للشركات الناشئة.. إليكِ أهم الاختلافات بين حاضنات ومسرعات الأعمال
عندما يبدأ رواد الأعمال شركاتهم الناشئة الخاصة يحتاجون إلى العديد من الأدوات والموارد التي تساعدهم، ومن أهم تلك الموارد التي يلجأون إليها هي حاضنات ومسرعات الأعمال.
وقد يختلط الأمر عند الكثير من رواد الأعمال حول الفرق بين حاضنات ومسرعات الأعمال، معتقدين أنهم شيئًا واحدًا وأنه لا يوجد اختلاف بينهما بسبب تشابهم في عدة أمور، ولكن يوجد بعض الفروقات والاختلافات يجب على كل رائد أعمال الإلمام بها ومعرفتها ليستطيع التفريق بينهما واختيار المناسب لشركته منهما.
لذلك في السطور التالية يوضح لك منصة كلمتنا أوجه التشابه بين حاضنات ومسرعات الأعمال، وما هما، وأهم الفروقات والاختلافات بينهما.
حاضنات ومسرعات الأعمال:
حاضنات الأعمال هي مؤسسات تقدم برامج متكاملة للشركات الناشئة، والمشاريع الجديدة في مراحلها الأولى، لإنجاح تطويرهم، وذلك من خلال دعمهم في بلورة أفكارهم في شكل منتج أو خدمة، وذلك وفق إطار زمني مرن ينتهي بإصدار المنتج النهائي.
أما مسرعات الأعمال فهي مؤسسات تقدم الدعم للشركات الناشئة التي تجاوزت المراحل الأولى من تأسيسها، من خلال الدورات التدريبية والتعليم والخبرة، والإرشاد والتوجيه والمستثمرين وغيرها من أشكال الدعم، لمساعدتهم على أن يصبحوا شركات مستقرة ومكتفية ذاتيًا.
وقد تتشابه الخدمات التي تقدمها مسرعات الأعمال لرواد الأعمال مع ما تقدمه حاضنات الأعمال، ولكن المسرعات بشكل مكثف وفي وقت قصير.
ويوجد العديد من أوجه التشابه بين حاضنات ومسرعات الأعمال، فكلًا منهما يدعم الشركات الناشئة والصغيرة، ويقدمان لهم المساعدة للنمو السريع، من خلال التوجيه والإرشاد، بالإضافة إلى أنهما يقدمان الدعم المادي، فضلًا عن توسيع العلاقات مع المستثمرين.
كما أن كلًا من حاضنات ومسرعات الأعمال تهدفان إلى تقديم خدمات التدريب والتوجيه للشركات الناشئة وتوصيلهم بالخبراء في مختلف المجالات، إلى جانب الوصول إلى تطوير العرض التقديمي لهم إلى المستثمرين.
أم عن أهم الفروقات والاختلافات بين حاضنات ومسرعات الأعمال فهي:
1. مجال الاهتمام ومدة الاحتضان:
حاضنات الأعمال: تركز الحاضنات وتهتم بالشركات الناشئة في أولى مراحلها، وتحتضنها منذ الخطوة الأولى وفي وقت أبكر من نموها. ولا تعمل وفق وقت زمني معين، فمن الممكن أن تصل المدة إلى سنة أحيانًا، وقد تختلف فترة احتضان الشركات بناءً على تطور الشركة وسرعة نموها.
مسرعات الأعمال: تختار المسرعات المشاريع شبه المكتملة، وتعمل مسرعات الأعمال على تسريع نمو الشركات، وتوسيع نطاقها وذلك وفقًا لإطار زمني محدد يتراوح بين 3 إلى 4 أشهر، وتعتمد العديد من المسرعات في اختيارها للشركات الناشئة على المنافسة، وتقلل من عدد المشاركين للحصول على الشركات الواعدة فقط.
2. نموذج العمل:
حاضنات الأعمال: تدعم حاضنات الأعمال الشركات وتساعدها على إنشاء نموذج أولي، وذلك من خلال تطوير الفكرة إلى نموذج عمل، ثم اختبارها بعد ذلك والمساعدة في نقلها إلى السوق.
مسرعات الأعمال: تهتم مسرعات الأعمال بالشركات التي تملك نموذج عمل جيد، وبعدها تدعم أصحاب هذه الشركات من أجل تحقيق فرص للنمو والتوسع، ليصبح نموذج العمل ربحي أكثر.
اقرأ أيضًا: تعرف على برنامج وزارة الاتصالات المشترك مع IBM لدعم الشركات الناشئة
3. الخدمات التي يتم تقديمها:
حاضنات الأعمال: تستطيع الحاضنات توفير مساحة عمل مشتركة للشركات مع مجموعات أخرى متنوعة من الشركات في مجالات ودول مختلفة، وتوجد بها مكاتب للعمل خاصة، كما يتم فيها فرض رسوم إيجار للشركات التي ستنضم إليها، ولكنها لا تحصل على جزء من الملكية.
مسرعات الأعمال: تعتمد المسرعات على نظام التمويل، كما تقدم المسرعات خدمة التعليم المكثف وبشكل سريع للشركات الناشئة في فترة لا تتجاوز عدة أشهر، وغالبًا في النهاية تحصل على جزء من حصص الملكية في الشركة، ويوجد لمسرعات الأعمال دورًا كبيرًا في جذب التمويل في أولى المراحل للشركات.
التوزيع الجغرافي لحاضنات ومسرعات الأعمال:
أكدت دراسة أجريت في ماجستير مشترك بجامعة كامبريدج وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة عام 2020، أن بيئة الابتكارات وريادة الاعمال الرقمية تواجه توزيع جغرافي غير عادل لحاضنات ومسرعات الأعمال، وذلك لأن الغالبية العظمى لها مقرها الرئيسي في القاهرة حيث سجلت 17 مقرًا على عكس 3 في الإسكندرية و 2 في السويس و 3 في الجيزة و 3 في أسيوط و 2 في سوهاج وواحد في قنا.
وتستحوذ القاهرة على النصيب الأكبر من وجود حاضنات ومسرعات الأعمال بنسبة 55٪، وقد يكون ذلك بسبب كونها عاصمة الدولة وتتوافر فيها الموارد المطلوبة ماليًا أو لوجستيًا أو سياسيًا، على الرغم من أن هذا يحرم المناطق الأخرى من سهولة الوصول إلى خدمات حاضنات ومسرعات الأعمال.
كما أن المحافظات الحدودية مثل الوادي الجديد، والأقصر، وأسوان، ومطروح، وجنوب سيناء، محجوبة تمامًا بسبب المسافة الطويلة من أقرب حاضنة أو مسرعة أعمال، بالرغم من أن لديها عوامل تأسيس مجتمع ريادي.
اقرأ أيضًا: لماذا علينا دعم ريادة الأعمال الاجتماعية .. إليك الإجابة؟