رحيل “د. محمد أبو ليلة” مؤسس كلية اللغات والترجمة وقسم اللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر.. تراث كبير ورحلة ناجحة
رضا الشويخي:
«مصر وَلّادة».. كلمتين اختصروا الكثير من نجاح مصر في بناء أجيال جديدة تركت إرثًا ثقافيا وحضاريًا كبيرًا..
فقد ودعنا منذ أيام قليلة الدكتور “محمد أبو ليلة” وهو أستاذ الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر، ورئيس قسم اللغة الإنجليزية بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، وعضو المجلس الاعلى للشئون الإسلامية وعميد أكاديمية أهل الصُّفَّة لدراسات التصوف وعلوم التراث.
من القليوبية إلى العالمية:
رحل أبو ليلة في هدوء لا يشبه حياته المفعمة بالعلم والنشاط في شتى المجالات، بعد 69 عامًا قضاها في خدمة المجتمع والإنسانية، حيث ولد بمحافظة القليوبية عام 1952م، وتدرج في التعليم الأزهري حتى حصل على الليسانس من قسم الدعوة بكلية أصول الدين، ثم حصل على الماجستير بالمرتبة الأولى انتهاء بدرجة الدكتوراة في مقارنة الأديان من كلية الدراسات الانسانية جامعة إكسترا ببريطانيا.
أبو ليلة.. الطالب والأستاذ:
شغل أبو ليلة أثناء دراسته منصب رئيس الاتحاد العام لطلاب جامعة الأزهر، كما صار رئيس تحرير مجلة طلاب الأزهر، وكان عضو المكتب التنفيذي لاتحاد طلاب مصر ومن أبرز القيادات الطلابية في مصر والعالم العربي، وتدرج أبو ليلة من معيد بكلية أصول الدين عام 1970 الى أستاذ ورئيس قسم اللغة الانجليزية بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر عام 2001
ترجمة القرآن وتفسيره ومحاكاة العقاد:
قام الدكتور محمد أبو ليلة بترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية، وتفسيره أيضا باللغة الإنجليزية، وهو صاحب الشروحات السلسة للقرآن الكريم، وكان عضوا بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، كما يعد أبو ليلة من أكبر المتأثرين بالعقاد، وكان حاضرا دائما لندوته الأسبوعية.
أسس “أبو ليلة” قسم الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية، وبعدها تم تشييد كلية اللغات والترجمة، ويعد من أكثر البواسل الذين دافعوا عن الأزهر الشريف، وواجه المستشرقين والمشككين بالإسلام بمناظرات دولية، وأشرف على أكثر من مائة رسالة علمية ما بين ماجستير ودكتوراة.
مؤلفاته:
ترك “أبو ليلة” العديد من المؤلفات من بينها: ترجمة القرآن الكريم، أزمة الخطاب اللغة والهوية والتيارات المناوئة، الدعوة الإسلامية والقضايا المعاصرة، وغيرهم.
رحيل في هدوء:
وبعد تاريخ طويل من العلم والدراسة توفي مترجم القرآن الدكتور محمد أبو ليلة عن عمر يناهز 79 عامًا، وشيعت جنازته من مسجد السيدة نفسية حتى مرقده الأخير بمقابر عائلته بمسقط رأسه بقرية أبو الغيط بالقليوبية، لتفقد مصر واحدًا من علمائها الأفذاذ.