كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| كل سنة والأمهات بخير

محمود درويش قال: “الفرق بين أمي والآخرين، أن الآخرين يتمنون ألا يروني حزينًا، وأما أمي فتتمنى أن تحمل الحزن عني”.

كل سنة وكل أم طيبة وبخير بمناسبة اقتراب يوم الأم اللي بيهل علينا مع بداية موسم الربيع، وعلى فكرة هو احتفال ظهر جديد في بداية القرن العشرين وبتحتفل بيه بعض الدول عشان تكريم الأمهات ودا حصل بسبب رغبة من المفكرين الغربيين والأوروبيين بعد لما لاقوا الأبناء في مجتمعاتهم بيهملوا أمهاتهم.

وبيختلف تاريخ عيد الأم من دولة للتانية، فمثلا في العالم العربي بيكون اليوم الأولاني من فصل الربيع، وأول احتفال بعيد الأم كان سنة 1908، لما احتفلت به فتاه أمريكية اسمها آنا في ذكرى لوالدتها وبعد كدا بدأت بحملة عيد الأم لحد مابقى معترف به في الولايات المتحدة، وكانت أمها دائماً بتردد العبارة دي: “في وقت ما، وفي مكان ما، سينادي شخص ما بفكرة الاحتفال بعيد الأم”.

فلما ماتت أمها، أقسمت لنفسها أنها هتكون الشخص الذي هيحقق رغبة أمها ويحولها لحقيقة، وفعلا نجحت سنة 1914 وخلتهم في المناسبة دي يقوم كل فرد بتقديم هدية أو بطاقة أو ذكرى للأمهات والجدّات، وانتقلت من مدينة التانية في أمريكا واتنقل العيد للدول أوروبا.

أما أول من فكّر في عيد للأم في العالم العربي كان الصحفي المصري الراحل علي أمين وقتها كان طرح علي أمين في مقاله اليومي “فكرة” اقتراح بأن يتم الاحتفال بعيد الأم، قائلا: “لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه “يوم الأم” ونجعله عيداً قومياً في بلادنا وبلاد الشرق؟”.

ودا حصل بعد ما قامت أم من الأمهات بزيارته في مكتبه وحكت عليه حكايتها وازاي أنها اترمَّلت وأولادها كانوا لسه صغيرين وماتجوزتش وكرّست حياتها عشان أدولادها وفضلت ترعاهم لحد ما اتخرجوا من الجامعة، واتجوزوا واستقلوا بحياتهم، وانشغلوا عنها.

فكتب علي أمين في عموده “فكرة” يقترح تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل وللتذكير بفضلها، واللي حصل أن الجوابات انهالت عليه بتشجع الفكرة، واقترح ناس أن يتخصص أسبوع للأم ومش مجرد يوم واحد، وناس رفضت الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم مش يوم واحد بس، إلا أن أغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد، وبعدها اتقرر أن يكون يوم 21 مارس عشان يكون عيد للأم زي ماهو أول أيام فصل الربيع فيكون رمز للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة.

الأم ياجماعة مافيش حد يقدر بوصفها ولا يوفيها حقها، الأم اللي اتقال عنها أن الجنة تحت أقدامها، إياكم تخلوا مشاغل الدنيا تلهيكم عنها، المفروض أصلا أنكم مش محتاجين يوم يفكركم بيها.
مش كدا ولا اييييييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى