أكتوبر 73.. فجر الضمير| التحولات الچيوسياسية
استيقظ نادي الكبار السياسي يوما على هزة ارضية اعلنت عن اهم المنعطفات في تاريخنا الحديث والمعاصر حيث كانت علامة مضيئة فارقة في تاريخ المنطقة العربية او كما يطلقون عليها – جزء اوكل – الشرق الاوسط ، فلم تكن كذلك فقط ولكن كانت نقطة التحول الكبرى التي غيرت سياسات واستراتيجيات ذلك النادي السياسي تجاه المنطقة.
لقد افرزت حرب اكتوبر 73 المجيدة تكتلاّ سياسيا اقتصاديا عسكريا واجتماعيا بين مجموعة من الدول بينها وحدة ارض وتاريخ وحضارة ودين وهدف مما كان له كبير الاثر في اعادة النظر والرؤية التي تتعامل بها الدول العظمى والكبرى تجاه المنطقة شعبا وثقافة.
أن ذلك الزلزال العسكري الذي تعرض له ال ك ي ان ال ص ه يوني ومن بعدة ادارة الازمة بالازمة حيث الضغط بسلاح الطاقة على الغرب فضلا عن الانتصار الدبلوماسي للمجموعة العربية والاسلامية التي كسبت تأييد وتعاطف كثير من الشعوب الاسيوية والافريقية وبعض الاوروبية مع قضية الحق ضد جريمة اغتصاب الارض (الخريطة).
كان ذلك المنعطف التاريخي بداية مرحلة جديدة من استراتيجية الصراع التي نسجت خيوطها ام ر ي ك ا حينما اعلن هنري كيسنجر- وهو مهندس السياسية الأمريكية في تاريخها المعاصر- انه لابد من (بلقنة) المنطقة- مثل التعددالاثني لدول البلقان -، اي يُعاد تشكيل كتلتها الحيوية على اساس إثنيات سياسية متناحرة و كيانات هشة تحمل معاول هدمها من الداخل.
واذا استعرضنا تلك الاستراتيجية نجد انه على رأس كل عشر سنوات تقريبا بعد اكتوبر 73 تدخل المنطقة مشروعاً چيوسياسياً جديداً يزيد من تعقيد خلاصها منه، فكان نتاج العشرة الاولى ظهور مشروع الشرق الاوسط الكبير على يد مستشار الامن القومي وخبير الشؤون العربية والاسلامية برنارد لويس عام 1983، حيث اعطى ذلك التقسيم المزمع تنفيذة شرعية الاسم الجديد للمنطقة وهو الشرق الاوسط الكبير ،،، وتتوالى السنوات فتظهر الدراسة المشؤومة من معهد السلام الام ريكي ذات العنوان الانفصالي ،،، اقليات في خطر ،، ( minorities at risk ) ،، على يد تيد روبرت جار ،،،، وذلك عام ١٩٩٣ ( اي بعد عشر سنوات) وبها احصائية سياسية اجتماعية دقيقة لعدد( 230 ) اقلية داخل المجتمعات في دول ألعالم وخاصة الثالث منها..
افردت تلك الدراسة الإحصائية إشكاليات الاقليات مع حكوماتها المركزية داخل كل دولة اتخذت منها جهات دولية معينة تتبعها منظمات المجتمع المدني بتلك الدول – الا ما رحم ربي – سبيلا للتدخل في الشؤون الداخلية وتأجيج تلك الفجوة والصراعات بين هذة الاقليات وحكوماتها مما ادى الى حلحلة مجتمعات تلك الدول داخليا على اساس طائفي وعرقي وديني ،،،،،والجدير بالذكر ان تلك المنظمات رسمت خريطة چينية لإشكاليات مجتمع تلك الدول مما سهل المهمة على الاجهزة الاستخباراتية التي تستهدف منطقة الشرق الاوسط الكبير لتحويل وحداتها السياسية من مركزية الى فاشلة ،،،
الى ان وجدنا انفسنا عام 2003 اي بعد عشر سنوات ايضا ،،،، تطبيق الشرق الاوسط الكبير بالقوة في اكثر المجتمعات التي استجابت للإثنية السياسية وهي العراق حيث كان الاحتدام بالغ ذروته بين السنة والشيعة ،،، فانهارت الالة العسكرية العراقية القوية امام التحالف الدولي بدون صمود نظراً لانهيار المجتمع العراقي بسبب الطائفية العمياء فأختفى الجيش العراقي دون سابق انذار وبدات مأساة المنطقة تأتي في حلقات مسلسلة حيث ظهرت الجماعات الأيديولوجية المتطرفة المسلحة عام 2006 شمال غرب العراق والتي قاتلت في سبيل الله (عند منابع و مصافي البترول ) لتحرس ثروات الطاقة لمشغليها..
وانتشرت هذه الجماعات لتلاقي نظائرها في الدول توازيا مع ما يسمى بالربيع العربي 2011 لتبدأ مرحلة الفوضى التي يتم على اثرها التقسيم المزمع للشرق الاوسط الكبير الى ان تفاقمت الأزمة في مصر في اواخر يونيو 2013 ( اي بعد عشر سنوات ايضا ) بين الشعب بوطنيتة وبين تلك الجماعة الوظيفية الى ان استرد المصريين دولتهم في الثلاثون من يونيو 2013 وبدأوا مرحلة الكفاح ليرسموا دولة جديدة ترفض سنوات الاهمال لتبدأ سنوات اعادة تاهيل البنية التحتية لوچيستياً وصناعياً وعلمياً وثقافياً في ظل بناء انسان قوي قادرعلى مواجهة التحديات ،،،
ورغم وعورة الطريق والضغط الاقتصادي وان تقف مصر لاول مرة في تاريخها الحديث والمعاصر بذراعها دون حلفاء في مواجهة التهديدات الخارجية والتحديات الداخلية المتراكمة المعقدة وما لاقته من تبديد الجهد في ازمات متتالية من (كوڤيد 19) والحرب الروسية الاوكرانية وصولا الى ازمة السابع من اكتوبر 2023 ( بعد عشر سنوات ايضا) ،،،،،،،،،
إلاّ أنّ ثبات واتزان الدولة المصرية و حكمة قيادتها السياسية في ادارة تلك الازمات حافظ على استقرار توجية السفينة واستمرارها في مسار التنمية اتساقاً مع صناعة السلام -والتي هي حرفة مصرية اصيلة – تُبحر بشراعها المستنير في بحرٍ لُجي تعبر بالوطن الى الجمهورية الجديدة بثوب العزة والكرامة ،،، بروح اكتوبر ،،،، الى مصر 🇪🇬 فجر الضمير.