ما سر العلاقة بين العطور ووفاة نابليون؟
كانت دائمًا حياة نابليون بونابرت مليئة بالأسرار ومثيرة بالجدل، حتى وفاته في المنفى أيضًا كانت كذلك، فبعد وفاته كان هناك نظريات عديدة تفسر لحظاته الأخيرة، وذلك لأن البعض يقول سبب الوفاة هو سرطان المعدة، كما يؤكد آخرون أنه تسمم نتيجة امتصاص الأبخرة من ورق الحائط المصبوغ بالزرنيخ.
أما عن النظرية الأكثر مؤامرة هي أن رفات نابليون الموجودة في قبره في باريس ليست له، بل أنه هرب وبدأ حياة جديدة في أميركا، ولكن الفرضية الأكثر جدلًا لوفاته هي الزيوت العطرية، فلقد كان نابليون معروفًا بولعه الشديد بالعطور، كما أنه كان يشرب باستمرار ماء زهر البرتقال، ويضع عليه عطر.
نظرية «هاريس»
يؤكد هذه النظرية البروفيسور «بارفيز هاريس» الخبير في العلوم الطبية الحيوية وعالم الطب في جامعة دى مونتفورت فى ليستر، فهو يرى أن السبب وراء وفاة نابليون بونابرت ولعه بالزيوت العطرية.
ومن خلال تلك النظرية يوضح «هاريس» أن الإمبراطور الفرنسي سمم نفسه غير قاصدًا، وذلك من خلال تعرضه المفرط للعطر، فقد كان يستخدم زجاجتين أو ثلاث زجاجات عطر يوميًا، وذلك على مدار سنوات عديدة.
كما اعتمد «هاريس» في فرضيته على دراسات وأبحاث من المعهد الوطني الأميركي لعلوم الصحة البيئية “NIEH”، والتي أوضحت أن الزيوت الأساسية للعطور تؤدي إلى حدوث اضطرابات الغدد الصماء، ذلك الأمر الذي يؤثر الهرمونات ويزيد من خطر التسمم والإصابة بالأورام.
ويقول «هاريس» إن نابليون كان يشتكي دائمًا من الشعور بالبرد حتى في فصل الصيف، ذلك الأمر الذي يرجح معاناته من قصور الغدة الدرقية، نتيجة تأثيرات اضطراب الغدد الصماء، التي حدثت بسبب كثرة تعرضه للعطور.
العطر القاتل
استنكر “هاريس” تكهن البعض أن وفاة نابليون بسبب تسمم الزرنيخ، لأن معظم من عاشوا في عهد قد تعرضوا لمستويات مرتفعة من الزرنيخ.
ويفسر “هاريس” فرضيته تسمم نابليون بسبب العطور، بإن نابليون كان مروجًا عظيمًا لعطر “الكولونيا”، الذي دخل الإنتاج التجاري لأول مرة عام 1792، وكان في ذلك الوقت العطر متاحًا للأثرياء فقط، وكان نابليون طوال 20 عامًا يستحم في العطر ويسكبه على رأسه.
كما أنه كان يأخذ العديد من زجاجات العطر عند الخروج في حملاته العسكرية، ويستخدم بمعدل 3 زجاجات يوميًا، ولقد كان يستخدمها كمطهر أيضًا من أجل تجنب الفيروسات، ولكنه لم يكن يعرف أن ولعه بالعطور سيؤدي في النهاية إلى وفاته.