محاضرة حول منحة ناصر ودور الثقافة المصرية بالأعلى للثقافة
أقام المجلس الأعلى للثقافة لقاء ثقافي مع أعضاء منحة جمال عبد الناصر للقيادة للشباب من دول الاتحاد الأفريقي، وذلك تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وفى إطار الفعاليات التي تنظمها وزارة الثقافة برئاسة الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة المصرية، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة برئاسة الدكتور أشرف صبحي.
وقد حاضر في هذا اللقاء الأستاذ الدكتور هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وأدار اللقاء الأستاذ حسن غزال منسق عام مكتب الشباب الأفريقي بوزارة الشباب والرياضة، والجدير بالذكر أن منحة ناصر التي تقدم بواسطة وزارة الشباب والرياضة المصرية، افتتحت فعاليات نسختها الرابعة، بمشاركة 150 قيادة شبابية من 56 دولة توزعت في شتى بقاع العالم، من بينها دول عدم الانحياز والدول الصديقة من قارات أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية وأستراليا.
وقد اطلقت النسخة الرابعة من منحة ناصر للقيادة الدولية، تحت رعاية الرئيس السيسي، في الفترة من 31 مايو المقبل حتى 17 يونيو 2023 م، وتعتبر منحة ناصر إحدى الآليات التنفيذية لتوصيات الرئيس عبدالفتاح السيسي، التى تهدف إلى دعم الكفاءات من الشباب الأفريقى، وتمكينهم من خلق رؤية شاملة ومحورية ترتبط بالقضايا العالمية وخطط التنمية المستدامة، ودعم فرص الترويج للدور المصرى عالميًا، وتأتى فى إطار تنفيذ كل من رؤية مصر لأهداف التنمية المستدامة 2030 م، وأجندة أفريقيا المستهدفة فى عام 2063 م.
ألقى الدكتور هشام عزمى حديثه بالإنجليزية، متناولًا أبرز سمات الثقافة المصرية، مشيرًا إلى ما قدمته عدة قمم أدبية وفنية ورياضية من أعمال خالدة، باتت خير سفير للثقافة المصرية، وعلى رأس هؤلاء صاحب جائزة نوبل الأديب العالمى نجيب محفوظ، وذكر عدة فنانين زينت أسماؤهم الشاشة الفضية منذ بدايات ظهور فن السينما وخلال عقود القرن المنصرم، مثل الفنانة فاتن حمامة والفنان إسماعيل ياسين وغيرهم من النجوم التي مازلت تتلألأ فى سماء الفن السابع.
كما أشار إلى نجم ملاعب كرة القدم العالمية الفرعون المصرى محمد صلاح، مؤكدًا أنه استطاع أن يكون خير سفير لمصر ليس فقط بموهبته الفريدة، ولكن قبل ذلك بما ينشره من سمات محمودة وأخلاقيات نبيلة جعلته جديرًا بحب أبناء وطنه بصورة غير مسبوقة من قبل، ثم تابع الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة كلمته التي صاحبها عرضًا مصورًا لما تم من منجزات كبيرة في العاصمة الإدارية الجديدة، وذلك فى إطار فكرة الجمهورية الجديدة التى أعلن عنها الرئيس السيسى منذ عقد من الزمان خلال الحملة الافتتاحية للمبادرة الجديدة “حياة كريمة”.
وأشار إلى أن الاستراتيجية المصرية الجديدة تمثل جزء من رؤية مصر 2030 م، التى تهدف إلى النهوض بالاقتصاد والتعليم والابتكار والعدالة الاجتماعية فى مصر، موضحًا ما تحمله هذه الاستراتيجية الجديدة من أهمية نحو خلق طريق لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتابع حديثه حول المتحف القومى للحضارة المصرية، موضحًا أنه المتحف الأول من نوعه فى مصر والعالم العربى؛ حيث يعتبر مَجمعًا حضاريًا عالميًا متكاملًا يُتيح لزائريه فرصة الغوص عميقًا عبر التاريخ للتعرف على الحضارات المصرية المتعاقبة من خلال 1600 قطعة معروضة بقاعته المركزية؛ حيث تم تجهيز هذه القاعة بشاشات عرض رقمية حديثة، مما يزيد من تفاعل الجمهور مع هذه المقتنيات الفريدة، ويوفر فى ذات الوقت أكبر قدر ممكن من المعلومات حول هذه القطع الأثرية المعروضة، ويضم المتحف أيضًا قاعة المومياوات الملكية التى تعتبر درة المقتنيات الأثرية بالمتحف، والتى تم نقلها من المتحف المصرى بالتحرير وتم استقبالها بطلقات المدفعية إجلالًا لعظمة هؤلاء الملوك المصريين القدماء الذين حكموا مصر القديمة وشيدت حضارة التاريخ الإنسانى فى عهدهم.
واستطرد مفتخرًا بمشهد موكب المومياوات الملكية المهيب الذى أشاد به العالم بأسره فى الثالث من أبريل عام 2021م، وأكد الدكتور هشام عزمى أن الجمهورية الجديدة مستقرة وقائمة على أساس دولة ديمقراطية حديثة تتمتع بقدرات اقتصادية واجتماعية وعسكرية شاملة؛ حيث تعطى الجمهورية الجديدة الأولوية للمواطنة وقبول الآخر من أجل تحقيق السلام والاستقرار والتنمية، وفى مختتم كلمته التى لاقت استحسان الحضور وتصفيقهم الحار، أكد ترحيبه مجددًا بالحضور كافة فى بلدهم مصر رمز العراقة والأصالة، التى سطرت تاريخ الحضارة الإنسانية بأحرف من نور منذ فجر التاريخ، قائلًا: “جاءت مصر.. ثم جاء التاريخ”.