بالصور.. دار الكتب والوثائق القومية تحتفل باليوم العالمي للتراث
تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، احتفلت دار الكتب والوثائق القومية، برئاسة الدكتور أسامة طلعت، باليوم العالمي للتراث، شمل الاحتفال ندوة بعنوان “جهود الدولة في حفظ ونشر التراث القومي: دار الكتب والوثائق القومية – نظرة مستقبلية”، حاضر فيها كل من: الأستاذ الدكتور أسامة طلعت، الدكتورة نهلة إمام -مستشارة وزيرة الثقافة لشئون التراث اللامادي، وندا محمد عبد الرحمن -باحثة دكتوراة بمركز ترميم دار الوثائق، ونورا عبد العظيم -باحثة بمركز تحقيق التراث، وأدارت الندوة، مروة الشريف -مديرة النشر في دار الكتب والوثائق القومية.
في البداية أشارت مروة الشريف إلى دور دار الكتب والوثائق القومية في تعزيز وصون التراث العالمي والحفاظ على الهوية الثقافية.
ومن جانبه تحدث الأستاذ الدكتور أسامة طلعت، رئيس دار الكتب والوثائق القومية، مرحبا بالحضور ومشيدا بالدور الكبير الذي قامت به وزارة الثقافة بمساهمة الدكتورة نهلة إمام وفريق عمل متفاني في إعداد وتسجيل 8 ملفات في اليونسكو حول تراث مصر، مؤكدا أن مصر هى بلد التراث التي بدأ تاريخها المكتوب سنة 3200 قبل الميلاد.
أنتج هذا التاريخ منتجات مادية أصبحت آثارا مع الوقت أبهرت العالم بأسره وهذا هو الجانب المادي من التراث. ومن بين هذا التراث آثار مسار العائلة المقدسة الذي أحيته مصر مؤخرا. والمسار يشهد آثار رحلة السيد المسيح وأمه السيدة مريم العذراء ويوسف النجار إلى مصر حيث دخلوا إلى العريش في يوم 1 يونيو وساروا على مدار ثلاث سنوات ونصف مرورا بموقع القاهرة القديمة، وكفر الشيخ، والمنيا حتى دير المحرق في أسيوط ودير درنكةثم العودة والذي أصبح تاريخ الاحتفال بمسار العائلة المقدسة. ويضم المسار 25 نقطة اعتمدها قداسة البابا شنوده الثالث وتم تسجيلها بالفاتيكان.
وتوازى الجزء المادي من هذا المسار المقدس مع الجزء اللامادي الذي قامت وزارة الثقافة بتسجيله هو الآخر في اليونسكو. وبهذا يكتمل الإنجاز القومي بالكامل بشقيها المادي واللامادي.
وتملك دار الكتب والوثائق القومية، وثائق يعود أقدمها إلى العصر الفاطمي. وهى وثيقة يبيع فيها الخليفة الفاطمي الفائزي الصالحي أرض وعقارات لوزيره الصالح طلائع ابن زريك في عام 553 هجريا.
وفي دار الكتب والوثائق القومية مركزين للترميم من أكبر المراكز في الشرق الأوسط يقوم أحدهما بالعناية بترميم الوثائق ويقوم الآخر بالعناية بترميم المخطوطات والكتب.
وبعد كلمة الدكتور أسامة تم عرض فيلم وثائقي قصير من إعداد دار الكتب والوثائق حول تاريخ دار الكتب منذ إنشائها في عهد الخديو إسماعيل حتى اليوم، ودورها في حفظ كنوز التراث المادي من مخطوطات في شتى مجالات المعرفة من مختلف الفترات الزمنية يصل عددها إلى 60 ألف مجلد، بالإضافة إلى المسكوكات والخرائط والبرديات، والدوريات وأوائل المطبوعات.
وتحدثت د. نهلة إمام عن أهمية التراث وحفظه بالإضافة إلى رفع الوعي الشعبي بأهميته. اختارت اليونسكو يوم 18 إبريل للاحتفال بالتراث الثقافي المادي، خاصة في ظل تحديات العصر التي جعلت صون التراث قبض على الجمر.
وتنبع أهمية التراث من بصمات البشر ولذلك تساهم دراسته في فهم الشعوب ودراسة التاريخ. كما أن فهم معتقدات الناس وتراثهم تساهم في وضع خطط تنموية ملائمة للسياق الاجتماعي والثقافي.
هذا العام وقعت ليبيا والمملكة المتحدة على اتفاقية اليونسكو لصون التراث اللامادي والذي يشمل الممارسات والأفكار والفنون. وأحدث ملف قمنا بتسجيله كان النقش على المعادن، بينما كان التحطيب أول الملفات المسجلة ووصلنا الآن إلى 8 ملفات مسجلة ومن بينها الحكايات الشعبية التي ارتبطت بمسار العائلة المقدسة.
ودعت الدكتورة نهلة إمام دار الكتب والوثائق القومية لتوثيق التراث الاجتماعي الذي يشمل قوائم المنقولات، والطرق التقليدية للطهى والخطابات الشخصية. ونسعى الآن لتسجيل السمسمية، والسعفيات والخوص، والكشري الذي أودعنا ملفه في اليونسكو وسيتم تحكيمه في عام 2025.
وتحدثت الدكتورة نورا عبد العظيم، باحثة في مركز تحقيق التراث، عن دور المركز في حفظ وتحقيق ونشر التراث المخطوط الموروث من السلف.
واستعرضت د.نورا عددا من أبرز إصدارات المركز في تحقيق التراث العلمي والأدبي والطبي والفني ومن بينها: شفاء الأسقام، ومعجم المصطلحات بالإضافة إلى مجلة تراثيات وهى مجلة علمية محكمة برئاسة تحرير د.إبراهيم الهدهد، وسلسلة تراثنا العلمي.
كما يقيم المركز موسما ثقافيا سنويا حول حفظ وتحقيق التراث بالإضافة إلى المؤتمر السنوي لمركز تحقيق التراث والذي تم إقامة ثلاث دورات منه وفي طور الإعداد للدورة الرابعة.
و تحدثت ندى عبد الرحمن باحثة بمركز ترميم دار الوثائق، حول دور دار الوثائق في معالجة وصيانة الوثائق. وأشارت إلى أن لائحة المحفوظات الحكومية تلزم الجهات الرسمية بإيداع محفوظاتها لدى دار الوثائق القومية التي تخضع تلك المحفوظات للفهرسة والتصنيف، كما تتم ترجمة الوثائق المكتوبة باللغات الأجنبية.
واستعرضت رحلة الوثيقة من أول دخولها إلى قسم التسجيل ثم معمل الميكروبيولوجي، والمعالجة الكيميائية ثم قسم التصحيح الآلى الذي يدعم الوثائق المتهالكة بالطرق الملائمة ثم قسم الترميم اليدوي، كما يوجد قسم الرق الذي يتم فيه ترميم حجج الأمراء والسلاطين المكتوبة على الرق. ويتم اختتام الرحلة في قسم التجليد وقسم الضبط البيئي، ويقوم قسم الميكروفيلم بتصوير الوثائق لإتاحة نسخ منها لاحقا.
وقد نظمت الدار معرضًا لمستنسخات من لوحات ومخطوطات من مقتنيات الدار، بالإضافة إلى طرح عدد من الإصدارات التراثية بخصم 30% من اليوم الخميس حتى يوم الاثنين القادم.