كاتب ومقال

دار في خاطري| خارج الحدود

بقلم: ريم السباعي

عندما تذهب للتسوق ماذا تفضل الإنتاج المحلي؟ أم المنتجات المستوردة؟ وإن كنت من النوع الثاني فهل الأفضلية لجودة الإنتاج؟ أم لأنه آت من خارج الحدود؟ هل انت ممن يفضلون السفر؟ هل تفضل السفر للتنزه والذهاب في رحلات مع الأهل أو الأصدقاء؟ أم أنك تفضل السفر بغرض الإقامة في بلد جديدة؟! واذا جاءتك الفرصة للهجرة ففي أي بلد تفضل الإقامة؟ أمريكا أو أوروبا؟ أو أي دولة عربية؟ أم إلى أي مكان لا يهم المهم أنك تعيش بعيدا عن بلدك وتكون خارج الحدود؟!

دائما تجد معظم الناس يفضلون المنتجات المستوردة من الخارج، فهناك من تجده يبحث فيها عن الجودة، وآخر يبحث عن ماركة عالمية، وكثير يعتقدون بأن المنتج المستورد هو الأفضل على الإطلاق، وإن الإنتاج والصناعة المحلية لا تليق بالأفراد، فتجد هؤلاء لا يهتمون من أي مكان أتى هذا المنتج، وما هي جودته، المهم لديهم أنه ليس محليا.

ولكن هل سألت نفسك يوما من أين أتت الثقة في هذا المنتج المستورد لدى هؤلاء؟! اعتقد بأنها نابعة من داخلهم ولا أساس علمي لها، فإن عقولهم التي تم برمجتها على أن الإنتاج المحلي سيء ولا يصلح للاستخدام الآدمي هو مصدر تلك الثقة.

وبالفعل فإن هؤلاء البشر يأبون العيش في بلادهم، فتجدهم كارهين الحياة، ينتقدون ما حولهم سيء كان أم جيد، يشوهون كل جميل، يلصقون التهم بالمسئولين بالأدلة وبدون أدلة، يبحثون عن أي فرصة للهجرة إلى أي مكان، دون أي دراسة مسبقة أو وعي، أو مجرد تفكير بسيط إذا كانت هذه الدولة يناسبهم العيش بها أم لا، فكل ما يهم هو العيش خارج الحدود.

وإذا نظرنا نظرة حيادية إلى البلدان، والإنسان في كل مكان لوجدنا أن لا مكان يخلو من العيوب، فالدول كالبشر تجمع بين العيوب والمميزات، فنحن لا نستطيع الحكم على بقعة بعينها بأنها أفضل بقاع الأرض، لأن كل مكان به الصالح والطالح، فما هي القوانين والمعايير التي تقيس بها أفضلية الدول؟!

في رأيي أن ما يميز دولة عن دولة هي الصورة التي تظهر بها تلك الدولة بين الدول، وهذه الصورة ما هي إلا صور أبنائها، فالضمير، والتعاون، والتغاضي عن الخلافات، وإنكار الذات أعتقد أنهم أضلاع الصورة الممتازة التي تجعلك تصدر حكمك المطلق عن هذه الدولة.

ولكن هل من الممكن أن تستطيع كل دولة خلق الصورة الفضلى التي تبرزها بين الدول؟! نعم! بالتأكيد إذا نظر الفرد إلى من حوله نظرة احترام لا احتقار، إذا أراد المرء أن يجمل المكان الذي يعيش فيه، لا يتركه مدعيا بأنه يستحق الأفضل منه، أن يتقن عمله حتى يصبح الإنتاج المحلى منافسا شرسا للإنتاج العالمي، وألا يتطلع دائما إلى خارج الحدود.

اقرأ أيضاً: دار في خاطري| أطفالكم بشر وليسوا ماريونيت

نبذة عن الكاتبة

ريم السباعي

أحد الكتاب الشباب لمنصة كلمتنا

حاصلة على ليسانس آداب في التاريخ من جامعة عين شمس عام 2005

صدر لها مجموعة قصصية بعنوان: رحالة في جزر العجائب

صدر لها رواية بعنوان: ويعود ليلقاها

للتواصل:

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى