كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| قطايف وحلاوته

مكدبش المثل اللي بيقول “من القلب للقلب رسول”، وأنا أقصد بيه أن الحاجة الحقيقية الصادقة البعيدة عن الزيف بتوصل بسرعة. لأننا بقينا في الزمن اللي محاصرين فيه بالمحتوى المبالغ فيه والترندات اللي بتختفي أسرع ما بتظهر. عشان كدا بنلاقي نفسنا دايمًا بندور على حاجة حقيقية، حاجة بسيطة لكنها تلمس القلب وتسيب أثر.

الصدق في الكلام والبساطة في الطرح والمواضيع اللي مش متحيزة ولا بتجري ورا الجدل.. حاجات كدا بقت نادرة، لكن لما بنلاقيها بنمسك فيها كأننا لقينا كنز.

وده بالضبط اللي حصل مع برنامج “قطايف” بتاع الفنان سامح حسين. البرنامج نزل ببساطة شديدة، مفيهوش بهرجة، مفيهوش محاولات لإثارة الجدل أو اللعب على مواضيع مستهلكة. بالعكس، كل حلقة عبارة عن حكاية قصيرة فيها فكرة وقيمة بتوصل من غير تكلف ولا وعظ ممل.

اللي خلّى “قطايف” ينجح بالشكل دا هو إنه لمس احتياج حقيقي عند الناس. إحنا مش محتاجين دايمًا ضحك من غير معنى ولا دراما فيها زحمة ومبالغات. إحنا محتاجين حاجة تخلينا نفكر، تخلينا نهدى وسط دوشة الحياة. حاجة تحسسنا إن لسه في مساحة للكلمة الطيبة، للفكرة اللي تتقال ببساطة وتدخل القلب من غير استئذان.

والدليل هنا إن النجاح مش مرتبط أبدًا بالحاجات الضخمة ولا بالميزانيات الكبيرة، ولا حتى بالتسويق المبالغ فيه. لكن النجاح بييجي من الصدق، من حد بيقدم حاجة بيؤمن بيها بجد، من شخص بيحترم جمهوره ومش بيحاول يضحك عليه بمحتوى سطحي أو مبتذل.

عشان كدا، يا جماعة، البساطة مش ضعف، والصدق مش موضة قديمة، والمواضيع اللي بتتكلم عن قيم وأخلاق مش مملة. بالعكس، دي أكتر حاجة الناس محتاجاها دلوقتي. وهو دا جرس التنبيه لكل حد بيقدم محتوى: إن دايمًا اللي بيتشاف وبيوصل للقلوب هو اللي فيه صدق وبساطة. وده أكبر دليل إن الجمال الحقيقي عمره ما كان في التكلف، لكنه دايمًا في الحاجة اللي تطلع من القلب عشان توصل للقلب.
مش كدا ولا ايييييييييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى