أبطال لا يعرفون اليأس.. مصريون تحدوا العالم في البارالمبية
همسة السيد:
تعد دورة الألعاب البارالمبية هي ثاني أكبر حدث رياضي بعد الأولمبياد من حيث المشاركة، وهي منافسات بين اللاعبين ذوي الاحتياجات الخاصة.
وتقام للبارلمبياد دورتين، واحدة صيفية وأخرى شتوية، وتكون مباشرة عقب دورة الألعاب الأولمبية بمشاركة رياضات مختلفة لإعاقات بدرجات متفاوتة.
بداية الانطلاقة:
جاءت 1948 في تجمع لقدامى محاربي الحرب العالمية الثانية، كان المسؤول عن تنظيمها الطبيب الألماني لوديج جتمان، لمصابي الحبل الشوكي، وسميت باسم دورة الألعاب الألومبية لأصحاب الكراسي المتحركة.
ولم تكن المرة الأولى التى يشارك فيها أصحاب القدرات الخاصة في الأولمبياد، لذلك اعتبرها جتمان دعوة لأحقية أصحاب القدرات الخاصة في إنشاء بطولة لهم.
وبالفعل أُقيم في 1952 الدورة الثانية بالمشاركة بين فريقين هولندا إلى جانب البريطانين، وسميت وقتها ب “دورة ألعاب ستوك مانديفل” نسبة لأسم المستشفي البريطاني التى يعالج فيها جتمان مرضاه.
اللجنة البارلمبية الدولية:
تم تأسيس اللجنة في 22 سبتمبر 1989، في دوسلدورف الألمانية، كمنظمة عالمية غير ربحية مسئولة عن تنظيم البارالمبياد، وتنظيم رياضات ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام، وتتألف من 20 رياضة بارالمبية معتمدة ضمن 21 فئة طبية و471 مسابقة رياضية، وتوجد لجنة خاصة في كل دولة.
أنواع الرياضات اللميبارالية:
تنقسم الرياضات البارلمبية لقسمين (جماعية – فردية) مثلها مثل الرياضات الأولمبية، ويمكن لأي لاعب المشاركة في أي رياضة حسب حجم إصابته، ويتم تقسيم كل لعبة لفئات كما ذكر في السابق، وذلك تسهيلا على كل لاعب ليشارك مع آخرين قدراتهم تتناسب مع قدراته وإمكانياته.
المصريون في البارالمبياد:
شارك الرياضين المصريين في دورة الألعاب البارالمبية منذ عام 1976، والتي احتتضنتها مدينة تورنتو بكندا، ومن يومها وهم يشاركون في كل نسخة من دورة الألعاب الصيفية وحتى يومنا هذا، ولكن لا تشارك في الدورة الشتوية.
رصيد مصر من الميداليات البارالمبية 165 ميدالية، 46 ذهب، 59 فضة، و60 ميدالية برونزية، ولعل أكثر الرياضات المصرية حاصدة للميداليات هي ألعاب القوى ورفع الأثقال.
حقق اللاعبون المصريون 15 ميدالية متنوعة (4 ذهب – 4 فضة – 7 برونز)، في المرتبة 28 عالميا، والثالثة عربيا بعد تونس والجزائر على الترتيب.
أساطير مصرية في الألعاب البارالمبية:
1- ابراهيم حماتو “تنس الطاولة”
لاعب مصري فقد ذراعيه في حادث وهو في العاشرة من عمره، ولم تمنعه الإصابة من ممارسة الرياضة التي يحبها، ألا وهي تنس الطاولة.
بعد الحادث بثلاث أعوام حاول ممارسة اللعبة، في البداية استخدم المضرب بين ذراعه وجسده، ولم تفلح المحاولة، فحاول إمساك المضرب بفمه، وها هو يجول العالم كله ممثلا لبلده وهو مدعاة لفخر كل من ينتمي لها.
2– سامح عيد”تنس الطاولة”
يمارس تنس الطاولة على كرسي متحرك، ومن أبرز إنجازاته هو تحقيق ميدالية برونزية في منافسات البارالمبياد عام 2012 بلندن.
كما تأهل لبارالمبياد 2016 بريو بعد حصوله على الميدالية الذهبية في بطولة إفريقيا التى أقيمت بمدينة أغادير بدولة المغرب.
3- فاطمة عمر (رفع الأثقال)
واحدة من أبرز الأساطير الرياضية، استطاعت أن تشارك في 4 دورات بارالمبية متتالية، وتحقيق الميدالية الذهبية في كل المشاركات منذ دورة سيدني 2000، ثم أثينا 2004، ثم بكين 2008 وانتهاء بلندن 2012، كما نجحت في التأهل لبارالمبياد 2016، وذلك بعد تحقيقها الميدالية الذهبية وزن تحت ٦١ كجم في بطولة ماليزيا الدولية المفتوحة.
4_ شريف عثمان (رفع أثقال)
جاءت أهم انجازاته، ذهبية أولمبياد بكين 2008، ولندن 2012، و صاحب الرقم القياسي العالمي والأولمبي في رفع الأثقال، وحقق رقما عالميا جديدا برفع 210.5 كجم في بطولة كأس العالم بدبي 2016، محطما رقمه القياسي السابق 210 كجم.
أصل التسمية:
كلمة بارالمبياد في الأصل مشتقة من كلمتين ”paraplegic” والتي تعني مشلول، لأن في البداية كان المشاركون في المسابقة فقط هم أصحاب تضرر الحبل الشوكي، مع كلمة “olympic”.
ولكن بعد انضمام فئات مختلفة من الإصابات، أصبح المسمى ليس له معنى، إذ يتم التعريف بالاسم على أنه مشتق من حرف جر يوناني ”pará” والذي يعني بجانب، أي بجانب الأولمبياد، باعتبارها بطولة موازية، وكان أول استخدام رسمي لهذا المسمى في بطولة 1988 بسيول.