مؤتمر مجمع الخالدين يطالب بأن يترجم كل مبعوث كتابًا إلى اللغة العربية
واصل مجمع اللغة العربية بالقاهرة برئاسة أ.د.عبدالوهاب عبدالحافظ (رئيس المجمع) مؤتمره الدولي السنوي في دورته (89) تحت عنوان “اللغة العربية بين الهوية القومية والعولمة” اليوم 16 من مايو 2023م؛ حيث عقد مؤتمر المجمع حلقة نقاشية حول “الترجمة إلى العربية وتأثيراتها اللغوية: الإيجابيات والسلبيات”؛ حيث أكَّد أ.د.عقيل المرعي (عضو المجمع المراسل من إيطاليا) على أهمية الترجمة من الإيطالية إلى العربية، وضرورة الاعتناء بها بسبب ندرة المترجمين إلى العربية من الإيطالية، من أصحاب الاختصاص.
وأوضح أن صعوبة الترجمة بسبب عدم توافر معجم إيطالي عربي من مستوى المعاجم ثنائية اللغة الإنجليزية العربية- والفرنسية العربية، وأنه يجب الانتباه إلى أن ثمة حقولًا معرفية تتميز بها الإيطالية، مثل الفن والرسم والموسيقا والطبخ، وهي حقول معرفية غير شائعة في الثقافات الغربية الأخرى كشيوعها في الإيطالية، ومن هنا ينبغي التركيز على هذه الجوانب أيضًا مما يثري الثقافة العربية في جوانب معرفية ما زالت تعاني من نقص في الكتب العربية سواء أكانت ترجمة أم تأليفًا.
ودعا د.المرعي المجامع العربية واتحاد المجامع العربية إلى تشكيل لجنة لوضع هذا القاموس بما يوازي اللغات الأخرى، وطالب أيضا بوضع المعجم الكبير الذي يصدره مجمع اللغة العربية بالقاهرة على الشابكة لتيسير عمل المترجمين عمومًا.
ومن جانبه أوضح الدكتور محمد عبد الحليم (عضو المجمع من إنجلترا) أن الآثار الإيجابية للترجمة لا يمكن أن ينكرها أحد، ولولا الترجمة لظللنا متأخرين عن العالم من حولنا.
ولكنْ هناك سؤال جوهري: ما هي الترجمة؟ الترجمة تقتضي أن تضع الكلام في اللغة الثانية على قواعد هذه اللغة وعلى عقلية أهل هذه اللغة وثقافتهم.
وشدَّد أ.د.محمد عبدالحليم على أن الترجمة الإعلامية (الآلية) قد أفسدت اللغة العربية الفصيحة الآن؛ فأصبحت الجملة الاسمية طاغية على اللغة العربية؛ لأن الجمل في اللغة الإنجليزية جمل اسمية، والمترجمون يترجمون ترجمه حرفية.
ومن جانبه أوضح أ.د.إسماعيل روينة (عضو المجمع المراسل من الجزائر) أننا في أشد الحاجة إلى الترجمة إلى العربية، وأنه لابد من الاستعانة بالمترجمين المجيدين الذين يتقنون اللغات من ذوي الاختصاص الدقيق، وأن يكون تركيزنا على المواد التي تُدرَّس في الجامعات؛ كالطب والهندسة والفيزياء والكيمياء والأحياء… إلخ.
وشدَّد أ.د.عبدالحميد مدكور (الأمين العام للمجمع) على أن العرب عليهم أن يواجهوا مشكلاتهم في الترجمة بشكل جماعي، لا فرادى؛ فيقوم بالترجمة لجان متخصصة لا مجموعة من الهواة غير الأكاديميين الاختصاصيين.
عندنا في مصر-مثلًا- المركز القومي للترجمة يترجم الأعمال الإنسانية والاجتماعية غالبا، وأكد على الاهتمام بالترجمة في العلوم التطبيقية، واقترح أن كل مبتعث في نهاية بعثته العلمية إلى الدول الأوربية أن يترجم كتابًا في التخصص، وأنه لو حدث ذلك لكان لدينا مخزون كبير من الكتب المترجمة إلى العربية.
وأكَّد د.مدكور على أنه بجوار أن يكون المترجم على معرفة واعية وافية باللغتين، أن يكون أيضًا على دراية ووعي بروح اللغة وسياقها، وبالتخصص الدقيق الذي يترجمه؛ فلا يُعقل مثلًا أن متخصصًا في الفلسفة يترجم كتابًا في الطب أو في الفيزياء؛ فلكل علم مصطلحاته ومسمياته، وقد حدث أن تُرجم كتاب عن الفرنسية موضوعه الفرق الكلامية في الفلسفة، والمترجم لا يعرف الفرق بين هذه المذاهب، فوضع مصطلحًا لفرقة هو أقرب إلى فرقة أخرى.
تجدر الإشارة إلى أن مؤتمر المجمع قد ناقش في جلسته الصباحية المغلقة الأعمال العلمية المقدَّمة من لجان: الكيمياء والصيدلة، والشريعة، وعلوم البيئة، والرياضيات.
ومن الجدير بالذكر أن مؤتمر مجمع اللغة العربية بالقاهرة يُعقد هذا العام عبر تقنية الـ(zoom) للسادة المشاركين من خارج مصر، ويشارك فيه رؤساء مجامع اللغة العربية والهيئات العليا للغة العربية في العالم العربي، وأعضاء مؤتمر المجمع وأعضاؤه المراسلون من العرب والمستعربين.