كلمتها

إنعام محمد علي .. نجمة السيرة الذاتية

أمنية أحمد:

أيقونة فنية، تركت أثرًا كبيرًا وبصمة خاصة في العالم الفني، قدمت أعمالًا عديدة تناقش الأحداث الاجتماعية والسياسية، وقضايا المرأة الشائكة.

حتى عُرفت في الوسط الفني، بنجمة “السيرة الذاتية”، فرفضت أن تقدم أي عمل دون رسالة أو هدف سامي.

حتى تربعت على عرش الدراما الاجتماعية، إنها المخرجة المصرية.. إنعام محمد علي.

كيف كانت نشأتها.. تعالوا لنتعرف عليها:

ولدت في 15 مايو عام 1938، قضت فترة الطفولة في الصعيد بمحافظة المنيا، فكانت الإبنة السادسة بعد خمسة أشقاء ذكور.

لذا كانت قلوبهم تحلق في سماء السعادة، وهو السر وراء اسمها “إنعام” فهي نعمة أصبحت حقيقة بعد انتظار دام طويلًا.

فحرصت أسرتها على تعليمها، حتى تعلقت بالقراءة وأحبتها، وأصرت على النجاح.

وبسبب مرض والدتها المبكر، شعرت بالمسؤولية وأهمية العمل منذ الصغر.

فقدست حينها اعتماد المرأة على ذاتها، لذا كانت أغلب أعمالها تلقي الضوء على قضايا المرأة والمشكلات التي تواجهها باعتبارها أساس المجتمع وتكوينه.

ولأنها كانت متفوقة في التاريخ والجغرافيا، قررت الالتحاق بكلية الآداب.

ولكن رفض أشقائها نطرًا لأنها جامعة مختلطة وهذا لا يناسب تقاليدهم.

ولكن لأجل أحلامها وطموحاتها، رفضت الاستسلام لرغبتهم، فأضربت عن الطعام لمدة 3 أيام.

حتى رضخوا لمطلبها والتحقت بكلية الآداب قسم تاريخ جامعة عين شمس.

وكان ذلك سببًا في انتقال الأسرة بأكملها من الصعيد والإقامة بالقاهرة.

تخرجت عام 1960 وحصلت على ليسانس آداب جامعة عين شمس.

وبعد تخرجها نشر اتحاد الإذاعة والتلفزيون إعلانًا، يطلب خريجي جامعات من الجنسين للعمل مساعدي إخراج.

فقدمت وسط عدد هائل من الخرجين، فاجتاز الاختبارات منهم 63 شخصًا، ومن بينهم 11 فتاة، وكانت واحدة منهن.

المسيرة المهنية:

انطلقت مسيرتها داخل ماسبيرو ” التلفزيون المصري”، حيث عملت هناك لأكثر من 30 عامًا.

عينت في البداية في مراقبة التمثيليات، ثم مديرة مراقبة لبرامج المرأة إلى جانب عملها بالإخراج، ثم نائب رئيس قطاع الإنتاج.

أما عن الإخراج، فأثر الفنان الراحل “محمود مرسي”، بشكل كبير في بدايتها المهنية.

فتعلمت منه كيفية تدريب الممثلين وإدارتهم، وإكسابهم جميع مفردات الأداء الفني وتوجيههم.

وحرصًا منها على النجاح والمثابرة وتطور موهبتها وإصقالها، التحقت عام 1972 بالمعهد العالي للإعلام وحصلت على المركز الثاني.

كما حصلت على درجة الماجستير عن رسالتها “الدراما التلفزيونية ودورها في التطوير الاجتماعي”.

فاعتبر ذلك نقلة نوعية في حياتها المهنية، فزاد إيمانها بدورها ورسالتها في المجتمع، مما جعلها ترفض أي عمل يقدم لها دون هدف أو غاية من فكرته.

أعمالها الفنية:

بدأت إنعام محمد علي مشوارها الفني في الإخراج، كمساعدة أولى ليوسف مرزوق في مسلسل “الخاتم الماسي” بطولة نعيمة وصفي وعبدالرحمن أبو زهرة عام 1961، ثم تولت إخراج برنامج “نحن البشر”.

أما أولى مسلسلاتها كمخرجة، “سيداتي آنساتي” عام 1970 بطولة نور الشريف وسهير رمزي، ثم مسلسلي “حصاد العمر” و “الباحثة”.

وفي عام 1979، أخرجت مسلسل “هي والمستحيل” بطولة صفاء أبو السعود ومحمود الحديني، الذي ناقش قضية محو الأمية، باعتبارها أهم مشاكل العصر الحديث.

وفي عام 1986، أخرجت واحدًا من أفضل المسلسلات الرومانسية في مصر “الحب وأشياء أخرى”.
وهو العمل الذي جمعها بالسيناريست الراحل المبدع أسامة أنور عكاشة، وكان بطولة ممدوح عبد العليم وآثار الحكيم.

لتجدد تعاونها مرة أخرى معه من خلال “ضمير أبلة حكمت” عام 1991، كما كان أول مسلسل تقدمه فاتن حمامة.

نجمة السيرة الذاتية

كما يرجع السبب وراء لقب “نجمة السيرة الذاتية”، هو اهتمامها بتقديم عددًا من مسلسلات السيرة الذاتية، نظرًا لما تحمله من أهمية وقيم في المجتمع ولما تتركه في نفوس المشاهدين.

فحقق مسلسل “أم كلثوم” الذي عرض للمرة الأولى عام 2000 بطولة صابرين وحسن حسني، نجاحًا عربيًا غير مسبوق، فأحيا السيرة الذاتية لكوكب الشرق.

