كلمتها

“عمليات التجميل” هل تحولت من ضرورة طبية إلى موضة زائفة؟

كتبت: أمنية أحمد

في السنوات الاخيرة أصبحت عمليات التجميل الشاغل الأعظم للمرأة، ربما من أجل زيادة جمالها كما تعتقد أو ربما من أجل الانسياق خلف الموضة ليس أكثر،وأخريات قد يعانين بالفعل من ندوب لابد من التدخل الجراحي من أجل تجميل مظهرها، ولكن لم يعد يقتصر الأمر على المرأة وحدها، فقد لجأ الرجال كذلك إلى عمليات التجميل وهو ما يثير الدهشة حقًا.

فقد تنظر إلى سيدة تعرفها منذ أكثر من 10 سنوات ولكن تتفاجأ بتغيير جذري في ملامحها يثير حزنك على تشوه براءتها، وما إن تسألها يكون جوابها إنها الموضة يا عزيزي، وأنني اقوم بالتجربة، ولكنهل يعقل الأمر أن وجهك الذي يعد مرآتك للعالم يصبح أداة تجارب؟

ماذا لو أخطأ الأطباء ودخلتِ إلى غرفة العمليات يا سيدتي وأنتِ تأملي التغيير للأفضل، ولكنكِ خرجتي يكسو قلبك الحزن على تشوه ملامحكِ بسبب خطأ طبي؟

اقرأ أيضًا: استراحة نفسية لكِ سيدتي بعيدًا عن صخب الحياة

هل عمليات التجميل قد تغير حياتكِ؟

إذا نظرنا إلى الجانب الآخر من هدف عمليات التجميل قد نجد أن بعض السيدات غير متقبلات لمظهرهن على الإطلاق،ربما بسبب أنف كبيرة، أو شفاة صغير، أو حالة أخرى تعاني من السمنة المفرطة وبحاجة إلى عملية تخلص من الدهون.

هؤلاء السيدات يؤثر المظهر عليهن بشكل كبير، إلى درجة الإصابة بأمراض نفسية بسبب أن ملامحهن ليست بالشكل المثالي أو المطلوب، وهو ما يدفعهن إلى خوض تجربة عمليات التجميل، حتى وإن كانت تحمل نسب فشل كبيرة، فيكفي المحاولة حتى الوصول إلى مرحلة الرضا عن المظهر واستعادة الثقة بالنفس.

اقرأ أيضًا: كيفية العناية بالشعر الكيرلي بسهولة في 7 خطوات

متى تصبح عمليات التجميل ضرورية؟

أحيانًا قد تتعرض بعض السيدات إلى حادثة أو ربما عملية جراحية طبية قد تغير من شكل جسدها أو تضفي إليه ندبة واضحة مثل عمليات القلب.

هنا بالتحديد تكمن أهمية عمليات التجميل، فبعد حادث مروع ترك أثرًا في جسدكِ، يمكنكِ اللجوء إلى عمليات التجميل من أجل تحسين مظهر الجرح، ويعد ذلك من أفضل الحلول التي يمكنكِ إتباعها،لتحسين حالتك النفسية جراء الحادث الذي تعرضتِ له أو العملية التي قمت بإجرائها، حتى لا يترك أثرًا أو ذكرى في قلبك وجسدكِ معًا.

أما السبب الآخر الذي يمكنكِ خوص عملية تجميل من أجله، هو المعاناة  من عيب خلقي ربما يغير من شكل ملامحكِ حقًا، الأمر الذي يجعل بعض النساء ترفضن تقبل الذات بل وتخشى النظر إلى المرآة، حتى يصل الأمر إلى النفور من نفسهن دون وعي، الوضع الذي يؤدي إلى تفاخم الأمر، حتى تقرر المرأة اللجوء إلى عمليات التجميل باعتبارها الحل الأمثل للتخلص من ذلك العيب الخلقي الذي يؤرقها، لعيش حياة بعيدة عن نظرات الشفقة والخوف والتنمر.

يجعلنا ذلك الأمر نطرح سؤالًا مؤلمًا، ولكن ربما تعرضت إليه كثيرًا من السيدات:

هل يمكن أن يدفع الناس المرء إلى القيام بعمليات التجميل بسبب التنمر؟

منالوهلة الأولى قد تعتقد أن الأمر يتعلق بالثقة بالنفس ومدى حب الذات، ولكن للأسف الشديد مع مرور الوقت تكتشف، أن التنمر المستمر والشعور الدائم الذي يصلك من البعض بالنقص، قد يدفعك إلى سلك اتجاهات لم تكن تخطر ببالك يومًا، لكن التأثير السلبي الذي يتركه الناس في قلبك قد يدمر كل اعتقاداتك ويضربها بعرض الحائط.

‏في بعض الأحيان قد تصدم المرأة أن الناس يقومون بالتنمر على شيء لم يزعجها يومًا، ولم تعتقد أنه يشكل عيب في ملامحها من الأساس، لكنها مع الأسف وبمرور الوقت تبدأ بتصديق تلك الأكاذيب الذي يبثها البعض داخلها من خلال نظراتهم القاسية، الأمر الذي يجعلها تلجأ آسفًا إلىعمليات التجميل للتخلص من التنمر ونظرات الشفقة والاستهانة بمشاعرها التي تتلقاها من الآخرين.

ولكن هل تصدق أنه مثلما قد يلجأ بعض السيدات إلى عمليات التجميل بسبب التنمر، قد يلجأ إليها آخرين بسبب السعي لأن يصبحن نسخة من صور جميلة مزيفة؟

ولكن ماذا إذا كان ذلك الجمال مصطنع وغير حقيقي تصدقه السيدات عبر شاشات وهمية؟

اقرأ أيضًا: 8 نصائح للحفاظ على بشرتكِ من الشمس

هل هناك علاقة بين مواقع التواصل الاجتماعي واللجوء إلى عمليات التجميل؟

في الآونة الاخيرة زاد عدد المقبلات على عمليات التجميل، بسبب عدم الرضا على مظهرهن، الأمر الذي يرجع إلى مواقع التواصل الاجتماعي.

حيث يظهر أولئكالبلوجرزبمظهر يكاد يقترب إلى الكمال، وهو ما يثير غيرةوحنق السيدات، بسبب المقارنة غير العادلة بين تلك السيدات وبينهن، على الرغم من معرفتهن التامة بالتعديلات التي تتم على الصور من تحسين المظهر والملامح وغيره من الأمور، ولكن رغم ذلك اتجهن كثير من السيدات إلى عمليات التجميل من أجل الوصول إلى نفس الدرجة من الجمالالمصطنعللحصول على حياة مشابهة لهن، الأمر الذي  قد يقلل من وطأة عدم الرضا.

ولكن المحزن في الأمر أن السيدات اللواتي بإمكانهن القيام بعمليات التجميل، هناك أخريات بأعداد مضاعفة لم يسمح لهن المستوى المادي بالقيام بمثل هذه الامور، الأمر الذي يدفعهن إلى الإصابة بالاكتئاب ورفض مظهرهن، وهو ما يؤدي إلى كره الذات وتقليل الثقة بالنفس.

هنا تكمن الكارثة، فلا يقتصر الأمرعلى مجرد عملية تجميل وتحسين للمظهر، وإنما على نشأة أجيال تنظر إلى الأمور بطريقة سطحية تمامًا، تقلب حياتها رأسًا على عقب بسبب صور خلف شاشات الهواتف لا تعلم حقيقتها وما يكمن وراءها على الإطلاق.

اقرأ أيضًا: 7 أسرار للحفاظ على جمالك الطبيعي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى