الأرشيف والمكتبة الوطنية بالتعاون مع تريند للبحوث والاستشارات ينظمان ندوة عن المكتبات الذكية والمواطنة الرقمية
نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية بالتعاون مع مركز تريندز للبحوث والاستشارات ندوة “المكتبات الذكية والمواطنة الرقمية: تحديات استشراف مستقبل المكتبات الذكية” في منصته الأرشيف والمكتبة الوطنية في معرض أبوظبي الدولي للكتاب2023.
وقد جاء الاهتمام بالمكتبات الذكية انطلاقاً من كونها البوابة الرئيسية إلى المعرفة والثقافة، ومع التحولات التكنولوجية المتسارعة التي يشهدها عصرنا بدأت تظهر المكتبات عالية التقنية.
والمكتبات الذكية التي يمكن أن يزدهر فيها الإبداع والتعاون من أساسيات المدن الخضراء المستدامة التي تسعى لتلبية احتياجات السكان الذين يعتمدون بشكل متزايد على التقنيات المتطورة التي غدت جزءاً هاماً لا يمكن الاستغناء عنه في نسيج حياتنا، ومع ظهور مفهوم المواطنة الرقمية صارت المكتبة من أهم الوسائل للارتقاء نحو المجتمع الواعي والمثقف.
بدأت الندوة باستشراف الأستاذ حمد سليم الحميري مدير إدارة البحوث والخدمات المعرفية لمستقبل المكتبات الذكية؛ موضحاً أن دولة الإمارات العربية المتحدة وبتوجيهات من قيادتها الرشيدة استطاعت أن تكون الأولى عربياً والثامنة عالمياً على صعيد تقديم الحكومة للخدمات الذكية.
وسلط الضوء على أهم ثلاثة دوافع لتحول المكتبات العامة إلى مكتبات ذكية، وهي: التوجهات الحكومية والتحول الرقمي للمدينة، واحتياجات المستفيدين، وقدم صورة للمكتبة الذكية التي يحتضنها المبنى الذكي، ويكون أمين المكتبة فيها ذكي، وتسودها التكنولوجيا الذكية، والخدمات الذكية، ويرتادها الأشخاص الأذكياء.
واختتم مدير إدارة البحوث والخدمات المعرفية حديثه بالتطلعات المستقبلية للمكتبة الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ مشيراً إلى أهمية تجهيز المبنى الذي يضمها، وتوريد الحلول التقنية إليها؛ كالنظام الآلي المتكامل، ونظام الاستكشاف المعرفي، وبوابة معلومات متكاملة.
ومن الطموحات أيضاً: إطلاق كل من: المكتبة الرقمية الإماراتية، ومشروع المستودع الرقمي، والوكالة البيبلوغرافية الإماراتية.
ومن جانبه تناول الأستاذ حمد الكعبي رئيس تحرير صحيفة الاتحاد المواطنة الرقمية على أنها مجموعة من المبادئ التوجيهية التي تساعد على التحلي بروح المسؤولية والوعي والحكمة عند استخدام التكنولوجيا، ثم تحوّل نحو المكتبة الذكية التي اعتبرها طفرة تكنولوجية دفعت نحو تطوير المكتبات لتصبح أكثر اعتماداً على الحواسيب؛ ومشيراً إلى أن هذا الاتجاه يزداد في عصر الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتنوعة، وأن هذه المكتبات تلبي متطلبات المستخدمين في العصر الرقمي، واتخذ الكعبي مكتبة محمد بن راشد نموذجاً؛ فقدم معلومات دقيقة عن شكلها ومضمونها اللذين جعلا منها إنجازاً باهراً يعطيها مكانها في الصف الأول بين المكتبات المعاصرة.
وتحدث رئيس تحرير صحيفة الاتحاد عن الكتاب الذكي الذي تم إطلاقه عالمياً عام 2012 ومزايا هذا النوع من الكتب التي انتشرت عالمياً، وما قدمته من خدمات للمعرفة والثقافة.
ومن مركز تريندز للبحوث والاستشارات تحدثت الباحثة الأستاذة ريم الكندي بدورها عن المكتبة الذكية في عصر المواطنة الرقمية؛ فبدأت بظروف نشأة مفهوم المواطنة الرقمية في ظل التطورات التكنولوجية السريعة، مشيرة إلى أن العصر الرقمي من أهم المؤثرات على المواطنة، وهو الذي يدفع الأفراد إلى الاقتراب أكثر من أجهزة الكمبيوتر والإنترنت والأجهزة الذكية.
وركزت على أهمية محو الأمية الرقمية، واللياقة الرقمية، والمسؤولية القانونية الرقمية، ثم تحولت إلى دور المكتبات الذكية في تعزيز المواطنة الرقمية.
وبعد أن عرفت المكتبات الذكية سلطت الضوء على مكوناتها كالخدمة الذكية، والأشخاص الأذكياء، والحوكمة الذكية التي تشمل جميع ميزات المكتبة التي تتوافق مع هذا المفهوم، مؤكدة على أهمية مبنى المكتبة الذكية وما فيه من أنظمة تجعله من المباني المستدامة، وابتكارات تسهم في تحسين نوعية الحياة.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن دور المكتبة الذكية هو تعزيز الواقع الفعلي للمجتمعات الافتراضية، والإسهام في خلق مواطن رقمي أكثر انتماء لوطنه بعيداً عن الانتماء فوق الوطنية.
تجدر الإشارة إلى أن الكاتب والباحث محمد خلفان الصوافي هو الذي أدار الندوة، والنقاش الذي دار فيها بين المشاركين والجمهور.