“اضطراب فرط الحركة” كيف تتعامل معه؟.. خبراء علم الاجتماع والنفس يجيبون
مع بداية العام الدراسي يعاني المعلمون من صعوبة السيطرة على الأطفال وقلة تركيزهم، ولكن لا بد من التفرقة بين الطفل الطبيعي الذي يجد صعوبة في فهم بعض المقررات الدراسية، والطفل الذي يعاني من صعوبات في التعلم وفرط في الحركة ويصعب السيطرة عليه، وللتفرقة بينهم التقت منصة كلمتنا بخبراء علم الاجتماع والصحة النفسية للتعرف عن قرب على اضطراب فرط الحركة الذي يصيب الأطفال بل والكبار أيضاً.
أكدت الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية بجامعة عين شمس أن مرض فرط الحركة أصبح منتشر بين الأطفال والكبار، وبالنسبة للأطفال فوجود ألعاب تساعد الطفل على زيادة التركيز وأز تكون الأم على وعي ودراسة بالمرض لتعرف كيف تتعامل مع طفلها أمر ضروري، فالطفل عاطفي ومرتبط بوالدته لذا انصح الأم التي يعاني طفلها من مرض فرط الحركة أن تكون لحد ما متفرغة لرعايته ليعتاد على اللعب معاها وتشجعه وتحفزه مهما كان إنجازه بسيط وبمرور الوقت ستساهم بشكل إيجابي في تهدئة حركته السريعة، والأم هي العامل الأساسي وأهم من المعلم أو جلسات العلاج لإقامة حوار هادئ لرفع قدرة الطفل على التركيز وبث الثقة في الطفل وذلك يحتاج لوقت ربما يصل لأعوام لكن مع الوقت والتشجيع ستكون النتائج إيجابية.
وتكمل أن المفتاح هو ارتباط الطفل بالأم لتكون الدفة الخاصة به أو البندول الخاص به، وعلى النقيض الأم التي تلقي بالإتهامات فوق رأس الطفل وتتهمه بإنه كثير الحركة وفاقد التركيز يصاب بالعديد من العقد النفسية ويؤثر بالسلب على نفسيته وترك الطفل بدون تصحيح فرط الحركة ينذر بكارثة، فلن يستطيع في المستقبل إدارة شئون حياته ومن المهم أن لا نشوه نفسيته أو نشعره بإنه مختلف عن باقي الأطفال أو الكلام عن شخصيته بطريقة مسيئة، فالطفل يحتاج الاحتضان ولنا مثل في طه حسين والذي كانت أمه هي المحرك الأساسي له وأخرجته من ظلام الحياة وكانت تحمله وتسير به للكتاب وكانت حنونة وتشجعه رغم أنها كانت أمية.
وتوضح أنه بالنسبة للشباب مرضى فرط الحركة فالرياضة هي الحل والعلاج فالسباحة وكرة السلة وممارسة أي نوع من الرياضة مهم لإخراج كل الجهد والقلق والحركة الزائدة وإنتاج الراحة والسعادة، ومهما بلغ عمر المريض يحتاج لدعم من أسرته ومؤسسات الدولة تحتاج للقيام بالدور التوعوي تجاه المرض، وعن المشكلات التي تواجه المجتمع المصري من ارتفاع نسبة الطلاق والعنوسة والبطالة فمن الممكن أن يكون سببه الإصابة بمرض فرط الحركة دون وعي من المصاب، باختصار مرضى فرط الحركة يعانوا من فقد التركيز والهدوء والصبر والقدرة على إعادة النظر في مختلف الأمور الحياتية وسرعة الشعور باليأس بل قد يصل بالمريض للانتحار نتيجة فقدان القدرة على التكيف على صعيد الأسرة والعمل.
ومن جانبه أوضح الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي أن نسبة كبيرة من المصابين بمتلازمة اضطراب فرط الحركة من الصغر لا يتجه بهم آباؤهم للطبيب النفسي إلا عند حدوث كارثة، موضحا أنه بالفعل هذا الاضطراب من الممكن أن يودي بحياة الطفل إذا لم يتم الاعتناء به، ففرط الحركة من الممكن أن يجعله على سبيل المثال يقفز بشكل خاطئ من الأعلى إلى حمام السباحة.
وعن عدم تفهم المجتمع واعتبار المصاب بالمتلازمة “فاشل” يقول أنه عادة ما يكون التحصيل الدراسي لدى المرضى بهذا الاضطراب ضعيف رغم أن قدراتهم العقلية جيد للغاية، لكنها أيضا تسبب مشاكل اجتماعية لهم لأن الناس لاتعي تصرفاتهم.
اقرأ ايضاً: قضم الأظافر.. مشكلة نفسية أم مجرد عادة؟