شاعر وأغنية| أغنية أدت لصراع بين عبد الحليم حافظ وأمير سعودي.. هكذا انتهت القصة!
يستوحي الشعراء أغانيهم وقصائدهم من المواقف والأحداث التي مرت بهم وتأثروا بها، وقد تجد حكاية مثيرة وراء قصيدة أو أغنية كتبها شاعر قد لا تتخيل أنها حدثت، والأغرب من ذلك أن هناك أغاني لم تظهر للنور وتعرف طريقها للجمهور والأضواء إلا بعد وفاة صاحبه، ومن هذه الأغنيات “حبيبتي من تكون” للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ التي ظهرت بعد وفاة العندليب بعدة سنوات، وهي من كلمات الأمير السعودي خالد بن سعود وألحان الموسيقار بليغ حمدي، وتم طرحها على أسطوانات “صوت الفن” في 30 مارس عام 1981م.
وقصة هذه الأغنية بدأت عندما عرض الأمير خالد على العندليب الأسمر كتابا شعريا من مؤلفاته، وطلب منه أن يختار قصيدة لغنائها، وجذبت قصيدة “من تكون” اهتمام حليم، وطلب منه أن يأخذها ليغنيها مع إجراء بعض التغييرات في الكلمات والعنوان، فوافق الأمير السعودي مبدئيا على ذلك.
وكلف العندليب صديقه الملحن بليغ حمدي بتلحينها، وسجلها بصوته مع الفرقة الماسية بقيادة أحمد فؤاد حسن، لكن اختلفت وجهات النظر بينه وبين الأمير خالد حول جهة الإنتاج، واشترط العندليب أن تخرج الأغنية من شركة “صوت الفن” التي كان يديرها مع الموسيقار محمد عبد الوهاب وشريكه المحامي مجدي العمروسي، لكن الأمير خالد لم يرسل التنازل المطلوب، فقرر عبد الحليم عدم إكمال مونتاج الأغنية، مما أدى إلى عدم طبعها على أسطوانات أو أشرطة كاسيت، وعدم إذاعتها عندما كان حليم على قيد الحياة.
وبقيت الأغنية حبيسة الأدراج، وبعد وفاة العندليب بسنوات، سأل المؤلف خالد بن سعود المحامي مجدي العمروسي عن الأغنية وطلب منه إخراجها لتجد النور، فاشترط العمروسي أن تقوم شركة صوت الفن بإنتاجها بحسب رغبة العندليب، ووافق المؤلف على ذلك.
وحين استمع العمروسي للأغنية وجد مقدمتها قصيرة، فطلب من الموسيقار الراحل بليغ حمدي أن يؤلف مقدمة موسيقية طويلة لكي تصلح الأغنية أن تكون قصيدة مستقلة على كاسيت، ثم تم المكساج أو الدمج الصوتي مع عزف الفرقة الماسية الذي أدخل على الأغنية.
وقامت شركة صوت الفن بطبع الأغنية على كاسيت وأنزلتها إلى الأسواق بعد سنوات من رحيل العندليب، وحققت نجاحا جماهيريا كبيرا فاق كل التوقعات، ولا تزال تحقق هذا النجاح.
اقرأ أيضاً: شاعر وأغنية| “زي الهوا”.. نكشف سر الأغنية التي بكى لأجلها عبد الحليم حافظ