ريادة أعمال

“بيمبرتون” .. ورحلته مع الكوكاكولا من دواء لأشهر مشروب غازي بالعالم

أمنية أحمد:

إن النجاح يولد دومًا من الصعاب، حتى وإن كان بمحض الصدفة.

فإن لم يشارك بيمبرتون في الحرب الأهلية الأمريكية، ويصبح مدمنًا على المورفين، لكان أصبح العالم خاليًا من كوكاكولا.

من هو جون ستيث بيمبرتون ؟

ولد جون في 8 يوليو عام 1931 في ولاية جورجيا، والتحق بكلية الطب عام 1850، حيث كان يبلغ آنذاك 19 عامًا.

حتى التقى ب آن إليزا كليفورد لويس من كولومبوس، ووقع في غرامها حتى تزوجا عام 1853.

وانتقل إلى العيش في كولومبوس وأنجبا طفلهم تشارلز ناي بيمبرتون.

ولتفوق جون في دراسته، أصبح طبيبًا للجيش الأمريكي برتبة عميد وخاض الحرب الأهلية الأمريكية برفقة الجيش.

فتعرض هو والجنود لإصابات بالغة أثناء الحرب، مما جعله يتناول كمية كبيرة من المورفين لتسكين آلامه المبرحة حتى أدمنه.

ونظرًا للأثار الجانبية والأخطار الصحية التي يسببها تعاطي المروفين.

فقام بعض الصيادلة بخلط الكوكايين مع النبيذ واعتباره وصفة طبية علاجية لتقليل آلام جروحهم.

حتى قام جون ستيث بأبحاث عدة لاختراع دواء على هيئة مشروب يخلط مع الكوكايين ويسكن الألم بعيدًا عن الأدوية التي يسبب تناولها بشكل يومي إدمان قصري.

فمكث جون ليال طويلة في معمله، يقوم بإجراء تجارب عدة على نبات الكوكا الذي يستخرج من الكوكايين.

حتى قام في النهاية بخلط مشروب الصودا بنبات الكوكا، لينتج عنه مشروب ذو طعم لذيذ يقلل من الصداع ويساعد في علاج عسر الهضم.

نبيذ الكوكا الفرنسي

عُرف المشروب باسم “نبيذ الكوكا الفرنسي”، ولجأ إليه الشعب الأمريكي آنذاك، باعتباره لا يسبب الإدمان أو الاكتئاب لكنه يسكن الألم ويقلل من حدة التوتر والعصبية المفرطة.

وفي عام 1886 منعت أتلانتا الكحوليات، ولاحتواء المشروب على الكحول، كان على جون أن يبحث عن بديل للكحول وإجراء بعض التعديلات على المشروب.

حتى وصل في النهاية إلى مزج الماء المحلي بثاني أكسيد الكربون حتى أصبح خالي تمامًا من الكحول.

ولرواج ذلك الاختراع آنذاك، تم بيعه كمشروب بدلًا من دواء وتم تغيير اسم المنتج إلى “كوكاكولا“.

بيمبرتون كوكاكولا

اشتهر المشروب بشدة حتى أصبح أهم ما يتداوله الناس يوميًا.

ولكون جون ستيث طبيب قام بإضافة عدة فوائد له، فمن شأنه علاج الصداع وتخفيف الإرهاق كما أنه لذيذ ومنعش للغاية.

أصيب الطبيب بيمبرتون بمرض سرطان المعدة، حتى أصبح على وشك الإفلاس بعد وقت قصير من وصول كوكاكولا إلى السوق.

فكان لا يزال يعاني من إدمان المورفين بشكل مستمر، حتى بدأ في بيع حقوق وصفته لشركائه التجاريين في أتلانتا.

حتى انتصر السرطان وتوفي جون بمبرتون عام 1888، عن عمر ناهز 57 عامًا، حيث أعيد جثمانه إلى كولومبوس في جورجيا.

ودُفن في مقبرة لينوود، كما وضع على قبره رموز توضح خدمته في الجيش الكونفيدرالي.

والآن تعد شركة كوكاكولا واحدة من أشهر وأبرز شركات المشروبات الغازية على مستوى العالم، بل تعد أكبر وأهم تلك الشركات على الإطلاق.

اقرأ أيضًا:والت ديزني .. تعرف على رائد الرسوم المتحركة في العالم

بيمبرتون كوكاكولا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى