رسائل ملهمة ومعجزة هندسية.. في زيارة إلى “متحف المستقبل” بدبي
“المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيّله وتصميمَه وتنفيذَه، المستقبلُ لا يُنتظَر، المستقبلُ يمكن تصميمهُ وبِناؤه اليوم”.
بمجرد أن تطأ قدماك أرض دولة الإمارات العربية المتحدة وتقرر أن تذهب في جولة داخل إمارة دبي، سيلفت انتباهك التصميم الهندسي الجذاب لـ “متحف المستقبل” ليس ذلك فحسب بل المقولة التي نقشها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تزدان بها واجهة “متحف المستقبل” في دبي.
تكتسب تلك المقولة أهمية خاصة، ليس فقط لأنها من أقوال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وإنما لأنها توضح رؤيته للمستقبل الذي ينوي تحقيقه في الإمارات السبع، التي جمعها الشيخ زايد على الاتحاد، ويتابعها من بعده أولاده، إلى ذلك يكشف أيضًا الشيخ محمد سر هذه الجملة، هي حلم يتجسد على أرض الواقع اليوم عبر صرح علمي وحضاري بمقاييس عالمية، لدراسة المستقبل وتصميم أفكاره وتوجهاته تحت اسم “متحف المستقبل”.
في السطور التالية تكشف لك منصة “كلمتنا” عن سر هذه الجملة التي على إثرها بني أعظم متحف يتناول المستقبل على مستوى العالم.
المحطة الأولى “الفكرة”
“نفتتح اليوم متحف المستقبل.. والمستقبل سيكون لمن يستطيع تخيله وتصميمه وتنفيذه.. المستقبل لا ينتظر.. المستقبل يمكن تصميمه وبناؤه اليوم” بتلك الجملة افتتح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قبل نحو 7 سنوات وتحديدا في 2015 فعالية “متحف المستقبل”، إحدى الفعاليات الرئيسية المصاحبة للقمة العالمية للحكومات.
تعد هذه الفعالية هي الأولى من نوعها على مستوى العالم، حيث أقيمت لاستشراف المستقبل في جميع القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والتنموية، ومنها انطلقت فكرة “متحف المستقبل”، لتتبلور سريعا إلى خطوات وقرارات تستهدف إنشاء متحف، يكون بمثابة منصة علمية عالمية تجمع المفكرين وحاضنة للأفكار ووجهة للمخترعين والرواد من جميع أنحاء العالم.
المحطة الثانية” تنفيذ الفكرة”
قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أثناء إطلاقه للمشروع: “إن متحف المستقبل يمثل أحد أهم طموحاتنا المعرفية في دولة الإمارات وأحد أهم أحلامنا لأبناء الإمارات وأحد أهم ركائزنا الرئيسية لمستقبل دولة الإمارات.. هدفنا بناء أفضل منصة ابتكار في العالم”
وأكد على أن المتحف سيكون حاضن للأفكار المستقبلية التي تعمل على تطوير المستقبل، ويعتبر المتحف واجهة للابتكار، ومنفذ للمخترعين والمبتكرين، وتابع في إصرار وعزم ” نحن نفكر بطريقة مختلفة.. الكثيرون يتنبأون بالمستقبل.. نحن نصنعه”.
بتلك الكلمات وضع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حجر الأساس المعرفي لمتحف المستقبل، لتبدأ الخطوات العملية لتنفيذ رؤيته الرائدة بصناعة مستقبل أفضل، عبر إنشاء متحف المستقبل ليكون أفضل بيئة للابتكار على مستوى العالم.
المحطة الثالثة” إنشاء قانونًا للمتحف”
قرر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إصدار قانونًا للمتحف، باعتباره حاكم إمارة دبي، لتعزيز مسيرة الابتكار، والتطور البيئي، ونص قانون إنشاء متحف المستقبل على إنشاء مؤسسة وقف بحثي تعنى بالإشراف على المتحف تسمى “مؤسسة دبي لمتحف المستقبل”، الذي تم تغيير اسمها لاحقا إلى “مؤسسة دبي للمستقبل”.
وفي عام 2016 خرج الشيخ محمد ليعلن عن ” إطلاق “مؤسسة دبي للمستقبل” كمؤسسة وقف بحثي مستقلة واعتمد “أجندة المستقبل” كاستراتيجية تعمل المؤسسة من خلالها وبالتعاون مع جميع الجهات الحكومية والخاصة في استشراف وصناعة مستقبل القطاعات الاستراتيجية على المدى المتوسط والبعيد”.
المحطة الرابعة “اكتمال البنية الهيكلية للمتحف”
وبالفعل تم الإعلان من قبل مؤسسة دبي للمستقبل عن وضع القطعة الأخيرة من البنية الهيكلية للمتحف، في عام 2018، والذي يمثل أيقونة للمستقبل ومنصات لعرض التجارب والعلوم والتكنولوجيا، ويعد وجهة عالمية لتطوير الأفكار الخلاقة والفازة.
ومع اكتمال البنية الهيكلية للمتحف الذي صمم مبناه المهندس، شون كيلا، بدأت تظهر ملامح تحفة معمارية ومعجزة هندسية، تمتد على مساحة 30 ألف متر مربع وبارتفاع 77 متراً، ويتألف من 7 طوابق، ويتميز بعدم وجود أعمدة داخلية، مما يجعل من تصميمه الهندسي علامةً فارقةً في مجال الهندسة العمرانية.
رسائل ملهمة:
ومع اكتمال الواجهة الخارجية للمتحف في 3 أكتوبر 2020، اكتملت 3 جمل تزين واجهته هي عبارة عن اقتباسات من أقوال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تحمل رسائل ملهمة حول فلسفة المتحف وأهدافه، هي: “لن نعيش مئات السنين، ولكن يمكن أن نبدع شيئاً يستمر لمئات السنين”، و”المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيله وتصميمه وتنفيذه.. المستقبل لا ينتظر.. المستقبل يمكن تصميمه وبناؤه اليوم”، و”سر تجدد الحياة وتطور الحضارة وتقدم البشرية يكمن في كلمة واحدة هي الابتكار. ”
اقرأ أيضًا: اعرف تاريخك| آثار يونانية تزخر بها المحافظات المصرية