كانت في المطبخ تعد الأطعمة اللذيذة والحلوى التي يحبها الاحفاد، والشيكولاتة المشكلة بأشكال طيور وحيوانات حقيقية وخرافية.

انتهى الجد من تجهيز الهدايا، فاتجه إلى المطبخ لمساعدة زوجته، فوجدها قد انتهت من تجهيز الأطعمة والحلوى، فتعاونا معا لتزيين البيت لكي يكون مهيأ لاستقبال الأبناء والأحفاد، وبالتأكيد لن ينسى الجد وضع سيارة سانتا كلوز في الخارج بجوار البيت.

غابت شمس اليوم الأخير من العام الميلادي الذي يعد عدته للرحيل، واسدل الليل ستائره فدق باب بيت الجد معلنا عن قدوم الأبناء والاحفاد، ففتح الجد داعيا الحضور للدخول الى العالم المسحور، وما هي إلا لحظات حتى كان صوت الضحكات، والاحاديث، والحكايات، ولعب الأطفال واغنياتهم، فعلت الاصوات وامتزجت بصوت هطول المطر الذي بدأ يزداد شيئا فشيئا فزاد جمال ذلك العالم المسحور جمالا.

تناول الجميع العشاء، وسعد الأطفال بالحلوى والشيكولاتة، وقدمت الجدة بعدها للجميع أكوابا تحوي مشروبات ساخنة لتمدهم بالدفء في هذه الليلة شديدة البرودة.

إلتف الأطفال حول الجد يتساءلون عن سر عربة بابا نويل التي تقف بجانب البيت، فضحك الجد وقال: لقد أخبرت بابا نويل بأنكم تودون رؤيته الليلة، فأتى ليستقبلكم ولكنه تذكر شيء هام كان قد نسيه، ولكنه وعدني أن يعود، تمنى الاطفال عودته ليقضي الليلة معهم في سعادة وسرور، قال أحدهم: جدي من اين سيدخل بابا نويل إلى البيت، فأنت ليس لديك مدخنة؟! فضحك الجد وقال: سنرى ماذا سيفعل من دون المدخنة، وقال آخر: أعتقد أنه لن يأتي، فقال الجد: لقد وعدني، أستظنه سيخلف الوعد؟! فقال الصغير: لا! سأنتظره قرب النافذة.

دقت الساعة الكبيرة المعلقة ببيت الجد دقة عالية، معلنة عن بداية العام الجديد، وعندئذ إنطفأت الأنوار وعم الظلام لبضع دقائق وبعدها أنيرت أنوارا خافتة ليظهر بعدها بابا نويل بزيه الاحمر المميز، ولحيته البيضاء الناصعة، وكيس هداياه التي يحملها على كتفه، فإلتف حوله الأطفال مهللين في صوت واحد أتى بابا نويل.

جلس بابا نويل يلعب برفقتهم بعض الوقت ليلاحظ بعدها الأطفال غياب الجد، فقال أحدهم: أين جدي؟! فنظر جميع الأطفال حولهم باحثين عن الجد، وهنا راح بابا نويل يوزع الهدايا عليهم لينطفئ النور الخافت بعدها ويعم الظلام مرة أخرى.

ومن جديد تعود الأنوار كما كانت في السابق، فينظر الاطفال حولهم فيجدوا الجد جالسا بينهم وقد اختفى بابا نويل، فيخبروه عن قدومه ويمضون في فتح هداياهم، فيجد كل واحد منهم داخل علبته ما كان يتمناه، فيرى الجد السعادة في أعينهم، ومن ثم يتبادل الجميع التهاني بقدوم العام الجديد.

نبذة عن الكاتبة

ريم السباعي

أحد الكتاب الشباب لمنصة كلمتنا

حاصلة على ليسانس آداب في التاريخ من جامعة عين شمس عام 2005

صدر لها مجموعة قصصية بعنوان: رحالة في جزر العجائب

صدر لها رواية بعنوان: ويعود ليلقاها

للتواصل:

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى