يا منزل الذكر
في ليلة القدر
قد جل تبياناً
أعظم به شانا
يارب في دهري
أصلح به أمري
في ليلة القدر
قد سير الفلك
والروح والملك
بالأمر قد نزلوا
والليل منسدل
أنوارهم تسري
لمطلع الفجر
في ليلة القدر
لطفاً بدنيانا
يارب تحنانا
فأنت مولانا
بالفضل ترعانا
أدرى بما يجري
في عالم السر
في ليلة القدر
أغلقت الجدة المذياع بعد أن أنهى الشيخ سيد النقشبندي هذا الإبتهال الذي استمعت إليه برفقة أحفادها في الليلة الحادية والعشرين من شهر رمضان، وعندئذ قالت حفيدتها الصغيرة: ما هي ليلة القدر؟! فقالت الجدة: إنها أفضل ليلة على الإطلاق، فيها أنزل الله عز وجل القرآن الكريم، وفيها تتنزل الملائكة ومعهم الروح الأمين سيدنا جبريل، وذلك منذ غروب الشمس حتى الفجر.
عم الصمت على الأطفال فأكملت الجدة قائلة: وفي هذه الليلة يغفر الله الذنوب لكل مستغفر، ويستحب فيها الصلاة وتلاوة القرآن الكريم والدعاء، فقال أحد الأطفال: أهي الليلة يا جدتي؟! فقالت الجدة: ربما الليلة، وربما غدا أو بعد غد، أو أي ليلة حتى نهاية شهر رمضان، فقد حجبها الله عنا حتى نجتهد في العبادة في الليالي العشر الأواخر من رمضان.
ومن ثم قامت الجدة من مجلسها وقالت إنني ذاهبة لأتوضأ استعدادا لصلاة التهجد، فإن ليلة القدر خير من ألف شهر، وأنا أريد خير هذه الليلة الطيبة المباركة، من سيصلي معي؟؟ فرد الأحفاد جميعا: أنا، ومن ثم تسابقوا إلى الوضوء.
استعد الجميع للصلاة فاستقبلوا القبلة، فقالت إحدى الحفيدات: ماذا أقول في الدعاء؟! فقالت الجدة: قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني، فقالت أخرى: أنا أحفظ سورة القدر، فقالت الجدة: ما رأيكم أن نقرأها سويا فوافق الجميع.
إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ (1) وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ (2) لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ (3) تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ (4) سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ (5)” وبعد أن تلى الجميع في هدوء وخشوع هذه الآيات البينات، أقاموا الصلاة، وتوجهوا إلى الله بالدعاء، وعاهدوا الله على الاستمرار حتى نهاية رمضان لينالوا ثواب ليلة القدر.
نبذة عن الكاتبة
ريم السباعي
أحد الكتاب الشباب لمنصة كلمتنا
حاصلة على ليسانس آداب في التاريخ من جامعة عين شمس عام 2005
صدر لها مجموعة قصصية بعنوان: رحالة في جزر العجائب
صدر لها رواية بعنوان: ويعود ليلقاها
للتواصل: