مبنى ضخم على ضفاف نهر النيل بأسيوط يتكون من طابقين وبواجهته المزخرفة الجميلة المنقوشة على الطراز اليوناني القديم جعلته يخطف أنظار كل من يمر بجانبه، إنه قصر ألكسان باشا والذي يُعرف كونه تحفة معمارية يقع في قلب الصعيد بأسيوط.
أَعجب الملك فاروق وقرر بسببه منح صاحبه لقب الباشوية، ولا تختلف قصة تشييد القصر جمالا وإبهارًا عن طرازه المعماري.
جمال تصميمه المعماري
يمتد القصر على ضفاف نهر النيل بأسيوط على مساحة 7000 متر مربع بداخله حديقة خاصة تتميز بأشجار الفاكهة، كما يتكون القصر من طابقين وبدروم، وواجهته عبارة عن رسومات ونقوش مزخرفة بأشكال نصف دائرية على الطراز الإغريقي.
محتويات القصر الداخلية
تحتوي حجرات المعيشة والاستقبال والسفرة على مئات التحف والأنتيكات المعدنية، وبعضها من الذهب والفضة والأحجار الكريمة، ويحتوي القصر على عدة حجرات للنوم وصالة للبلياردو، كما أنه يحتوي على أثاث راقي وأخشاب ثمينة.
مفارقة غريبة
ومن المفارقات العجيبة أن القصر سمي باسم ألكسان على الرغم من أنه لم يقم ببناءه ولكنه كان هدية من والد زوجته بمناسبة زفافهما.
فألكسان أبسخرون هو شاب من أسرة متوسطة من أحد مراكز محافظة أسيوط تخرج من كلية الحقوق وبدأ حياته العملية بالعمل لدى حبيب باشا شنودة أحد أثرياء المحافظة.
قصة حب
نشأت قصة حب بينه وبين ابنة حبيب باشا الذي رفض زواجهما بسبب الفارق الاجتماعي بينهم، لكن ابنته كانت شديدة التعلق بألكسان وأصرت أن تتزوجه ليوافق والدها في النهاية على زواجهما.
هدية الزواج
قرر حبيب باشا بناء قصر ضخم وغير عادي هدية لابنته بمناسبة الزواج واستدعى كبار المهندسين من فرنسا وإيطاليا وإنجلترا لبناء وتصميم القصر ليكون مشابها للقصور الملكية وانتهوا من تشييده عام 1910 بعد 8 سنوات من العمل.
إعجاب الملك
كان عام 1930 بمثابة نقطة تحول في حياة ألكسان، زار الملك فاروق ملك مصر وقتها أسيوط لافتتاح معهد فؤاد الأول وعدد من المشاريع وأثناء مروره في رحلة نيلية شاهد القصر وأبدى إعجابه الشديد بفنه المعماري وسأل عن صاحبه فقالوا له “ألكسان أبسخرون” ليرد الملك فاروق
“لا بل إنه ألكسان باشا” ونزل بعدها الملك فاروق وزوجته الملكة فريدة ضيفين في هذا القصر ليصدر عقب الزيارة مرسوما ملكيا يقرر حصول ألكسان على لقب الباشوية ليصبح بعدها “ألكسان باشا” وتتسع شهرته.
نزع الملكية ومخطط تحويلة لمتحف
وفي عام 2006 أثناء تولي نبيل العزبي منصب محافظ أسيوط تم إنهاء إجراءات نزع ملكية القصر وشرائه من الورثة بتكلفة قدرها 18 مليون جنيه لإنشاء أول متحف قومي بأسيوط وتم تسلم القصر للمحافظة رسميًا، وفي عام 2012 تم تشكيل لجنة مختصة لدراسة عملية ترميم القصر تمهيدًا لجمع كل المقتنيات الأثرية الخاصة بالمحافظة ووضعها داخل القصر.
اقرأ أيضًا: من ملفات التاريخ| اكتشف سر بيت الرعب والغرفة الوردية في قصر البارون.. تفاصيل مبهرة