كيف كانت “العروبة” سلاحًا مدمرًا في حرب العاشر من رمضان؟
أسماء هنداوي:
ما أن يأتي يوم العاشر من رمضان حتى تأتي معه أفضل الذكريات وهي ذكرى انتصار حرب أكتوبر 1973 التي وافقت يوم العاشر من رمضان، تلك الحرب المليئة بالبطولات في تاريخ العسكرية المصرية والتي كانت حدثًا مهمًا لفت انتباه العالم كله وجعله يعيد ترتيب حساباته، ودائمًا ما كان شهر رمضان شهر أعظم الانتصارات في التاريخ.
وكان عنصر المفاجأة هو شعار الجيش المصري والسبب في الانتصار عندما بدأت الحرب في الثانية ظهرًا ذلك الوقت الذي لا يستطيع أي عدو توقعه خاصة أنه كان في شهر رمضان والصيام في ذلك اليوم، واستخدمت مصر في تلك الحرب العديد من الأسلحة الجديدة، ووقتها ظهر قوة التضامن العربي لتُفتح صفحة مشرقة في تاريخ الأمة العربية.
العروبة والانتصار
لم تقف الدول العربية مكتوفة الأيدي أثناء الحرب مع العدو، ولكن اتخذت الدول العربية المصدرة للنفط قرارًا شجاعًا وخطيرًا ومنعت تصدير النفط للدول الداعمة لإسرائيل وتخفيض التصدير لدول أخرى لدفع الغرب إلى تغيير موقفهم وبالفعل تسبب في وقوف الكثير من الدول الغربية ضد الدعم الذي كان يتم تقديمه للعدو الإسرائيلي.
ليصبح بذلك استخدام النفط كسلاح فعال لأول مرة في تاريخ الحروب ويجبر العدو على وقف إطلاق النار وفتح مجالًا للتفاوض واستعادة الأراضي العربية المحتلة، وكذلك أظهرت الحرب التكاتف العربي، وأصبح العاشر من رمضان الحرب التي وحدت العروبة.
وبالرغم من عدم معرفة القادة العرب بموعد الحرب ولكن ما أن بدأت حتى قرروا مساندتهم وفعل كل شيء يستطيعوا فعله لصنع أهم نصر عربي في التاريخ لتحظى مصر بدعم عربي كبير، وتلقت دعمًا عسكريًا وتمويلًا جيدًا.
ومن أبرز الدول التي ساعدت مصر وقتها هم:
السعودية: والتي أنشأت جسر جوي لإرسال 20 ألف جندي إلى الجبهة السورية، وحظرت تصدير النفط للدول الداعمة لإسرائيل.
الجزائر: والتي ساهم رئيسها هواري بومدين بشكل كبير بمد الجيش المصري أسلحة وطائرات بعد شراءها من الاتحاد السوفييتي وإرسالها إلى مصر.
الإمارات: والتي قامت بدورها في قطع النفط عن إسرائيل والدول الداعمة لها مما شكل ضغط كبير عليهم.
العراق: والتي أرسلت سربان من طائرات “هوكر هنتر” بالإضافة إلى مساعدة مصر عن طريق القوات الجوية.
سوريا: والتي قصفت مواقع الجيش الإسرائيلي بهضبة الجولان يوم 6 أكتوبر، كما أنها أرسلت إلي مصر فرقتين مدرعة و3 ألوية مشاة وعدة أسراب من الطائرات، وشنت هجومًا متزامنًا مع مصر على العدو في سيناء وجولان.
الكويت: قامت بإرسال 5 طائرات “هوكر هنتر” إلى مصر، بالإضافة إلى إرسال طائرتي من طراز سي 130 هيركوليز لحمل الذخيرة.
الأردن: وشاركت بإرسال ألوية مدرعة، كما شاركت الأردن في خداع المخابرات الإسرائيلية من خلال رفع استعداد القوات الأردنية إلى الحالة القصوى يوم 6 أكتوبر 1973، ذلك الأمر الذي أثار قلق إسرائيل ودفعها إلى إبقاء جزء من جيشها في إسرائيل للتصدي لأي هجوم محتمل.
السودان: والتي كانت من أوائل الدول التي أعلنت دعمها الكامل لمصر ونظمت مؤتمر الخرطوم والذي تم من خلاله الإعلام عن ثلاثية “لا” وهي لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض، وأرسلت السودان فرقة مشاه علي الجبهة المصرية.
المغرب: والتي أرسلت لواء مشاة إلى الجبهة السورية، وتم وضع اللواء المغربي في الجولان، كما أرسلت طائرات حربية ودبابات.