كلام رجالة

من قائد ثوري لرئيس بنك ووزير صناعة.. حقائق لا تعرفها عن “تشي جيفارا”

تشي جيفاراهو طبيب وقائد عسكري، عُرف بنصير الفقراء ومحارب الظلم، كما أنه زعيم حرب العصابات واعتبر أهم الشخصيات الرئيسية في الثورة الكوبية.

من هو جيفارا؟

ولدأرنستو جيفارا دي لاسيرناعام 1928، في الأرجنتين بين عائلة أرستقراطية، كانت له رؤى سياسية مختلفة عن غيره، كما شرع في قراءة النصوص الماركسية وحضور فعليات تتعلق بها، حتى أصبح ناشطًا سياسيًا خلال مراهقته.

بعد تخرجه من المدرسة عام 1948، التحق جيفارا بجامعة بوينس آيرس لدراسة الطب، ولأنه كان مصابًا بمرض الربو، بدأ في البحث عن الدراسات المتعلقة بعلاجه ودراستها.

رحلة جيفارا عبر مدن أمريكا الجنوبية

عام 1951 غادر جيفارا كلية الطب، ليتجول أمريكا الجنوبية برفقة صديقه ألبيرتو على دراجة نارية، وأثناء رحلته التقى بالكثير من المؤثرين، وبعد نقاشات مطولة حول منهج الماركسية، تعلق بها جيفارا وأصبحت تمثل رؤيته حول المجتمع.

كما تركت هذه الرحلة في نفسه أثرًا كبير، فاستغرقت 9 أشهر شهد فيها الظلم الإمبريالي الواقع على المزارعين اللاتينيين، من سوء التغذية وفساد الدواء وغيرهم من الانتهاكات البشرية المميتة، فتلك الأزمات الاقتصادية كانت سببها الرأسميالة الاحتكارية والإمبرالية، حتى عاد جيفارا إلى آيرس لاستكمال دراسة الطب وقلبه يحمل حزن شديد على سكان أمريكا الجنوبية، حتى حصل على شهاداته عام 1953.

جيفارا نحو الثورة

تعمق تشي جيفارا بالماركسية حتى اتبع ذلك المنهج، الأمر الذي جعله يعتقد أن الثورة العالمية هي الحل لمواجهة أزمات أمريكا الجنوبية من أجل تحقيق العدالة، حتى سافر إلى غواتيمالا عام 1953، حيث علم أن ثمة ثورة تقوم بين أحيائها، حتى قامت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بالإطاحة بالحكومة وتدمير المنشآت، حتى آمن بما اعتقده وهو أن الولايات المتحدة هي محرك الرأسميالية الأساسي، ومن هنا انطلقت أفكاره الثورية.

وفي عام 1955 كان جيفارا يعيش في المكسيك برفقة زوجته التي رزقا منها بطفلة تدعىهيلدا بياتريز جيفارا“، لكن زواجه لم يدوم طويلًا، حتى انفصلا ليتزوج بدوره بامرأة أخرى زرقا منها بأربعة أبناء.

فكان يعمل في المكسيك آنذاك كطبيب في مستشفى ميكسيكو سيتي، فالتقى بالثوري الكوبي فيدال كاسترو وشقيقه راؤول، حيث كانا يخططان للإطاحة بحكم الديكتاتور باتيستا في كوبا، حتى شاركهم جيفارا ونجى من الهجوم عليهم، حتى تم ترحيله إلى الأرجنتين بسبب تصديه للحكومة الكوبية، لكنه أصبح فيما بعد مستشار رئيسي لكاسترو ضد نظام باتيستا.

تشي جيفارا

جيفارا في كوبا

حقق تشي جيفارا برفقة فيدال كاسترو صديقه في الخمسينات، انتصارات عظيمة من أجل تحرير كوبا من نظام باتيستا، حيث أيد الكوبيين ثورة جيفارا وساندوه، حتى استولوا على العاصمة هافانا، حتى وصلا إلى كوبا وتولى كاسترو في كوبا بعد فرار باتيستا والإطاحة بحكمه الديكتاتوري.

كما عين جيفارا مسؤولًا عن سجن لاكابانيا ثم رئيسًا للبنك الوطني حتى وزير الصناعة بعد ثلاث سنوات، محاولًا أن تصبح كوبا دولة شيوعية، حصل جيفارا على الجنسية الكوبية 9 فبراير عام 1959، وبدأ في التخطيط لإقامة علاقات طيبة مع بعض الدول وعلى رأسهم الاتحاد السوفيتي.

كما ترأس وفدًا رسميًا ليجوب عدد من البلاد منها مصر والإمارات وسوريا، ثم الهند وتايلاند واليابان وأندونسيا ودولًا أخرى حول العالم، وفضلًا عن كونه قائد ثوري، كان جيفارا كاتبًا، حيث أصدر كتيبًا حول حرب العصابات، وفي عام 1964 ألقى خطابًا أمام الأمم المتحدة يدين فيه السياسة الخارجية الأمريكية والعنصرية في جنوب أفريقيا.

رحيل تشي جيفارا

في 3 نوفمبر عام 1966 وصل جيفارا إلى بوليفيا، من أجل التخطيط لبدء الثورة البوليفية ضد حكومةرينيه بارينتوس“، وما إن لبث في تجنيد المقاتلين حتى واجه سلبية كبيرة من المزاراعين الأمر الذي جعل عدد المجندين لا يتجاوز 21 ثوريًا.

وبسبب قوة المخابرات البوليفية، اعتقل جيفارا من قبل الجيش وقتل في لا هيغيرا في 9 أكتوبر عام 1967، ليرحل تلك الأسطورة الثورية الإشتراكية، الذي اعتبر رمز للتمرد على الظلم حول العالم، ونظرًا لتاريخه العظيم الفارق في الدولة الكوبية، وضعت صورته على عملة البيزو الكوبي.

أما في الأرجنتين شيدت عدة مدارس تحمل اسمه، بالإضافة إلى تمثال من البرونز في المدينة التي شهدت طفولته، كما تم إصدار كتب عديدة وأفلام تروي رحلة كفاحه نحو العدالة، ومن بينها: فيلمتشي جيفاراالذي أنتج عام 2008، وفيلممذكرات دراجة ناريةالذي يتحدث عند رحلته عبر أمريكا اللاتنية.

اقرأ أيضًا: “لويس شيفروليه”.. من ميكانيكي إلى مؤسس أشهر شركة للسيارات في العالم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى