كلام رجالة

يحيى حقي.. قنديل المعرفة

يحيى حقي الكاتب الإنسان الذي تميز بطيبة قلبه وهدوئه وصدقه، هو ذلك الرجل الذي لم يعرف طوال حياته التشدق بالكلام، ووجد معنى الإنسانية في حياة البسطاء، وألقى عليهم الضوء في معظم كتاباته وروايته مثل”البوسطجي، وأم هاشم” وغيرهم الكثير.

من خلال منصة كلمتنا نتعرف على مشوار يحيى حقي

قنديل أم هاشم

تعد رواية قنديل أم هاشم من أبرز أعمال يحيى حقي، فهي لم تكن مجرد رواية تناقش حياة البسطاء في المجتمع المصري في ذلك الوقت، فاستطاع حقي في قنديل أم هاشم الجمع بين الحضارة العربية والغربية، عن طريق البطل الذي أنهى دراسته الثانوية ليلتحق بالجامعة لدراسة الطب في أوروبا ليرجع رافضا ما كان يمارس في الطب من خزعبلات ووصفات طبية خاطئة كاستخدام زيت القنديل لعلاج العيون، الذي كان شائعا في المجتمعات الشعبية التي خرج منها حقي.

أهم ملمح في حياة يحيى حقي

كان يتميز حقي بالزهد والبساطة طوال حياته الذي عاشها في بدايته في حارة باب الميضة وراء مقام السيدة زينب، الذي تركت أثرا كبيرا في نفسه وتشكيل شخصيته، كما أنه نشأ وسط أسرة مثقفة جدا وكانت والدته مصدر إلهام له في كل فترات حياته فدائما كان يقول عنها “في حياتي لم أسعى للنجاح إلا لكي أرضي أمي”.

ليتدرج بعد ذلك في المراحل التعليمية ويلتحق بالحقوق العليا التي كانت تمثل في ذلك الوقت قمة التعليم العالي، ثم يشتغل بالمحاماة في بداية الأمر في القاهرة ومنها إلى البحيرة ثم إلي أقاصي الصعيد، ليتم تعيينه بعدها في وزارة الخارجية ويتنقل بين عدة بلدان مثل فرنسا الذي لامس فيها كل مقومات المدينة الحديثة كالعمارة والمسرح والكثير من الفنون الذي كان يتقنها الكاتب مثل إبداعاته في كتابة القصص القصيرة.

حارث الأرض في القصة القصيرة

استطاع حقي أن يصنع من القصة القصيرة حالة، فجعل منها حالة فنية خاصة تتشابه في مقوماتها مع الرواية المصغرة، فذلك الرجل حارث الأرض في القصة القصيرة مثل”أم العواجز، عنتر وجوليت، ماء وطين” ولولا هذا الحرث ما ظهر كتاب كثيرين مهد لهم حقي الطريق مثل يوسف إدريس ليسلم من بعده الطريق لكتاب آخرين على شاكلة محمد مستجاب وبهاء طاهر، كل هولاء نبتة خرجت من رحم الكاتب الإنسان يحيى حقي الذي لم يعلن نفسه طوال حياته كمنافس لأحد بالرغم من إبداعاته اللانهائية.

يحيى حقي أنشودة البساطة

“مازلت إلى اليوم أعيش مع الست “ما شاء الله” بائعة الطعمية والأسطى حسن حلاق الحي وبائع الدوقة ومع دموع الشحاتين والدروايش الملتفين حول مقام الست”.

على الرغم من المكانة التي وصل إليها يحيى حقي، لكنه كان مثالا للبساطة خلال حياته فهو الذي احتل مكانة أدبية خاصة وفريدة من خلال أعماله العظيمة مثل”البوسطجي وسارق الكحل وفي محراب الفن وناس في الظل وأنشودة البساطة.

الجوائز التي حصل عليها

1. حصل على جائزة الدولة التقديرية في الأداب عام 1969.

2. منحته الحكومة الفرنسية وسام الفارس من الطبقة الأولى عام 1983.

3. منحته جامعة المنيا الدكتوراة الفخرية عام 1990.

توفي يحيى حقي في 9 ديسمبر 1992 عن عمر يناهز 87 عاما ليترك لنا حصيلة فنية وأجيالا متعاقبة من الفكر التنويري المثقف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى