حكاية شارع| طه حسين.. رحلة الكفيف الذي سبق عصره!
تتميز القاهرة بشوارعها وميادينها العريقة التي يرجع تاريخها إلى العصور الماضية، ويقع حي الزمالك على النيل، وأطلق الأترك كلمة الزمالك على المكان وتعنى “العشش” بالتركية لانتشار العشش والأكواخ الخشبية التي كان يستخدمها الصيادين، بالإضافة إلى امتلائها بالثعالب، وفي التقرير التالي تقدم لكم منصة كلمتنا قصة حياة عميد الأدب العربي طه حسين والذي أطلق أسمه على أحد شوارع حي الزمالك العريق.
ولد طه حسين سلامة فى عزبة (الكيلو) بالقرب من مغاغة بالمنيا عام 1889م، فقد بصره وهو في الثانية من عمره، والتحق بكتاب القرية وحفظ القرآن الكريم ثم رحل إلى القاهرة في عام 1902م والتحق بالأزهر، وتأثر بالإمام محمد عبده وبدأ حضور المحاضرات بالجامعة المصرية منذ عام 1908م وفي نفس العام بدأ يتعلم اللغة الفرنسية.
حصل طه حسين على الدكتوراة من مصر عام 1914م، ثم سافر الى فرنسا وحصل على الدكتوراة من جامعة مونبلييه بفرنسا، ثم حصل على دبلوم فى الدراسات العليا فى اللغة اللاتينية من جامعة السوربون بفرنسا، وتزوج طه حسين من السيدة سوزان الفرنسية التي كان لها دور مهم في حياته.
وعندما عاد طه حسين إلى مصر انتظم في سلك التدريب بالجامعة المصرية محاضرا في الكلاسيكيات والتاريخ القديم، وشغل مناصب عديدة منها رئيس كرسي الأدب العربي بالجامعة المصرية وعميد كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول ومستشاراً فنياً لوزير المعارف ثم رئيساً لجامعة فاروق الأول بالإسكندرية” حيث أصدر قانونًا جعل التعليم مجانيًا وإجبارياً.
حصل طه حسين على مجموعة كبيرة من الجوائز والأوسمة أهمها الدكتوراه الفخرية من جامعة الجزائر والدكتوراه الفخرية من جامعة باليرمو بصقلية، كما حصل على قلادة النيل من الرئيس جمال عبد الناصر والدكتوراة الفخرية من جامعة مدريد باسبانيا وجائزة الدولة فى الآداب، ومن أهم مؤلفاته تجديد ذكرى أبى العلاء ودراسة تحليلية نقدية في الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون وحديث الأربعاء وكتاب فكر، وله أكثر من أربعين مؤلفًا في المعارف المختلفة.
أثرى طه حسين المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات والترجمات، وكان يكرس أعماله للتحرر والانفتاح الثقافي، مع الاعتزاز بالموروثات الحضارية القيمة.
رحل طه حسين في أكتوبر 1973م عن عمرٍ ناهز 84 عاما، قضاها معلما ومؤلفا وصانعا من صناع النور.
اقرأ ايضاً: حكاية شارع| “نوبار باشا” كيف أصبح أجنبي أول رئيس وزراء لمصر؟.. وما علاقته باستقلال السودان؟