كما لقي مسلسل “قاسم أمين” بطولة كمال أبو ريا وميرنا وليد، نجاحًا عارمًا الذي قدم قاسم أمين ورفاقه وسيرتهم الذاتية.

أما المسلسل الذي يكمل هذا الثنائي، هو مسلسل “مشرفة رجل لهذا الزمان”، الذي يقدم سيرة العالم المصري د.مصطفى مشرفة.

لكنه لم يحظى بمشاهدات عديدة نظرًا لعرضه في فترة الفوضى التي أعقبت ثورة يناير.

كما أخرجت إنعام محمد علي مسلسلات فارقة أخرى، أثرت بالمشاهدين وتعلقوا بها حتى هذه اللحظة مثل: “قصة الأمس” و “دعوة للحب” و “حصاد العمر”.

ولإيمانها الشديد برسالة الفن، وقدرته على التأثير في المجمتع وتصحيح أخطائه.

كان لها تمثيلية من 3 حلقات بعنوان “نفوس حائرة”، كتبها طبيب نفسي وحاولت من خلالها تقديم حلول علمية لبعض المشكلات النفسية.

كمان قدمت مجموعة سهرات درامية مثل: “حب بلا ضفاف”، و “أم مثالية” و “أمهات لم يلدن أبدًا” و “الخروج من الجلد” و “نونة الشعنونة”.

من الدراما إلى السنيما:

ولتفوق إنعام محمد علي في التاريخ ودراسته لمدة أربع سنوات، كان لابد أن يأخد حيز فريد في حياتها المهنية، فقدمت فيلم “حكايات الغريب”.

الذي يعد أول فيلم وطني عن انتصارات أكتوبر بعد تسعة عشر عامًا من الحرب.

فكانت تهدف إلى تعريف الجيل الجديد الذي لم يعاصر الحرب، بالانتصارات الجليلة التي قدمها الجنود المصريون.

كما هو الحال في فيلم “الطريق إلى إيلات”، الذي تناول واحدة من أهم المعارك البحرية في تاريخ مصر.

فاستغرق تصويره عامين، كما واجه طاقم العمل صعوبات كثيرة أثناء تحضيره.

فكانت تصور مشاهد الغطس في الشتاء، وأماكن التجهيز صيفًا في الصحراء.

لكنه رُغم تلك الصعوبات، حاز الفيلم على نجاح باهر وعظيم ومازال صداه يتردد حتى اليوم.

ومن الناحية الاجتماعية الأسرية، آمنت إنعام أن هناك قضايا بارزة تهدد حياة الأسر ومنها “الطلاق”، الذي يسبب أيضًا أضرارًا نفسية للأسرة والأطفال.

فقدمت فيلم “أسفة أرفض الطلاق”، التي تعطي فيه الأحقية للمرأة بقبول أو رفض الطلاق، وعدم الاستسلام لرغبة الزوج فقط.

وقد أثار هذا الفيلم ضجة كبيرة، فكانت تناشد لأجل الإرادة من الطرفين وعدم تهميش المرأة وأرائها وحقوقها.

كما قدمت أيضًا فيلم “يوميات امرأة عصرية” و “صائد الأحلام”.

أهم الجوائز والتكريمات:

اعتبرت إنعام محمد علي، أول مخرجة دراما، فلم تقدم عملًا دون رسالة، كما آمنت بدور الدراما في تغيير وتثقيف وتطوير المجتمع.

فكثفت جهودها الإبداعية والتنويرية في تقديم أعمال غيرت مسار الدراما.

إليكَ أهم الجوائز والتكريمات التي حصلت عليها المخرجة “إنعام محمد علي”:

1- جائزة أحسن مسلسل “دعوة الحب” في أول مهرجان يقام في الكويت للأعمال الدرامية العربية عام 1984.

2- جائزة مهرجان شنغهاي الدولي الأول لتمثيلية السهرة “دولت فهمى التي لا يعرفها أحد”.

وقد نالت التمثيلية نفسها جائزة مهرجان دولي من المغرب وآخر بتونس.

3- الجائزة الذهبية لفيلم “حكايات الغريب” في أول مهرجان يقيمه اتحاد الإذاعة والتليفزيون عام 1994.

4- الجائزة الذهبية لفيلم “الطريق إلى إيلات” في المهرجان العربي الثاني الذي أقامه اتحاد الإذاعة والتليفزيون عام 1995.

5- الجائزة الفضية عن تمثيلية ” نونة الشعنونة ” في المهرجان العربي الثالث الذي أقامه اتحاد الإذاعة والتليفزيون عام 1996.

6- جائزة المركز الكاثوليكي المصري لعدة سنوات عن أفلام “صائد الأحلام”، “حكايات الغريب”، “الطريق إلى إيلات”، كأحسن فيلم تليفزيوني عن أعوام 1992، 1993، 1995.

7- الجائزة الذهبية لمسلسل أم كلثوم وأيضًا جائزة أحسن إخراج من المهرجان السادس لاتحاد الإذاعة والتليفزيون عام 2000.

8- هذا بالإضافة إلى حصول هذا المسلسل وأيضًا الأعمال الدرامية السابقة على العديد من الميداليات وشهادات التقدير من مهرجانات محلية وأخرى عربية.

9- وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في عيد الإعلاميين عام 1999.

10- جائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 2003.

اقرأ أيضًا: “علوية ذكي”.. تحدت القوانين لتصبح أول مخرجة تلفزيونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى