الأرشيف والمكتبة الوطنية يسلط الأضواء على «ماضي الظفرة وحاضرها ومستقبلها»
نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية ندوة بعنوان: “قراءة بتاريخ الظفرة.. بين الأمس واليوم والغد” وذلك ضمن موسمه الثقافي 2023، وقد أعرب المشاركون في الندوة عن إعجابهم بما شهدته منطقة الظفرة من تقدم وازدهار منذ تسلّم المؤسس والباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- حكم إمارة أبوظبي؛ حيث حفلت بالمشاريع الحيوية التي اهتمت بالإنسان والمكان، وقد صار التقدم الباهر والتطور المستدام من أبرز ملامح منطقة الظفرة في ظل القيادة الرشيدة.
ويأتي اهتمام الأرشيف والمكتبة الوطنية بمنطقة الظفرة انطلاقاً من دوره الكبير في توثيق ماضي دولة الإمارات العربية المتحدة الحافل بالأمجاد، ومن أهمية الظفرة في تاريخ أبوظبي وتراثها؛ حيث امتازت بموقعها الجغرافي الذي جعلها تتوسط مراكز الحضارات، واليوم تعدّ الظفرة مركزاً لمشاريع كبرى متنوعة.
استهلت الندوة -التي عُقدتْ بمقر الأرشيف والمكتبة الوطنية، في قاعة الشيخ محمد بن زايد للواقع الافتراضي- بحديثٍ للباحث في تاريخ الظفرة وتراثها: علي أحمد الكندي المرر، الذي أشار إلى ما تلاقيه الظفرة من اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله- ما جعلها تظفر بنهضة شاملة، وتحفل بالمشاريع الكثيرة التي زادتها حيوية.
وقال المرر إن هذه المنطقة من أكبر المناطق التابعة لإمارة أبوظبي، وهي معقل قبيلة بني ياس الكرام، ثم تناول ماضي منطقة الظفرة وحاضرها مشيراً إلى المراحل التي مرت بها، وحياة سكانها واهتماماتهم في الماضي، وما شهدته الظفرة وسكاتها من اهتمام بالإنسان والمكان؛ بفضل الأيادي البيضاء للمغفور له -بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
واستعرضت الأستاذة أسماء المعمري من جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية: بالصور.. تاريخ الظفرة بين الأمس واليوم والغد، وركزت في مكانة الظفرة لدى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان واهتمامه -رحمه الله- بها، وقد ذكر مناطقها في شعره. ثم عادت المعمري إلى أقدم ذِكرٍ لمنطقة الظفرة؛ إذ ورد ذكرها في شعر راشد الخلاوي، وشعر الماجدي بن ظاهر، ثم حددتْ موقع الظفرة، ومناطقها الرئيسية؛ فهي تتكون من: الطف وبينونة، والقفا والساحل، والبطانة وليوا، والحمرة والمغرب “الرملة الغربية”، وهناك مناطق تابعة للظفرة قديماً مثل: المجن والعقل، وسبخة مطي والكدن.
وتطرقت للجذور التاريخية لمنطقة الظفرة؛ مشيرة إلى أن بعض آثارها يعود إلى سبعة آلاف عام مضت، وأن في جزيرة مروّح اكتُشفتْ أقدم لؤلؤة في العالم؛ تعود إلى العصر الحجري.
ووردت فيما قدمته المعمري إشارات إلى أبرز الآثار في منطقة الظفرة، وفي مقدمتها حصن الظفرة الأثري، وبرج المارية الغربية.. وغيرهما، وتطرقت للتعليم في الماضي والحاضر، واستدعت الماضي في بعض مناطق الظفرة وقارنته بواقعها الحالي، وبينتْ مكانة شجرة النخيل وأهميتها عند أهالي الظفرة.
وعددت المعمري أهم وأبرز المهرجانات والفعاليات التي تشهدها الظفرة، مثل: مهرجان الظفرة لمزاينة الإبل، ومهرجان ليوا للرطب، ومعرض ليوا الزراعي، ومعرض السيارات الكلاسيكية.. وغيرها.
واختُتمتِ الندوة بمداخلة “الظفرة بين الماضي والحاضر والغد” قدمتها السيدة آمنة المرزوقي من بلدية منطقة الظفرة استعرضت فيها أهم المشاريع، وما طرأ عليها من تطور، وقد استهلت العرض بفيلم وثائقي يبدو فيه اهتمام المؤسس والباني الشيخ زايد بالظفرة وساكنيها؛ من خلال زياراته المتوالية لمناطقها، واهتمام القيادة الرشيدة التي سارت على نهجه وتابعت مسيرته في تطوير المنطقة التي ازدانت بالحدائق، وبالمرافق الخدمية التي توفر للسكان أسباب الراحة، وقد تميزت الظفرة الحديثة بشبكة الطرق المزودة بالمرافق الحديثة التي تصل بين مناطقها وتصلها بالمناطق المجاورة، وهذا ما زاد في جعل المنطقة جاذبة للاستثمار، ولم تتوقف يوماً المشاريع المدنية والخدمية في الانتشار في الظفرة ومناطقها.
وتجدر الإشارة إلى أن الأرشيف والمكتبة الوطنية قد أصدر عدداً من الكتب التي توثق تاريخ الظفرة وتراثها، وموقعها ومناطقها، وقلاعها وحصونها، وأهم آثارها وحياة سكانها عبر التاريخ. وقد حظيت هذه الإصدارات الحافلة بالمعلومات التاريخية والتراثية الموثقة باهتمام الباحثين والأكاديميين، المهتمين بتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة المجيد وتراثها العريق.