الإرادة ودعم الأسرة هما كلمتي السر في قصة مريم محسن، والتي رغم صعوبة بدايتها، إلا أنها تحمل في طياتها الأمل حيث ولدت مريم كفيفة، إلا أنه عند بلوغها العام الثامن من عمرها لاحظ والداها موهبتها الموسيقية فقررا تشجيعها والاهتمام بهذه الموهبة لتشارك بعد فترة في العديد من المسابقات والحفلات الفنية، وتعلمت قراءة النوتة الموسيقية بطريقة برايل.
مريم عازفة بيانو ومتفوقة دراسيا وتتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة، وحصلت على شهادة الثانوية العام بمجموع 97٪، وحصلت على المركز الأول في محافظة بورسعيد، كما كانت من أوائل الجمهورية في الشهادة الثانوية، تدرس مريم بكلية العلوم السياسية والإعلام بالجامعة الامريكية وتعكف على الانتهاء من الدراسات الحرة بكلية التربية الموسيقية بالزمالك،كما التحقت بدراسة البيانو بجامعة ترينتي بلندن وتحب القراءة ومهتمة بالعلوم والتكنولوجيا.
وتحكي مريم أنها في مرحلة الطفولة لم تدرك سبب اختلافها ولا تنس أبدا أنها ظلت لفترة طويلة تسأل ذاتها لماذا ترى الكتب فارغة!!، ولكن بدعم وتشجيع أسرتها بدأت في تعلم القراءة بطريقة برايل، وشجعتها أسرتها على حفظ القرآن الكريم وتنمية موهبتها في مجال الموسيقى، وبالفعل بدأت في تعلم الموسيقى واحترفت البيانو وشاركت في العديد من المسابقات منها كنوز مصرية الخاصة بوزراة الشباب والرياضة وحققت فيها مركز متقدم وأثبتت تفوقها.
وتكمل أنها شاركت كذلك في مسابقة إبداع لوزارة الشباب والرياضة وحصلت على المركز الثاني، وهو ما تعتز به نظراً لوجود المايسترو سليم سحاب والموسيقار هاني شنودة ضمن لجنة التحكيم، ولم تكتف بذلك بل طورت نفسها وشاركت في العديد من المسابقات، ودعمت الموهبة بالدراسة الحرة في كلية التربية بجامعة حلوان.
وعن دراستها بالجامعة والموازنة بينها وبين الموسيقى تقول مريم إن التنظيم هو كلمة السر، فهي قامت بالمشاركة في العديد من الحفلات بدار الأوبرا المصرية وشاركت في مسابقات ومؤتمرات لكن لم يؤثر ذلك على دراستها حيث حصلت على المركز الأول في الشهادات العامة، ورغم صعوبة هذه الفترة إلا أن دعم أسرتها ومساعدتها في تحويل الكتب لطريقة برايل كان سر نجاحها وتفوقها.
وتضيف أن المجتمع يحتاج للنظر بشكل مختلف لذوي الهمم، وشاركت مريم في العديد من المؤتمرات لإيصال هذه الرسالة منهم قادرون باختلاف لعامين متتاليين، وعرضت مريم على الرئيس عبد الفتاح السيسي أن توفر الدولة جميع خدماتها ومستنداتها بطريقة برايل لمساعدة المكفوفين ومنها بطاقة الرقم القومي وجواز السفر، وبالفعل جاءت الاستجابة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة حيث كانت بطاقات التصويت مكتوب بطريقة برايل، فضلا عن أن النقود الورقية البلاستيكية الجديدة بها رموز بطريقة برايل، وتحلم مريم بمزيد من إتاحة الفرص أمام ذوي الهمم لإثبات ذاتهم.
وخلال شهر رمضان قدمت مريم محسن برنامج “هنبتدي منين الحكاية” وهو عملا
إذاعي تم بثه عبر صفحات السوشال ميديا والقناة الرسمية لرابطة مكفوفي مصر وهو عن عالم الموسيقى، وفي كل حلقة قدمت مريم لمستمعيها حكاية عن آلة موسيقية مختلفة.
مريم محسن هي صاحبة أول نوتة موسيقية بطريقة برايل للمكفوفين، ولذلك جاء اختيارها بقائمة Egypt of women ضمن 50 شخصية من أكثر السيدات والفتيات إلهاما لعام 2021م لجهودها في تعليم النوتة الموسيقية بطريقة برايل لفاقدي وضعاف البصر، كما تم اختيارها لتمثل أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة في اليوم العالمي للفتاة.
تعشق مريم موسيقى عمر خيرت، وهي بطلة رياضية في السباحة وحصلت على ميدالية ذهبية في أحد البطولات، وتحلم بأن تصبح مذيعة.
وتعرب في ختام حديثها عن سعادتها بدعم الدولة وتنفيذ وزارة السياحة والآثار مشروع مسار المتحف المصري الذي يعرض لوحات مكتوبة بطريقة برايل بجوار كل المعروضات في المتحف وشرح تفاصيلها.
اقرأ أيضاً: “خلود”.. كيف أبدعت معلمة التربية الفنية في إعادة التدوير وهذه منتجاتها!
