خروجتنا

«الحطيب».. القرية التي لا تمطر فيها السماء

في كثير من الأيام يجول بخاطرنا بعض التخيلات التي تجعلنا نحلق عالياً فوق السماء لنداعب السحب، لكن عندما يتحول الأمر إلى حقيقة، لسكان قرية الحطيب وتطل شرفة منزلهم على منظر السحب كل يوم ويشاهدوا الأمطار في فصل الشتاء وهي تهطل من أسفل قريتهم، فعند مشاهدتك لصور القرية تعتقد من الوهلة الأولى أنك في فيلم رسوم متحركة.

من خلال منصة كلمتنا نتعرف أكثر على قرية الحطيب.

السر في بناء القرية فوق السحاب

تم بناء القرية سنة 439 هجرية وبناها ” آل صلحي” ، وكان ذلك بهدف حماية أهل القرية من الحيوانات المفترسة شديدة الخطورة، ومن هجمات السرقة المتكررة، لذلك لجأوا للهروب لأبعد مكان، ليكون مكانهم في أعالي الجبال، وفوق السحاب.

سكان أهل الحطيب

تسكن القرية طائفة “البهرة” الذين عاشوا في مصر أيام الدولة الفاطمية، وبعد انتهاء العصر الفاطمي، هاجروا إلى الهند ومنها إلى اليمن، والبهرة في اللغة الهندية تعني “التاجر” وسمي أهل القرية بهذا الاسم لانشغالهم بأمور التجارة.

عادات البهرة الغريبة

لا يقوموا بعرض أو إذاعة تعاليمهم الدينية، حتى على أهل القرية إلا عندما يبلغ الإنسان سن ال25 عاماً
بالرغم من روعة المكان واعتباره مكانًا جاذبًا للسياحة، إلا أنه ممنوع على السياح المبيت هناك، حيث لا يفضل سكان الحطيب وجود أغراب بينهم، كما أنهم لا يفضلون اللون الأسود في ملابسهم ويرتبط عندهم اللون الأسود بالكآبة والتشاؤم.

النساء في قرية الحطيب

يتميز النساء في قرية الحطيب بملابس خاصة بهم، فهم يرتدون زي مكون من قطعتين ومغطى بخمار ودائماً تكون ألوان ملابسهم تميل إلى الألوان الفاتحة، كما أنه من عاداتهم الأخرى أنه لا يسمح للفتيات بتغطية وجوههم، لكن يسمح للمتزوجات فقط بارتداء النقاب لتغطية الوجه.

أهم المهن في قرية الحطيب

اشتهر أهل قرية الحطيب بزراعة البن، فقد تميز أهلها بزراعة أجود أنواع البن، فيتم زراعة البن في الوديان داخل القرية بطريقة مميزة مما أدى في النهاية إلى وصول القرية لأعلى مكانة في إنتاج البن.

موقع قرية الحطيب

تقع قرية الحطيب في منطقة حراز بصنعاء التابعة لمديرية مناخة باليمن، ويبلغ عدد سكان القرية حوالي 440 نسمة، وتتميز الحطيب بأنها منطقة جبلية تتكون من عدة قرى وتتميز هذه القرى بالجمع بين الطابع المعماري القديم ودمجه بالحديث، أي الجمع بين سمات الريف والحضر، ويعتبر مكان الحطيب استراتيجي وذلك من أيام المملكة الحميرية التي كانت تسكن هذه المناطق.

المملكة الحميرية

هي مملكة قديمة نشأت قبل دخول الإسلام في القرن الثاني ق. م واستطاعت هذه المملكة أن تقضي على ممالك اليمن القديمة، كما كانت تعرف أيضا باسم مملكة سبأ.

يرجع أصل الحميريون إلى قبائل تدين بالديانة اليهودية، وكان معظم اقتصادها قائم على الزراعة والتجارة كالبخور واللبان والصمغ، والحميريون أول من عرفوا التحضر بين أقرانهم العرب، لذلك كان يطلق عليهم بلاد اليمن السعيد، ويذكر أن معظم سكانهم كانوا مؤمنين بالعبادة الفلكية الثالوثية، أي عبادة الشمس والقمر ونجم الزهرة.

الآثار في دولة حمير

تحتوي دولة حمير على بعض القصور التي تتميز بالفخامة ومن أهم هذه القصور، قصور الملكة بلقيس ومن أشهر هذه القصور “سلحين، غمدان، بينون”، كما يوجد للملكة عرش مصنوع من الذهب ورجله مصنوعة من اللؤلؤ والمجوهرات، أيضا من العجائب التي كانت موجودة في ذلك الوقت “سد مأرب”، الذي يعد من الآثار التي شيدها شعب سبأ.

اقرأ أيضا: «فلسطين».. زهرة المدائن وأرض الصمود

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى