الأرشيف والمكتبة الوطنية يختتم برنامجه الحافل في القاهرة الدولي للكتاب بنجاح باهر
اختتم الأرشيف والمكتبة الوطنية مشاركته الحافلة بالفعاليات والمبادرات في النسخة الـ 55 من معرض القاهرة الدولي للكتاب بنجاح، في الفترة من 24 يناير ولغاية 6 فبراير 2024 وقد تنوعت الفعاليات الثقافية التي أثرى بها المعرض، واستطاع أن يصل من خلالها إلى الآلاف من رواد المعرض والمشاركين فيه.
وأول رسالة من منصة الأرشيف والمكتبة الوطنية إلى زوار المعرض تمثلت بإطلاعهم على الهوية المؤسسية الجديدة للأرشيف والمكتبة الوطنية؛ حيث عرضت على الشاشات الموزعة في المنصة، وعلى جدرانها الرسالة والرؤية، والشعار الجديد للمرحلة المقبلة، كما أن المنصة عرضت لزوار المعرض والمشاركين فيه أهم وأبرز إصدارات الأرشيف والمكتبة الوطنية التي توثق صفحات مهمة من تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وتراثها.
هذا وجعل الأرشيف والمكتبة الوطنية خلال مشاركته بالمعرض مساحة للفعاليات الثقافية التي تخصّ المكتبات الوطنية؛ استكمالاً لجهوده في إنشاء المكتبة الوطنية، وتوضيحاً للدور الثقافي المنشود منها، وحرصاً منه على أن يتكامل الدور الذي يؤديه الأرشيف الوطني مع المكتبة الوطنية، وتضافر الجهود للنهوض بهما وتقدمهما معاً؛ فبدأ برنامجه الثقافي بندوة عن دور المكتبات الوطنية في حفظ تراث الأمم، سلّط فيها سعادة عبد الله ماجد آل علي المدير العام الأضواء على جهود الأرشيف والمكتبة الوطنية في حفظ تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة المجيد وتراثها العريق، وأكد أن الاهتمام بالتراث ليس حديثاً، وإنما يعود إلى رؤى مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة وباني نهضتها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- طيب الله ثراه- الذي اهتمّ بالتراث انطلاقاً من إدراكه لأهمية العودة إلى الجذور التي تؤكد أصالة الإنسان، وتصوغ مشاعره ووجدانه، وتكوّن شخصيته، وتحمي حاضره وتأخذه إلى مستقبل آمن.
ونظم الأرشيف والمكتبة الوطنية في منصته ندوة متخصصة بعنوان: “أهمية الموروث الشعبي في توثيق حركة المجتمع”، وذلك بهدف تسليط الضوء على الموروث الشعبي كهمزة وصل بين الأجيال، وكجزء مهم من ثقافة الشعوب يستوعب تقاليدها وقيمها الأصيلة، ودور المؤسسات في الحفاظ على الموروث في ظل الفضاءات المفتوحة وقنوات التواصل التي تتطور بشكل متسارع، وقد أثراها سعادة عبد الله ماجد آل علي المدير العام بحديثه عن دور الأرشيف والمكتبة الوطنية في حفظ التراث الوثائقي داخل الدولة؛ مشيراً إلى ما يمثله التراث بأشكاله المروية والمكتوبة في هوية الشعوب.
ونظم الأرشيف والمكتبة الوطنية أيضاً محاضرة بعنوان: “المكتبة الوطنية.. رؤى وطموحات” تطرّق فيها إلى رؤى وطموحات المكتبة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومجموعاتها الجديدة، وبنية المعلومات والسياسات واللوائح التي تسهم في تنظيم عمل المكتبات في الدولة، وأبرز طرق وأساليب حفظ الإنتاج المعرفي.
وشارك الأرشيف والمكتبة الوطنية في الندوة المتخصصة والمشتركة بين جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات في دولة الإمارات العربية المتحدة، والجمعية المصرية للمكتبات والمعلومات التي تم تنظيمها تحت عنوان: “جمعيات المكتبات والمعلومات وتعزيز السياسات الوطنية المعلوماتية والثقافية”، وأكد الأرشيف والمكتبة الوطنية فيها أن لجمعيات المكتبات وللمكتبات الوطنية دور بارز في قيادة السياسات الثقافية الوطنية، وتعزيز السياسة الوطنية على الصعيد الثقافي؛ فهي ترعى جوائز عديدة، وتسهم في وضع السياسات والأطر التي تدعم أمناء المكتبات وأفضل الممارسات في المكتبات العامة.
ونظم الأرشيف والمكتبة الوطنية في منصته أيضاً ندوة بعنوان: “العلاقات التاريخية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية”، أكد فيها أن هذه العلاقات قديمة جداً، وقد أرسى دعائمها المؤسس والباني المغفور له -بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إيماناً منه بمكانة مصر ودورها المحوري.
وعلى هامش المعرض نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية لقاءً إعلامياً؛ حيث أطلع الإعلاميين على الهوية المؤسسية الجديدة، وأبرز مشاريع الأرشيف والمكتبة الوطنية ومبادراته، وعلى جهوده على طريق إنشاء المكتبة الوطنية وأهدافها في حفظ التراث الثقافي للدولة، وعلى مشروع موسوعة تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، ومجلة المقطع الفصلية التي صدرت حديثاً عن الأرشيف والمكتبة الوطنية، ودعا الإعلاميين ليكونوا شركاء في عملية التطوير التي يشهدها الأرشيف والمكتبة الوطنية في المرحلة المقبلة.
واستقبل الأرشيف والمكتبة الوطنية في منصته عدداً من كبار المسؤولين، والشخصيات الثقافية، وفي مقدمتهم معالي الدكتور مصطفى مدبولي رئيس وزراء مصر، وسعادة مريم الكعبي سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة في جمهورية مصر العربية، وعدداً من كبار الكتّاب والإعلاميين.
وبالإضافة إلى ذلك فقد حفلت أيام المعرض باللقاءات الودية والرسمية مع المؤسسات الثقافية المصرية بهدف تعزيز التعاون البناء والمثمر، وشهدت منصة الأرشيف والمكتبة الوطنية مسابقات ثقافية تفاعل معها جمهور المعرض.
واختتم مشاركته في القاهرة الدولي للكتاب 2024 بمبادرته الثقافية “خير جليس” والتي تمثلت بإهداء مئات الكتب من إصداراته القيّمة إلى المكتبات المصرية العامة، وجاءت هذه المبادرة الثقافية تأكيداً على عمق العلاقات الثقافية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية الشقيقتين، وإيماناً من الأرشيف والمكتبة الوطنية بأن إصداراته تقدم للقارئ تجربة وطنية رائدة في الوحدة والبناء والازدهار.
هذا وقد بدأ الأرشيف والمكتبة الوطنية استعداداته للمشاركة في النسخة 33 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب2024، والذي ستكون فيه جمهورية مصر العربية ضيف الشرف، وسيكون الأديب المصري الكبير نجيب محفوظ الشخصية المحورية للمعرض، ويحرص الأرشيف والمكتبة الوطنية على المشاركة في “أبوظبي الدولي للكتاب” ليُطلع جمهور المعرض على أحدث إصداراته، وعلى الخدمات الجليلة التي يقدمها للباحثين والأكاديميين والمهتمين بتاريخ دولة الإمارات وتراثها، ويجعلهم الأقرب إلى ذاكرة الوطن.